«فاينانشيال تايمز»: الإصلاحات الاقتصادية بدأت تؤتى ثمارها فى مصر

قالت «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة التى تتبناها الحكومة المصرية بدأت تؤتى ثمارها.
وأضافت الصحيفة، أمس، أن مصر عادت للظهور مرة أخرى على رادار المستثمرين، بعدما خفضت العجز فى ميزان المدفوعات، مع استقرار احتياطيات النقد الأجنبى، بجانب تحرير نظام الصرف الأجنبى، والإصلاحات المالية التى تمت تحت إشراف صندوق النقد الدولى.
وأشارت الصحيفة إلى أن السوق بدأت فى الاستجابة، واستدلت على ذلك بارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار بنسبة 18% خلال الشهر الماضى، وهى القفزة التى وصفتها الصحيفة بواحدة من أهم زيادات العملة فى الأسواق الناشئة فى السنوات الخمس الماضية.
وتوقعت الصحيفة أن يبدأ التضخم فى الانخفاض مرة أخرى بعد أن ينتهى تأثير هذه الإصلاحات، فى حين أن ارتفاع قيمة الجنيه سيساعد أيضا فى الحد من زيادة الأسعار.
وذكرت الصحيفة ارتفاع عائدات السياحة وتحويلات المغتربين مرة أخرى، والتى ساهمت فى تحسين السيولة الدولارية بعد سنوات من النقص. وأفادت الصحيفة بأن هناك بوادر على أن الإنفاق الاستهلاكى والاستثمار فى الأعمال التجارية بدأ فى التعافى. وأشارت إلى توقعات المحللين إلى ارتفاع الناتج المحلى الإجمالى من نحو 3.4% إلى 4% فى عام 2018 بعد ضعف المستوى فى السنوات الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن خدمة الأبحاث الكلية التى تمتلكها «فاينانشيال تايمز»، ميدلى للاستشارات العالمية، توقعت أن يلقى اتفاق صندوق النقد الدولى البالغ قدره 12 مليار دولار صعوبات بسبب نقطتين، هما: عجز الموازنة والدين العام، وبدورها رأت التوقعات استعداد صندوق النقد الدولى لتعديل هذه الأهداف فى ضوء هبوط الجنيه بعد «التعويم» بشكل أكبر من المتوقع وارتفاع معدل التضخم.
وأشارت الصحيفة إلى التوقعات بانخفاض التضخم إلى النصف تقريبا بحلول نهاية السنة المالية الحالية فى يونيو القادم.
وقالت الصحيفة إن أى ارتفاع مفاجئ فى أسعار النفط يمكن أن يجبر الحكومة المصرية على خفض الدعم على النفط بسرعة أكبر من المخطط.
وحذرت الصحيفة من خطر ابتعاد مصر عن مسار الإصلاح فى الفترة التى تسبق الانتخابات الرئاسية فى 2018، وأضافت: «مع قليل من الحظ ستشهد وتيرة النمو تزايدا، خصوصا بعد انتهاء شهر رمضان الذى يشهد عادة ارتفاعا فى أسعار المواد الغذائية»، ووصفت الصحيفة مصر بأنها أكثر الأسواق الناشئة «الجاذبة للاستثمار فى العالم».