كل من عدى على ميدان التحرير اعتبر نفسه من الثوار.. بل الراعى الرسمى لثورة 25 يناير دون سواه.. وغيره هو «مضاد ابن مضادة ابن فلولى».. وكل من عاش أو تنفس أو قال كلمة عن مبارك هو تابع للنظام ويجب ضربه بالشبشب.. بالقرب من مقر الحزب الوطنى المحروق وأخشى ما أخشاه أن نجد «الثورية» وظيفة لأكل العيش.. بعد أن تعددت الائتلافات والتجمعات والجهات الثورية منها ما هو شبابى وما هو عواجيزى. طبيعى أن تتحول الثورة إلى اسم قناة تليفزيونية أو جريدة.. لكنك ستجدها أيضا لافتة فوق محل كشرى أو ترزى حريمى أو عجلاتى. وقد سألوا الفنانة الفرعة الست زهرة عن موقفها وقد هاجمت ثوار التحرير وكان هذا مسجلا بالصوت والصورة.. فقالت إنها كانت مجبرة على هذا أو مش فاهمة.. وهى تحب الثورة موت بدليل إن مسلسلها الجديد تلعب فيه دور «راقصة ثورية» تحب تاجر مخدرات ثم تضحك عليه وتقرطسه وتحب ضابط مباحث أى تحب الحكومة.. وبالتالى فإنها تحب الشعب، وبناء عليه لأن الثورة عملها الشعب، فهى ثورية خاصة إن ابن أختها كان فى ميدان التحرير. وأقسمت أخرى أنها كانت تنزل إلى الميدان «منتقبة» حتى تتمتع بثورتها دون أن يهجم عليها الجمهور ويلتقط الصور معها وتفسد الثورة.. وقال ممثل نص كم إنه أيضا كان ينزل متنكرا على هيئة زجاجة مولوتوف وبما إن الكلام سهل، فإن فنجرة الحنك ترتفع معدلاتها هذه الأيام، وقريبا سنرى لكل مواطن حزبه الخاص، وبعدها سنجد أننا أمام 85 مليون مرشح لرئاسة الجمهورية وكلهم يبحثون عن مواطن ينتخبهم، ولا تندهش إذا وجدت كل مرشح يقف فى إشارات المرور يطلب منك توقيعك لتأييده.. مقابل «باكو نعناع».. وسلم على الثورة وأسمع أغنية «العنب.. العنب..» باعتبارها من أغانى الثورة. مهرجانات إيه.. كفايه اللى أحنا فيه! بعد إلغاء مهرجان السينما لظروف البلد.. من المنتظر إلغاء مهرجانات أخرى فنية.. والحقيقة إن بلادنا الآن فيها من المهرجانات مايكفى وزيادة.. عندك مثلا: * * مهرجان «الشجار» الوطنى الذى تتحاور فيه القوى السياسية المختلفة «بالنبوت».. و«اللسان».. والكبد والكلاوى. * * مهرجان الفوضى والهرجلة برعاية منظمة بلطجة بلا حدود.. فالباعة السريحة احتلوا الشوارع فى كرنفال كبير فأغلقوا الطرق على الرايح والجاى.. وزرعوا أكشاكهم على الأرصفة وأخذوا الكهرباء على حساب حكومة الثورة من أعمدة الانارة.. وبإشراف أقسام الشرطة التى تؤمن لهذا المهرجان النجاح الدائم واحتفالا بهذا المهرجان الذى امتد إلى كل المدن.. قررت إدارة مترو الانفاق المشاركة فيها بتوزيع السجائر السوبر على الركاب والسادة الموظفين وأن تشارك المحطات باستقبال الباعة فى صورة تؤكد تلاحم الجميع فى هذا المهرجان الفريد. * * مهرجان بلاغ لكل مواطن وفيه تحتفل النيابة الادارية بوصولها إلى رقم 50 ألف بلاغ لإهدار المال العام قد تلقتها مؤخرًا واقترح بخصوص هذا المهرجان أن يشارك فيه «جهاز الكسب غير المشروع».. وأن يتم فيه «إختيار أفضل حرامى»..!! * * المعرض الأول للسلاح الأبيض والدفاع عن النفس وهو يقام لكى يواكب عملية انتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة والنص نص.. فى المجتمع بشكل لافت، وقد شوهد أحد المشاركين فى المعرض يطلب من أقاربه فى البلد الريفى الذى ينتمى إليه «3حتت آلى».. مع بابا غنوج وسلطة طحينة! مليونية الأجنة والشاكوش والمحراث! طالب مواطن غلبان لم يمر فى حياته على ميدان التحرير أو شارك فى مظاهرة فئوية نهائيا.. طالب ولأول مرة بإقامة مليونية للأجنة والشاكوش والمحراث، يدعو من خلالها إلى الشغل حتى لايصبح التسول أكبر صناعة استراتيجية يعيش عليها السواد لاأعظم من الناس وبعد أن توقف إنتاجنا فى الفترة الأخيرة على «لوك لوك».. وهى صناعة تعتمد على مادة الرغى الخام التى يتم استخراجها من كل فم.. حتى أصبحنا الدولة الأولى عالميا فى هذا المجال بلا منافس. وأكد المواطن الغلبان أنه لايعرف الفرق بين حزب العدالة.. ولا حزب الظلم وكل ما يعرفه أن حسنى مبارك مشى وطلع على المعاش رغم أنفه.. ويتم علاجه حاليا على نفقة الدولة أو عن طريق التأمين الصحى! مداخلة * ومعانا اتصال تليفونى ونقول: آلو.. مين بيتكلم؟ * * أخوكم برهوم من اليمن! * أهلا وسهلا.. وياترى حضرتك من الثوار ولا من أنصار الرئيس على عبدالله صالح؟ * * الحقيقة أنا لا مع الثوار.. ولا مع الرئيس! * إزاى يعنى.. هو حضرتك مش عايش فى اليمن؟ * * عايش وعارفها زنجه زنجه فى عدن وتعز وصنعاء والحديدية. * طيب عارف إيه اللى بيحصل فى البلد عندك؟ * * عارف طبعا.. وشايف الناس طول النهار فى الشارع.. دول رايحين.. ودول جايين! * كويس قوى.. أنت مع اللى الرايحين أو مع الجايين؟ * * لا.. أنا مع الواقفين؟ * ممكن أسأل حضرتك هما واقفين فين؟ * * واقفين جنب الحيط! * مش فاهم قصدك.. * * يا استاذ.. هو أنا باتكلم انجليزى! * لا بس يجوز أنا اللى باسمع صينى.. ومع ذلك ممكن أعرف اللى واقفين بيعملوا ايه؟ وأنا آسف فى السؤال! * * وآسف ليه.. واقفين نشوف حد معاه قلم عشان الرئيس عبدالله صالح يوقع بيه اتفاقيه دول الخليج.. ما هو ماعرفش يمضى عشان كده!