حسم منتخب مصر الأول لكرة القدم بنسبة لا تقل عن 95% بطاقة الترشح لأمم أفريقيا 2017 بالجابون، عن منافسات المجموعة السابعة، إثر تغلبه على ضيفه النيجيري واعتلائه صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط. ويكفي المنتخب المصري التعادل أو الخسارة على أقصى تقدير بفارق هدفين أمام تنزانيا بالجولة الأخيرة للتصفيات من أجل العبور رسمياً للمشاركة في العرس القاري. ونرصد لكم من خلال التقرير التالي، أبرز أسباب حسم الفراعنة بشكل كبير بطاقة الترشح لأمم أفريقيا بالجابون عقب 3 نسخ من الإخفاق. 1 – انتصارات خارجية لم تشهد تصفيات النسخ الأخيرة لأمم أفريقيا تحقيق المنتخب المصري أي انتصار خارجي، ففي تصفيات نسخة 2012 تقلى الخسائر في ثلاث مواجهات أمام منتخبات سيراليون والنيجير وجنوب أفريقيا، وتعادل مخيب للأمال أمام منتخب أفريقيا الوسطى المغمور أطاح به من المرحلة قبل الأخيرة للتصفيات، وفي 2015 الخسارة ذهاباً إياباً أمام منتخبي تونس والسنغال، وانتصار وحيد خارج الديار على بوتسوانا، بعكس التصفيات الحالية ودك حصون منتخب تشاد بخماسية، بغض النظر عن انسحابه من السباق، فضلاً عن نتيجة إيجابية أخرى بالتعادل أمام المنتخب النيجيري بملعبه، لتكون النتائج الإيجابية خارج حدود الميدان هي كلمة السر في بلوغ أي منتخب بطولة قارية أو محفل عالمي. 2–استغلال فرصة الأرض لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن المنتخب المصري لم يتمكن من تحقيق سوى انتصار وحيد من أصل 3 مواجهات تُلعب على أرضه بتصفيات نسخة 2012 والحال ذاته بتصفيات 2015، في الوقت الذي خسر فيه اللقاء الوحيد الذي خاضه بتصفيات 2013 على ملعبه، حيث كان الفراعنة خلال التصفيات الثلاث الأخيرة صيداً سهلاً على ملعبهم لمنتخبات ليست بالتاريخ الكبير أو المستوى الفني المخيف، وعلى النقيض تماماً خلال التصفيات الحالية، فاستهل المصريون مشوارهم بانتصار ثلاثي على تنزانيا أعقبه انتصار أثمن وأغلى على حساب نسور نيجيريا، رافضين التفريط في أي نقطة أمام الضيوف. 3 – اختيارات مثالية القوام الأساسي لمنتخب مصر في الوقت الحالي هو الأحق بالاختيار والمشاركة بشكل أساسي في المباريات، فأحسن الأرجنتيني كوبر اختياراته وتسببت متابعته الجيدة هو وجهازه المعاون لجميع لاعبي الكرة المصرية في اختيار الأنسب ومن يستحق ارتداء قميص الفراعنة، ودفعه بالمجموعة المناسبة في تشكيله للمباريات، على عكس ما كان عليه القوام الأساسي لمنتخبنا على مدار سنوات ماضية، والذي كان يعتمد على صيت اللاعب بغض النظر عن مستواه وقت المباريات فضلاً عن النادي الذي يلعب له، أبسط مثال وخير دليل على هذا الأمر، أن خط هجوم منتخب مصر تناوب على شغله أحمد حسن كوكا المحترف بسبورتنج براجا البرتغالي، ومروان محسن لاعب الإسماعيلي، في غياب مهاجمي الأهلي والزمالك للمرة الأولى منذ فتلاة طويلة بسبب انخفاض مستواهم. 4 – ثقل المحترفين للمرة الأولى في تاريخ الكرة المصرية، نشاهد أكثر مصري من لاعب يصول ويجول مع أكبر أندية أوروبا، يكون لهم دور مؤثر للغاية مع أنديتهم، لا تغيب أسماؤهم عن القوام الأساسي لها، وهو ما أعطى نوع من الثقل الكبير لمنتخبنا الوطني خلال التصفيات الحالية، فكان في السابق المحترفون الأبرز للكرة المصرية يلعبون بأندية أوروبية مغمورة بعض الشيىء ليست بالإسم الكبير، يشاركون في المباريات بصفوفها على فترات وليس بشكل أساسي. 5 – انتظام الدوري العام للمرة الأولى يخوض منتخب مصر الأول مشواره بتصفيات أمم أفريقيا على مدار التصفيات الأربعة الأخيرة في ظل انتظام مباريات الدوري العام، فتسبب إلغاء المسابقة في موسمي 2011- 2012، و2012- 2013 وعدم إكمالهما في تراجع مستوى اللاعبين المحليين بشكل كبير وابتعادهم عن فورمة المباريات، بالإضافة إلى دوري «2013- 2014» والذي كان الأضعف خلال المواسم الأخيرة بسبب تطبيق نظام المجموعات، التي قللت الاحتكاك بين جميع الأندية المصرية.