الشجعان فى الميدان

فى البدء كانت ثورة الشجعان ورد تفتح فى ربا الميدان
هبت مشاعر فجرهم تومئ لنا أن لا مكان سوى لعهد ثان
الصمت قبّح كل شىء حولهم والظلم طال طهارة الإنسان
نادوا بصوت ليس فيه توجس من ذلك العهد الكسيح الجانى
قالوا سنمضى للوفاء وللغد حرية تعلو فرحة وأمانى
جاءت ملايين الشباب حناجر تعلو بصوت هادر البنيان
قومى بلاد العز هذا عهدنا هذا زمان الحب والإيمان
قومى بلادى ثورة محفوفة بالنور مجدا وابدئى الدوران
قومى ومدّى للضياء طريقه فى كل شبر غاص فى النسيان
يا مصر يا نبع الوجود ومهده يا قلعة التنوير فى الأزمان
ها هم شبابك فى المدائن أزهروا حملوا البيارق فى رضا وتفان
جاءوك من طول البلاد وعرضها أملاً يقود سفينة العرفان
حملوا براءتهم وهبوا مثلما هب نسيم الورد والريحان
خطوا زمانا من ضمير شعورهم طهرا نقيا صادق الوجدان
وهبوا الحياة لكى تعيش بلادنا وطنا عزيز القوم والخلان
يا مصر يا عزا يظل على المدى ويقوم ما قام المجد فى البلدان
يا مصر يا وطن الفداء لك الفدا ولك الدماء تسيل من شريانى
ولك شباب طامح قد قدموا ريعان ما ملكوا من الأبدان
لنعيش فى كنف الكرامة أمة ولدت ليبقى الخلد فى الولدان
ولتكتب الدنيا وتحكى قصة لشبابنا تأبى على النسيان
الأبنوبى- أسيوط