لقي العشرات مصرعهم في معارك عنيفة، تدور منذ أربعة أيام، بين قوات الجيش الحكومي الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وميليشات الحوثيين الشيعية بمنطقة ميدي القريبة من الحدود الشمالية الغربية للبلاد مع السعودية، كما أعلنت مصادر عسكرية وحركة الحوثيين. وأعلنت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، أن ميليشيات حركة الحوثيين وقوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، حليف الحركة الوثيق «كسرت الأربعاء محاولة زحف رابعة لمرتزقة العدوان السعودي الأمريكي للتقدم باتجاه صحراء ميدي تكبد خلالها العدو خسائر بشرية ومادية كبيرة». ونقلت الوكالة عن الناطق باسم قوات الجيش الموالية لصالح والحوثيين، العميد شرف لقمان قوله إن حوالي «378 عنصرا من الغزاة والمرتزقة لقوا مصرعهم حينما حاولوا الزحف من منطقة الموسم بجيزان إلى صحراء ميدي في المنطقة الحدودية». ويطلق الحوثيون مسمى «المرتزقة» على قوات هادي المدعومة من السعودية. وتقع ميدي، التي تتبع محافظة حجة الواقعة في أقصى شمال غربي اليمن، على امتداد حوالي 30 كيلومترا على خط الحدود مع السعودية، وتحتل أهمية استراتيجية بسبب أهمية مينائها كأقرب منفذ بحري إلى محافظة صعدة معقل الحوثيين الرئيسي، كما أنه أقرب مرفأ يمني إلى الحدود مع السعودية. وكان الحوثيون يستخدمون الميناء لإدخال الأسلحة التي درجت إيران على إرسالها لهم عبره. وميناء ميدي هو أول مرفأ بحري تسيطر عليه قوات هادي منذ بدء قوات التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عسكرية واسعة ضد قوات الحوثيين وصالح في مارس 2015، بهدف إعادة هادي وحكومته إلى السلطة التي انتزعها الحوثيون بقوة السلاح حينما سيطروا على معظم مناطق شمال وغرب البلاد بما فيها العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014. وقال «لقمان» إن القوات الحكومية الموالية للرئيس اليمني «حاولت خلال الأيام الثلاثة الماضية أن تتقدم باتجاه صحراء ميدي، غير أنها قوبلت بالمواجهة الضاربة الحاسمة التي جعلت العشرات من ضباطهم وأفرادهم يقعون صرعى وقتلى فيما دمرت العديد من دباباتهم وآلياتهم». وأكدت مصادر في الجيش الحكومي وقوع معارك عنيفة قرب ميدي الأربعاء لليوم الرابع على التوالي، لكنها رفضت الإدلاء بتفاصيل حول حصيلة القتلى. وأعلنت القوات الموالية للرئيس هادي في السابع من يناير الماضي أنها بسطت سيطرتها بمساندة من قوات التحالف العربي بقيادة على ميناء ميدي بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثيين وقوات صالح، وأنها ستتقدم من هناك شرقا باتجاه معقل الحوثيين بمحافظة صعدة، كما تسعى قوات هادي إلى الانطلاق من ميدي الواقعة على البحر الأحمر للسيطرة على الشريط الساحلي الممتد جنوبا حتى ميناءي البلاد الرئيسيين في الحديدة وعدن. وأعلنت قيادة التحالف العربي في الثامن من مارس الجاري إبرام اتفاق مبدئي للتهدئة في القتال البري بين ميليشيات الحوثيين والقوات السعودية في المناطق الحدودية، ولا تزال تلك التهدئة قائمة، حيث لم تشهد مناطق الحدود معارك بين الطرفين منذ ذلك الحين، غير أن الاتفاق لم يشمل القتال بين قوات هادي والحوثيين.