تزامنا مع بدء المدارس، وشراء الأهالى مستلزمات أبنائهم المكتبية من شنط وكشاكيل وكتب وأدوات ودفع المصروفات السنوية للمدرسة، تجلس أسر كثيرة، غاب عائلها الوحيد بسبب الحبس، في انتظار أي دعم مادى، يعينهم على تحمل تكاليف التعليم. ووسط إصرار الأهالى على تعليم أولادهم وضيق ذات اليد، كان ل«مروة عرفة» دور في تشجيعهم على استكمال مسيرة الدراسة، وبمجهود فردى بدأت مبادرتها من العام الماضى لدعوة الناس إلى التبرع بمبالغ مادية وأخرى عينية لتلبية احتياجات المدارس للأطفال المحبوس عوائلهم على ذمة قضايا. «مروة» التي تعمل في تدريس البرامج الإنجليزية المتخصصة، وترجمة التراث، والمعنية بالعمل العام منذ سنوات، راودتها أفكار خيرية كثيرة، وكان آخرها التكفل بالمصاريف الدراسية لأطفال الأهالى المحبوسين على ذمة قضايا، تقول مروة: «الأطفال ملهاش علاقة ولا ذنب في اختفاء عائل الأسرة فجأة». لا تشغل مروة بالها بالانتماءات السياسية للمحبوسين، تتعامل معهم سواسية، ويساعدها في ذلك مجموعة من المتطوعين في العمل العام لتجميع أسماء الأطفال المحتاجين من المحافظات المختلفة. «أنا شايفة التعليم في الأيام دى أهم من الأكل والشرب، وكمان عدد المحبوسين على ذمة قضايا في تزايد»، تلك كانت أسباب مرة لاختيار هذه الحملة لمدة عامين دون غيرها. عقبات تواجه مروة لإقناع المتبرعين بأهمية الحملة، فهى تواجه اتهامات من كل فصيل سياسى أنها تابعة للآخر، أو تواجه أزمة عدم اقتناع الناس بأهمية التعليم بشكل عام، وتقول: «بيضايقنى اللى يقولى اتكفلى بعروسة لكن التعليم مش هو الأولوية». ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية مشكلة تواجه مروة، فبعد أن استطاعت العام الماضى أن تتكفل بمصاريف 1100 طفل من أسر مختلفة، لم تتحمل هذا العام حتى الآن إلا تكلفة 270 طفلا: «الأسعار زادت جدا و5 آلاف جنيه اللى كانوا بيغطوا 40 أسرة دلوقتى ميكفوش 20».