«العفريت» قانون الرياضة

هناك عفريت فى الأوساط الرياضية منذ ما يزيد على خمسة أعوام، اسمه قانون الرياضة، يظهر إلى السطح ثم يختفى، يكثر عليه الكلام، ثم لا نجد أحداً يتحدث عنه. هذه الأيام هذا القانون أصبح هو الشاغل الأهم بين الرياضيين، وكأن إصداره سوف ينقذ الرياضة فى مصر وتصل إلى العالمية ويحقق به رياضيو مصر الأرقام القياسية، ويعودون إلينا بالميداليات من ريودى جانيرو.
مقالات متعلقة
* ذاكرة الزمن الجميل
* جمعية عمومية الجبلاية
* بداية أم نهاية؟
آخر كلام، ممكن طبعا يطلع كلام بعده، أن القانون جاهز الآن للمناقشة، وهو فى أيدى لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان. طبعا اتقطع نفس القانون فى الطريق بين الوزارة ومن قبلها المجلس القومى وبين مجلس الدولة، وفى الطريق يمر على مجلس الوزراء ثم يرجع تانى إلى الوزارة ويتم التصحيح والتعديل، ولا مانع من الفتاوى، ومن قعدات العرب التى كان يقيمها وزير سابق لكى يفتى كل مفتى برأيه، المهم تعطل إصدار القانون لصالح مين، الله أعلم.
الغالبية متفائلون هذه المرة. ولكنى غير متفائل رغم تصريحات المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الشباب بالبرلمان، أن اللجنة سوف تبذل قصارى جهدها لكى يتمكن القانون من الظهور إلى النور قبل الدورة الأوليمبية، نتمنى جميعا ذلك، خاصة أنه بعد أقل من شهر سوف يحل شهر رمضان، ويقل إنتاج المصريين جميعاً، خاصة أن الشهر الكريم يأتى مع حلول شهور الصيف والحر، وقرب انتهاء الدورة البرلمانية.
لست هنا لأعاتب من تسبب ومن الممكن أن يتسبب فى تعطيل إصدار هذا القانون، ولكنى أتساءل إصدار قانون فى أى دولة فى العالم، يتطلب كل هذه السنين؟ وأين الدولة فى محاسبة من يتسبب فى تأخير وتعطيل القوانين؟ وإلى متى سيظل الفاشلون والمغرضون وأصحاب المصالح قابعين على المناصب، متحكمين فى مصائرنا وفى شؤوننا؟
ليت لجنة الشباب تعكف على دراسة القانون والانتهاء من جميع بنوده، وعرضه على المجلس لإقراره، ولست مع أن تلف اللجنة أو مجموعة منها على جميع المحافظات، تناقش وتحاور وتستمع إلى الآراء والفتاوى، لأنهم إذا فعلوا ذلك فليس غير نتيجة واحدة سوف يصلوا إليها وهى أن القانون لن يصدر إلا بعد عمرٍ طويل. اللجنة تمثل البرلمان فى مجال الشباب والرياضة، والبرلمان أعضاؤه يمثلون الشعب بجميع طوائفه وجغرافيته، ولذا ليس هناك داع لعقد هذه الندوات والمؤتمرات فى المحافظات، لأنها سوف تؤدى إلى ضياع الوقت والجهد.
القانون المعروض نُقح وغُير وبُدل لمدة تزيد على خمس سنوات فليس هناك جديد يضاف إليه.
ويجب أن يعلم الجميع أن بعد إقرار القانون سوف نجد الكثير من النقاد والرياضيين والمدعين ببواطن الأمور، أن القانون به ثغرات، وأنه كان يجب أن يضاف إليه كذا وكذا وأن يُحذف منه بعض البنود التى ليس لها داعٍ، وهذا للأسف أصبح «سلو بلدنا» وليتنا نستطيع أن نتحرر من ذلك. لنكن واقعيين، ونُجهز أنفسنا على أن القانون سوف يصدر فى الدورة القادمة، والعقل والمنطق يقول ذلك، حتى لا يتم «سلقه» كما كان يحدث فى الماضى. لذا وجب الإقرار والتهيؤ لاستمرار مجالس إدارات الأندية والاتحادات ومراكز الشباب لعام آخر، ولا داعى للتناحر والانشقاق بسبب الانتخابات من الآن.
التوفيق كل التوفيق للجنة الشباب ومستشاريها التى أرى أن تلجأ اللجنة لهم، ولكن فى أضيق الحدود وحتى يستطيعوا إنجاز القانون بكل ما فيه من تعديلات وتجديدات.
أتمنى كل الخير لمصر والرياضة المصرية.
شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن