بينما احتفل العالم فى الثانى من ديسمبر الجارى بإلغاء الرق والعبودية من العالم، كشفت دراسة عن وجود ما بين 10 إلى 13 ألف شخص ضحية لأوضاع تشبه العبودية فى بريطانيا، وذلك فى أول تقرير رسمى يرصد حجم مشكلة العبودية فى بريطانيا، حيث كشفت الدراسة عن تفشى ظاهرة العبودية الحديثة فى بريطانيا والتى شملت أشخاصًا ضحايا تم تهريبهم من اكثر من 100 دولة. وأوضحت الدراسة التى أجرتها وزارة الداخلية البريطانية تحت عنوان» استراتيجية العبودية الحديثة» مظاهر العبودية ممثلة فى الأشخاص الذين يتم إحضارهم عبر مهربى البشر من عدة بلدان بعد خداعهم بتوفير العمل والحياة الكريمة ليجدوا انفسهم إما عمالًا بالسخرة أو استغلالهم جنسيا وإجبار النساء على ممارسة الدعارة أو بهدف نزع الأعضاء والاستغلال الجنسى للأطفال وعدم حصول عمال الحقول والمصانع منهم على حقوقهم. واستند التقرير إلى معلومات وبيانات من اجهزة الشرطة وقوات حرس الحدود ومنظمات أهلية وهيئة ترخيص العمالة الموسمية. وقالت وزارة الداخلية ان قوات حرس الحدود البريطانية ستنشر فرقا متخصصة فى مكافحة الاتجار بالبشر فى الموانىء والمطارات الرئيسية لضبط الضحايا المحتملين كما سيتم تشديد القوانين من أجل مصادرة الأرباح الناتجة عن هذه الجريمة، ولمعالجة هذه المشكلة طرحت الحكومة امام البرلمان مشروع قانون يهدف الى تزويد المحاكم فى كل من انجلترا وويلز بصلاحيات جديدة لحماية الاشخاص الذين يتم تهريبهم الى بلدان واحتجازهم فيها رغم إرادتهم. وتتضمن استراتيجية مكافحة العبودية الحديثة التى وضعتها الحكومة البريطانية تعريف الحكومة الدول ذات الاولوية للعمل معها وكذلك المنظمات الاخرى بما فيها الكنائس، كما ستعمل السفارات البريطانية والمفوضيات العليا وضباط الاتصال فى الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة على تسويق المبادرة المحلية فى الخارج. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماى، «ان الخطوة الأولى للقضاء على الرق هى الاعتراف به ومواجهة وجوده». بينما أشار وزير الخارجية فيليب هاموند إلى أن الإجراءات الجديدة التى اتخذتها الحكومة لمكافحة العبودية تظهر انها تأخذ هذه المسألة على محمل الجد وتدرك أن هناك مشكلة. ويشير «نيك جرونو» مدير صندوق الحرية لوضع حد للرق المعاصر إلى أن العبودية فى شكلها المعاصر تمثل عملا اجراميا مثمرا يولد ارباحا تبلغ 150 مليار دولار فى السنة وهو مبلغ يفوق أكثر 10 مرات مجموع الارباح التى حققتها السنة الماضية جميع شركات الطيران العالمية (13 مليار دولار). وعلى المستوى العالمى، كشف تقرير دولى صدر عن مؤسسة السير بحرية التى تعمل على انهاء العبودية فى العالم الى ارتفاع نسبة العبودية فى العالم بنحو 20% خلال عام واحد وان نحو 36 مليون شخص يرزحون تحت وطأة العبودية فى العالم.. وتعتبر نيجيريا اكبر مصدر لتهريب الأفراد إلى أوروبا حيث تتعرض النساء النيجيريات للاستغلال الجنسى فى إيطاليا بعد خداعهن للقدوم الى هذا البلد، أما فى الهند فيتعرض 14 مليون شخص للعبودية. وفى خطوة تؤكد أن العبودية الحديثة جريمة ضد الإنسانية مهما كان شكلها، اجتمع زعماء الأديان فى روما بمناسبة اليوم الدولى لإلغاء الرق لتوقيع إعلان مشترك لمكافحة العبودية، وذلك للمرة الاولى فى التاريخ من خلال اتفاق قادة الديانات بطوائفها للقضاء على العبودية فى جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020.