45 مليون شخص يعيشون مأساة «عبيد العالم»

تتنوع أشكال العبودية المعاصرة بين تهريب البشر والدعارة القسرية وتجنيد الأطفال في تجارة المخدرات الدولية وغيرها، وتتضاعف الظاهرة يوميا بصورة ملفتة للنظر والريبة في ظل تفاقم الضعف والفقر والتمييز والتهميش الاجتماعي.
وكشف تقرير «مؤشر العبودية الشامل 2016» الصادر عن مؤسسة «سِر حرا» للتوعية خضوع أكثر من 45 مليون شخص حول العالم لنوع حديث من العبودية، ثلثاهما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مشيرا إلى ارتفاع عدد الأفراد الذين طالتهم هذه الظاهرة إلى 28% مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عامين.
وأكد التقرير أن الهند هي أكثر البلدان التي تضم أكبر عدد من الأفراد الخاضعين للعبودية ليصلوا إلى 18،35 مليون شخص، موضحا أن الظاهرة لاتزال تأخذ منحى تصاعديا، إذ دخل في نطاقها 10 ملايين شخص بحلول عام 2016.
وإجمالا، جرّم التقرير 124 دولة بتهمة الإتجار بالبشر عملا ببروتوكول الأمم المتحدة لعام 2003 الرامي إلى تجنب هذه الممارسات وقمعها ومعاقبتها، لاسيما تجاه النساء والأطفال، فيما تبنت 96 دولة خطط عمل لتنسيق الرد الحكومي عليها.
ودعت «سر حرا» حكومات الاقتصاديات العشرة الأولى في العالم إلى سن قوانين لا تقل قوة عن قانون العبودية المعاصرة البريطاني الصادر في 2015، وتشمل تخصيص ميزانية وقدرات لضمان محاسبة المنظمات المسؤولة عن أنواع العبودية.
وتبدو العبودية أكثر انتشاراً في آسيا، حيث احتلت الصين المركز الثانى عالميا بعد الهند ب 3.39 مليون شخص، ثم باكستان (2.13 مليون)، وبنجلاديش (1.53 مليون)، وأوزبكستان (1.23 مليون).
ومن أبرز المشاهد المسجلة حول هذه الظاهرة، مارصده موقع الجزيرة الإخبارى في إبريل الماضى، من مظاهر «العبودية الحديثة في بريطانيا»، بعد أن تمخضت الهجرات الجماعية مؤخرا عن ارتفاع كبير في حجم هذه التجارة، حيث يتعرض كثير من ضحايا التهريب على الإجبار على العمل وزراعة النقب والدعارة، وأكد العديد من العمال لفريق التحقيقات أنهم يعيشون في أحوال غاية في السوء، فهم يتقاضون أجورا متدنية مقابل العمل لساعات طويلة في اليوم، ويواجهون إساءات لفظية وبدنية.
وشهدت بريطانيا ارتفاعا ضخما في عدد المستعبدين الذين يعملون في وضح النهار على مرأى ومسمع من الناس في كبريات شوارع بريطانيا الثرية، وقالت كارولين يونج من الوكالة الوطنية للجريمة في المملكة المتحدة :«قبل 3 أعوام كنا نقول إن تهريب البشر من أجل الجنس هو المجال الأوسع، الآن 50% منه من أجل العمالة».
كما كشف التحقيق عن إجبار آلاف الفتيات من بلدان مثل رومانيا على الانخراط في العبودية الجنسية بعد أن يتم تهريبهن بطريقة غير قانونية إلى بريطانيا، وكيف تقع كثير منهن ضحية الخديعة، إذ يوهمن بأنهن سيعملن في وظائف لائقة ويحصلن على المال المناسب، ثم يفاجأن بعد ذلك بإجبارهن بالقوة على العمل في الدعارة.