حاز الإعلان التليفزيونى الذى ظهر فيه الدكتور مجدى يعقوب على إعجاب الجمهور، وقارن الناس بينه وبين إعلانات أخرى اتسمت بالابتذال والفجاجة فى دعايتها لمنشآت طبية تطلب من المحسنين التبرع. وكأنما كان هذا الإعلان هو الشرارة التى فجرت حب المصريين الجارف لملك القلوب وتقديرهم لما يفعله من أجل المرضى الفقراء، وهو النبيل البريطانى الذى لم ينس أهله، على العكس من غيره من العلماء الذين لا يأتون لمصر إلا لأجل الأنس والفرفشة وحضور سهرات السمر والنميمة، أما مجهودهم وأبحاثهم العلمية فمخصصة لإسرائيل!. وقد ظهرت مشاعر الناس متدفقة على وسائل التواصل الاجتماعى، وتناقل المصريون صوراً من نبالة وتواضع السير مجدى يعقوب، النابغة المصرى الحاصل على لقب فارس من الملكة إليزابيث، نتيجة تفوقه فى عمليات زراعة القلب وما منحه للإنسانية من إسهامات عزيزة. كل الناس أحبت مجدى يعقوب.. الليبراليون واليساريون والإسلاميون، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، الرجال والنساء، وقد بلغ تقديرهم للرجل أن خصصوا جانباً من أدعيتهم فى رمضان للرجل أن تحيطه عناية الله وتحفظه من كل سوء. على أن أغرب دعوة راجت على النت كانت تقول: اللهم ارزقنى إنسانية مجدى يعقوب وارزقه الهداية للإسلام. أدهشتنى هذه الدعوة لأننى رأيتها صادرة من قلب صادق يحب الرجل ويشفق عليه مما سيلاقيه فى الآخرة لأنه غير مسلم. أعادتنى هذه الدعوة لموقف شبيه تعرضت له منذ سنوات وقتما كنت أعيش فى كندا، حينها كان لى مجموعة من الأصدقاء المسيحيين أحببتهم وأحبونى وكنا لا نفترق، وقد صارحتنى ذات يوم سيدة شديدة الحنو والطيبة، وهى زوجة لواحد من هؤلاء الأصدقاء، بأنها ترانى إنساناً محترماً أفعل أشياء طيبة كثيرة لكن يا خسارة.. الحلو لا يكتمل.. مسلم!.. وقتها وقعتُ على الأرض من شدة الضحك، وكانت هى مستغربة من ضحكى لأنها تتكلم بجدية وتستخسرنى فى المصير الذى سأواجهه فى الآخرة بعيداً عن معية المسيح!. الناس فى بلدنا طيبون، وإذا أحبوا أحداً رجوا له كل الخير الذى يرجونه لأنفسهم وتمنوا أن يصحبوه معهم إلى الجنة، فإذا كان على غير دينهم أملوا أن يغير رأيه قبل أن يضيع!. طبعاً هناك من استقبل هذه الدعوة باستنكار ورآها محاولة للدخول بين المرء وربه، ورغبة فى تسفيه دين الآخر واحتكار الحقيقة الميتافيزيقية، وهؤلاء رغبوا فى أن يترك الناس مجدى يعقوب فى حاله وأن يخلّوا بينه وبين ما يعتقد، سواء آمن أو ألحد، أسلم أو تهوّد.. فقيمة الرجل لن تتغير على ضوء معتقداته الدينية، لكنها تتحدد من خلال عطائه الإنسانى وعبقريته التى وزع ناتجها على أهله الفقراء، ورأى هؤلاء أيضاً أن الله وحده أعلم بالمهتدين، وليس لنا أن نقحم موضوع الدين ونحن بصدد الحديث عن رجل نادر أجمع المختلفون على حبه واحترامه، لأن هذا الإقحام قد يترتب عليه أن يتأثر حب الناس له إذا لم يستجب للدعوة ويدخل الإسلام!. مقالات متعلقة * مجدى يعقوب وبورسعيد والأهلى * السير يعقوب وليلى ابنة الفقراء ربما كان هذا الكلام يحمل قدراً من الوجاهة، لكنى مع هذا لا أستطيع أن أتجاهل أن حب الناس للفارس المصرى دفعهم للانشغال بحياته فى الآخرة وهو حب لو تعلمون عظيم!. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة