مدير مركز الدراسات الاقتصادية: أرقام الحكومة حول إنتاج وتوريد القمح «مضروبة»

اتهم الدكتور محسن البطران، مدير مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية بجامعة القاهرة الحكومة بالتقصير في تطوير منظومة إنتاج وتوريد القمح لصالح «مافيا الاستيراد»، مشددا على أن «بيانات الحكومة حول مساحات زراعة القمح أو الكميات التي تستهدف توريدها لصالح الحكومة لإنتاج الخبز المدعم تفتقد إلى الموضوعية وتعتمد على بيانات مضللة، وتحتاج تدخلا رئاسيا لوضع آليات تضمن دقة بيانات الحكومة حول الإنتاج والتسويق الزراعي».
وقال البطران، في تصريحات صحفية، السبت، إن هناك العديد من التساؤلات حول الكميات المنتجة والمعلن عنها من وزارتي الزراعة والتموين هي كميات مبالغ فيها، معللا ذلك بأن ميعاد إعلان سعر التوريد المرتفع جاء متأخرا مما أدى إلى عزوف بعض المزارعين عن زراعة القمح، حيث أعلن هذا السعر منذ شهرين فقط (أول مارس 2016)، بينما ساد قبل الزراعة سعر منخفض (سعر مساوٍ للسعر العالمي مع إعطاء دعم نقدي لكل فدان 1300 جنيه بحد أقصى 25 فدانا) .
وأضاف البطران أن هذا التخبط في إعلان السعر أثر سلبيا على المساحة الفعلية، حيث لم تتجاوز المساحات المزروعة بالقمح 3.3 مليون فدان، وليس 3.6 مليون فدان، موضحا أنه وفقا لبيانات مركز البحوث وقطاع الشؤون الاقتصادية بوزارة الزراعة فإن متوسط الإنتاجية الغذائية 18 إردبا للفدان وبالتالى فإن الكميات المتوقع إنتاجها 9 ملايين طن بنسبة اكتفاء ذاتى 56% .
وأوضح أن الاحتياجات الشهرية للمخابز المنتجة للخبز المدعوم 800 ألف طن شهريا بإجمالى 9.5 مليون طن قمح سنويا، مشيرا إلى أن السعر المعلن من قبل الحكومة يعد سعرا محفزا للمزارع، حيث يزيد عن السعر العالمي بنسبة 35 % تقريبا (سعر الطن من القمح المحلى 2800 جنيه للطن في حين يبلغ متوسط السعر العالمي للطن 1550جنيها)، ولكنه جاء بعد فوات الأوان، وبعد انتهاء موسم زراعة المحصول، وهو ما انعكس في توقعاته بألا تتجاوز كميات القمح المورد للحكومة عن 3.6 مليون طن تشكل 40% من إجمالي الإنتاج الكلي للقمح في البلاد.
وأشار مدير مركز الدراسات الاقتصادية إلى إجمالي السعة التخزينية (شون ترابية إسفلتية مخازن مغلقة وصوامع) لا تتعدى 3.8 مليون طن، رغم إعلان الحكومة عن توريد 5.3 مليون طن قمح العام الماضي، وهو ما يؤكد عن هناك جريمة ارتكبت في «ليل» لتحقيق مصالح مستوردي القمح الذين حصدوا 1.5 مليار جنيه أرباحا من خلال خلط القمح المستورد بالمحلي قيمة فروق الأسعار التي يستفيد بها التجار الذين يخلطون القمح المستورد بالمحلى.
وشكك في بيانات الحكومة بأن الكميات المتوقع إنتاجها ستصل إلى 10 ملايين طن من زراعة 3.6 مليون فدان بمتوسط إنتاجية فدانية 18.5 إدرب للفدان، ترفع نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 63%، حيث قدرت الكميات المستهلكة العام الحالي بحوالى 16 مليون طن.