«فاكهة» و«سمية» و«ماجدة».. 3 أمهات مثاليات جمعتهن «الخياطة»

الخياطة مهنة بسيطة في القرى والنجوع الريفية على مستوى الجمهورية، ودخلها غالبًا ما يكون بسيطًا، لكن الدخل البسيط استطاع أن ينجب لمصر مهندسين وأطباء ومحامين وغيرها من المهن التي قدمتها الأمهات المثاليات لمصر، وستكرمهن وزارة التضامن الاجتماعي، الأحد المقبل، في دار الأوبرا المصرية.
«المصري اليوم» التقت عددًا من الأمهات المثاليات، وكانت البداية مع سمية نصار محمود نصار، الأم المثالية على مستوى محافظة شمال سيناء بمركز بير العبد، التي تحدثت بقولها: «لدي 5 أولاد علمتهم كلهم بمجهودي وعرقي أنا ووالدهم، 3 أطباء وباحث في معهد بحوث السويس، والأخيرة مهندسة في مجال الكهرباء».
وتضيف «سمية»: «أنا ووالدهم ليس لدينا مصدر دخل إلا زراعة النخيل، وكنت بشتغل في البيت خيّاطة وأساعد والدهم في زراعة النخيل وجني البلح وكان همي الوحيد تعليم أولادي مش إنهم يشتغلوا في أي مجال آخر أو حتى يساعدوا والدهم في الزراعة، والحمد لله ربنا كرمني فيهم، وشفتهم في أحسن حال، وسعيدة جدًا أنهم اتعلموا واحنا لا يوجد لدينا مصدر دخل غير الخياطة وزراعة النخيل».
وأكدت «سمية» أنها عانت كثيراً في تربيتهم «لأن التعليم صعب، لكن كنا نشيل قوت يوم من أجل تعليم الأولاد، وعرفت يعني إيه معاناة التعليم، بس أنا مبسوطة وسعيدة إن أولادي مشرفني في كل مكان، ومازلت أساعد والدهم في الزراعة، لأن دي حياتنا وأرضنا، ولا يمكن أن نستغني عنهم».
«أنا ربة منزل وكنت أعمل في الخياطة أساعد والد أبنائي، ولكن بعدما كبرت في السن أصبحت غير قادرة على العمل إلا في شؤون المنزل».. بهذه الكلمات تحدثت الأم المثالية على مستوى محافظة قنا، فاكهة حسن علي، مضيفة: «علمت أولادي 5 بنات و4 أولاد أحدهم طبيب، والآخر مهندس، ورجاء دكتورة وسافرت مع زوجها إلى البرتغال، و2 أحدهما في كلية الآداب والآخر حاصل على معهد خدمة اجتماعية ويعمل مندوب مبيعات».
وتضيف «فاكهة»: «مهنة الأب كان دخلها بسيطًا، حيث كان يعمل في وزارة الصحة، وكان راتبه على قدر تعليم الأولاد، ولا توجد لدينا أي أملاك، ورغم ذلك الحمد لله قمنا بتعليمهم على أحسن مستوى، وتكريمي الحقيقي هو تعيين 2 من أولادي في الحكومة، خاصة أن أحدهما يبلغ من العمر 37 عاما ولم يتزوج».
وتروي ماجدة محمد عبدالسلام، الأم المثالية على محافظة الوادي الجديد، إن حياتهم كانت صعبة، وزوجها توفي منذ ما يقرب من 30 عامًا، لكنها استطاعت من خلال مهنة الخياطة أن تعلم أولادها الأربعة، و3 منهم يعملون في مجال المحاسبة، مؤكدة أن ابنتها لم تر والدها، لأنه توفي قبل أن تولد.
وتتمنى «ماجدة» أن تذهب إلى أداء فريضة الحج، وقالت: «نفسي ربنا يكرمني وأختم حياتي على خير وأذهب إلى زيارة بيت الله الحرام».
وفي مطروح، تقول الأم المثالية للمحافظة، أم هاشم إبراهيم سعد، ذات الجسد النحيل: «أنا أم ل7 أولاد علمتهم من محل بقالة بسيط، أحدهم محاسب واثنان حصلا على معهد التمريض وأخرى محامية وآخر حاصل على معهد خدمة اجتماعية، ووالدهم توفي منذ 18 عامًا وأنا أعمل على راحتهم وتربيتهم وتعليمهم، والحمد لله ربنا كرمني فيهم وشفتهم في أحسن حال».