من الذى يقطع الطريق فى اليمن؟.. الرئيس على عبدالله صالح، أم ثوار اليمن فى ميدان التحرير بصنعاء؟.. ضحكت مرتين من كلام الرئيس اليمنى.. مرة حين تحدث عن الثوار بأنهم قطاع طرق.. ومرة أخرى حين قال إن الاختلاط فى الميدان حرام شرعاً.. مع أنه اغتصب الوطن دون أن يعرف أنه يمارس الفعل الحرام.. ودون أن يعرف أنه يمارس الرذيلة.. ودون أن يكتفى! وإذا كان فضيلة المفتى على عبدالله صالح قد رأى أن اختلاط الثوار «شباباً وفتيات» حرام شرعاً، فعليه أن يزيل النخلة التى فى عينيه.. وعليه أن يعرف أن الشعوب كرهت أن يكون مفعولاً بها طوال الوقت، وكرهت أن يكون حاكمها هو الفاعل الأصلى.. وعليه فلا يمكن أن يعود شباب وفتيات الثورة من الميدان، قبل أن يقلع الرئيس نفسه عن الحرام، ويعود إلى صفوف المواطنين! الحرام هو ما يفعله الرئيس صالح والرئيس فاسد.. ليس الحرام هو الخروج عليه.. وليس الحرام هو الاختلاط.. الحرام الذى لا يريد أن يصدقه صالح، وغيره من الفاسدين، هو اغتصاب الوطن.. وسرقة الشعوب.. والحرام هو أن يرى الفاسدون ثوار بلادهم على أنهم متمردون.. أو أن يروا شعوبهم قطاع طرق.. هذا هو الحرام الذى ينبغى أن يقلع عنه حكام العرب.. فليس بالتأييد وحده يحيا الحكام! لا ثوار اليمن قطاع طرق، ولا ثوار ليبيا متمردون.. ولا هؤلاء يتعاطون حبوب الهلوسة، ولا هؤلاء يتعاطون القات.. الشعوب ملت وضاقت من حكايات رؤسائها.. وبالذات حين يكون حكامها من عينة صالح أو القذافى.. يتصورون أنهم فى حلبة مصارعة.. ويتصورون أنهم يلعبون مباراة كرة قدم والغالب مستمر.. والمسألة تحسمها ركلات الجزاء.. ما هذا العبث؟.. وما هذا الغباء؟! أتذكر الخطاب السياسى المصرى أيضاً قبل الثورة.. كان يتحدث عن أجندات ونتايج وكنتاكى.. وكان هو نفسه من قبل يتحدث عن أهل جنوب السودان باعتبارهم متمردين.. ثم اكتشف أن السودان يتحدث عن كونهم شركاء الحكم.. والفارق كبير بين المتمردين وشركاء الحكم.. وكدنا نفقد السودان والنيل معاً.. السبب أننا لا نتصور أن الشعوب تثور.. فإذا ثاروا قلنا قطاع طرق، وتحدثنا عن ثورة البانجو! يريد القذافى وعبدالله صالح أن يشوها ثورة الشعب هنا وهناك.. لا يريد أيهما أن يخرج أو يتنازل.. لا خروج إلا على جثته.. ومن لا يحب القذافى ولا صالح لا يستحق الحياة.. يا نعيش عيشة فل.. يا نموت إحنا الكل.. هبل وخبل وعبث وجنون.. هؤلاء الحكام يجب أن نكشف على قواهم العقلية.. ويجب أن يذهبوا إلى العباسية.. فلا يصح أن يحكم الشعوب معاتيه، مثل الشاويش والعقيد! لا منطق فيما يفعله القذافى.. ولا منطق فيما يفعله صالح، ولا بشار.. ارحلوا وريحونا.. ارحلوا إن كنتم تحبون بلادكم.. ارحلوا إن كنتم تخافون على ثروات بلادكم.. وأهم ثروة فيها هى الشعوب.. أعرف أنكم لم يخطر ببالكم أنكم تحكمون أحياء.. يمكن أن يثوروا.. وهذه هى المفاجأة.. وهذه هى الصدمة التى طيرت البرج الباقى فى عقولكم.. فلا تجعلوها بركة دماء.. فالبقاء فعلاً مستحيل! الذين يقطعون الطريق هم الذين يغتصبون الوطن.. والذين يمارسون الحرام هم أنتم أيها الحكام.. والذين يمارسون الرذيلة هم أنتم.. فمن أنتم؟.. من أنتم؟.. فالذين يتحدثون عن أجندات هم الذين يعرفون الأجندات.. تعلموا الدرس، وانظروا حولكم.. إنها ثورة.. ثورة حتى تحرير الوطن!