يوما بعد يوم، يثبت عبدالله السعيد، نجم المنتخب الوطنى لكرة القدم والنادى الأهلى، أنه أحد صناع السعادة على وجوه الجماهير، فلطالما أسعد الجماهير الأهلاوية بأهدافه الغالية، خصوصاً فى الوقت الضائع من عمر المباريات، وها هو يرسم نفس السعادة على وجوه المصريين بعد هدفه القاتل فى مرمى أوغندا، الذى أثلج صدور الجماهير المصرية بعد أن كاد اليأس يدبُّ فى قلوبهم خوفا من انتهاء المباراة بالتعادل السلبى، ما قد يضعف من آمال الفراعنة فى التأهل لدور الثمانية، خصوصاً أن المواجهة المقبلة للفريق ستكون فى غاية الصعوبة أمام منافس هو الأخطر، وهو منتخب غانا. عبدالله فتح قلبه وكشف عن الكثير من تفاصيل اللحظات التى مر بها قبل إحراز الهدف، وتحدث بصفة عامة عن بطولة أمم أفريقيا وموقف المنتخب المصرى من مباراة غانا المقبلة وباقى المنافسات فى البطولة، بالإضافة إلى الصعوبات التى تواجه البعثة فى الجابون.. فكان الحوار التالى خلال جلسة مع البعثة الإعلامية المرافقة لمنتخب الفراعنة فى مدينة بورت جنتيل، وإلى نص الحوار: ■ بداية، ما هو شعورك بعد إحراز الهدف فى مرمى أوغندا؟ - أكيد طبعا سعيد، الحمد لله هدف غالٍ، أهم شىء الثلاث نقاط، والحمد لله ربنا كرمنا وكان ماتش مهم. ■ هل توقعت التسجيل فى هذه المباراة؟ - إطلاقاً، أنا كل ما يهمنى أن يفوز الفريق، لا أفكر فى مسألة تسجيل الأهداف، المهم الفريق والأهداف بتاعة ربنا ورزق من عنده. ■ صِف لنا لحظة تسلمك الكرة من محمد صلاح حتى التسديد وشعورك وقتها. - أنا كنت فى منتصف الملعب، وتوقعت أن هذه الهجمة يمكن أن تنتهى بشىء، لهذا جريت سريعاً إلى منطقة الجزاء، وناديت على محمد صلاح، وهو للأمانة صبر على الكرة تحت رجله كثيراً، وكان من الممكن أن يسددها لكنه مررها لى، فقررت أن أسددها بأقصى قوة عندى دون توجيه بسبب سوء أرضية الملعب، حيث سنحت لى قبلها فرصة حاولت ركنها فى الزاوية لكنها علت العارضة بسبب سوء الأرضية التى لم تساعدنى على التسديد بدقة، والحمد لله ربنا وفقنى فيها. ■ ألهذا السبب رأينا كمية رمال فى الهواء متطايرة أثناء تسديد الكرة؟ - فعلاً كنت حريصا على أن أضمن أن الكرة فى الشباك. ■ لكن كيف كان شعورك؟ - شعور بالمسؤولية، كنت حاسس إن التسعين مليون مصرى فوق كتفى، وكنت عارف إن ما حدش هيرحمنى لو الفرصة ضاعت، والحمد لله على كل شىء. ■ هل سوء أرضية الملعب مجهدة للاعبين؟ - بالتأكيد، إحنا بنلعب فى ملعب للكرة الشاطئية، وليس كرة القدم، نحتاج إلى مجهود مضاعف عن الملعب الطبيعى، هذا الملعب يستنفد طاقتنا. ■ البعض قال إنك لم تلعب من بداية المباراة بسبب تراجع مستواك الفنى فى مباراة مالى، فما صحة هذا الكلام؟ - لا أعرف، لكنها وجهة نظر المدير الفنى، وأنا لا أتدخل فيها. ■ هل تشعر بالإجهاد؟ وهل تحتاج للراحة؟ - أنا أجد نفسى داخل المستطيل الأخضر، وأتمنى أن ألعب باستمرار فى كل المباريات كما هو حال أى لاعب، لكنها وجهة نظر المدرب كما قلت لك سابقاً، وأهم شىء المصلحة العامة، وأنا ألعب فى أى وقت. وعموما أنا لا أشعر بالإجهاد، ولم أطلب الحصول على راحة سواء من الجهاز الفنى للمنتخب أو النادى الأهلى. ■ متى عرفت أنك خارج تشكيل الفريق لمباراة أوغندا؟ - وقت المحاضرة، عرفت أننى احتياطى. ■ متى علمت أنك ستشارك فى مركز الوسط المدافع بالشوط الثانى؟ - بين الشوطين أخبرنى مستر كوبر أننى سألعب فى مركز الوسط المدافع فى الشوط الثانى. ■ أنت أساسا صانع ألعاب خلف رأس الحربة، أى مركز تفضل أن تلعب فيه؟ - أكيد مركزى الأصلى خلف المهاجمين، لكنى لن أرفض أى مركز يشركنى فيه كوبر حتى لو كان حارس مرمى، لكنى أستريح أكثر فى مركزى الأساسى، وقد لعبت من قبل مع النادى الأهلى فى مركز الوسط المدافع وأنا متعود عليه. ■ لما كنت جالس على دكة البدلاء كنت شايف المباراة إزاى؟ - كان ماتش مهم جداً لنا، لا بديل أمامنا إلا الفوز، كنا نحتاج الثلاث نقاط، وكانت لدينا من بداية المباراة نزعة هجومية لكن ربنا لم يوفق اللاعبين على الرغم من سيطرتنا فى بداية المباراة، وفريق أوغندا منظم ومحترم، وعموما كانت مباراة صعبة، ولا تنسَ الإصابات التى لدينا والحرارة العالية وسوء أرضية الملعب. ■ البعض يرى أن أداء المنتخب كان سيئا رغم تحقيق الفوز، فما رأيك؟ - بلاش تذبحوا المنتخب، وأعطونا فرصتنا للنهاية، ثم بعدها يكون الحكم على الأداء والنتائج. ■ لكن البعض يلوم كوبر على طريقته الدفاعية، فما رأيك؟ - لا أريد التعليق على طريقة كوبر، مش من حقى، أنا لاعب كرة أنفذ التعليمات فقط، دى وجهة نظر الكوتش، وهو أدرى بالطريقة المثلى التى يلعب بها الفريق، ومش دورى كلاعب أن أعلق على طريقة المدرب، حلوة أو وحشة، صح أو غلط، دورى أن أشتغل مع أى مدرب وأنفذ فكره وتعليماته التى يقولها لى. ■ وأنت تلعب أمام أوغندا، هل كنت تفكر فى مباراتى تصفيات كأس العالم؟ - إطلاقاً، نحن نلعب بسياسة الخطوة خطوة، لكن الفوز على أوغندا أكيد سيجعلنا مهيئين نفسيا قبل مواجهتهم مرة أخرى فى تصفيات المونديال. ■ كيف ترى مباراة غانا المقبلة؟ - المباراة بدون حسابات، كل شىء فيها وارد، هما ضمنوا التأهل لدور الثمانية، والمنتخب المصرى يحتاج للفوز أو التعادل على أقل تقدير، ونحن نلعب على المركز الأول فى المجموعة. ■ من هو اللاعب الذى تخشى منه أمام غانا؟ - كل لاعبى غانا محترفون وأصحاب مهارة، والتشكيل كله مهمة بالنسبة لنا، وأهم سلاح لدينا أمام غانا هو الهدوء. ■ من وجهة نظرك كيف يمكن التغلب على منتخب قوى مثل غانا؟ - بالتركيز وتوفيق ربنا طبعا، لكن المنتخب يلعب حاليا بتضييق المنطقة الدفاعية واستنزاف المنافسين فى الشوط الأول، ثم مباغتتهم بهدف بعد استنزاف قواهم فى الشوط الثانى. ■ هل تعتقد أن الجيل الحالى من اللاعبين قادر على الفوز باللقب؟ - أجل، الكورة مش بالأسماء، هناك منتخبات تكون مرشحة للفوز بالمونديال لكنها تخسر، والعكس، الكرة بالجهد والعرق والإرادة، وأن يكون اللاعبون على قدر المسؤولية والمنافسة، وأن نحاول القتال للوصول إلى النهائيات. ■ هل تأثرتم كلاعبين بإصابات حراس المرمى؟ - بالتأكيد. ■ كيف؟ - شىء طبيعى أننا حضرنا ومعنا ثلاثة حراس مرمى، وفجأة أصيب حارسان، طبيعى أن نتأثر، لكن الحمد لله عصام الحضرى قدها وقدود، كما أن شريف إكرامى بدأ التعافى وعاد للتدريبات الجماعية. ■ بصراحة، هل تفتقد وجود حسام غالى معك فى المنتخب؟ - أكيد طبعا حسام غالى لاعب كبير، وأحبه على المستوى الشخصى، وأتمنى أن يكون موجودا داخل الملعب، لكنها فى النهاية وجهة نظر المدير الفنى، وممكن أن أكون أنا خارج المنتخب، المطلوب أن أركز فى شغلى وليس شغل المدرب، وأنا أحب غالى وأتمنى طبعا عودته لمكانه الطبيعى فى المنتخب. ■ أخيراً، ما رأيك فى مستوى بطولة الأمم؟ ومن الفريق الذى ترشحه للفوز باللقب؟ - البطولة لسه الإثارة فيها ابتداء من دور الثمانية، لكن بها مفاجآت مثل منتخب الكونغو، وتراجع نتائج الجزائر، ومن الممكن أن يخرج الجابون منظم البطولة من الدور الأول، وكما قلت لك لا يوجد فريق يضمن الفوز باللقب، المهم هو الاجتهاد والتوفيق.