حادث اَخر للقطارات، ربما ينتهى ب«كبش فداء» لتظل الحوادث تتواتر فى فترات قريبة، ما يجعل الأمر يبدو مُحيِّرا، فالسكك الحديدية تعانى مشاكل كثيرة، تؤكدها التقارير الفنية التى تقول إن المرفق يعانى صعوبات، ويحتاج أموالا ووقتا وخبرات للإصلاح، والنتيجة نراها فى المواعيد غير المنتظمة، والخطر الذى يهدد الركاب، والسكة غير الآمنة، فى ظل إهمال و«ترقيع» ونقص قطع الغيار وسوء حالة العاملين وعدم الاستجابة لمطالبهم حتى المعقولة منها. «المصرى اليوم» ترصد «إهمال السكك الحديدية.. ورحلات الموت على القضبان» فى السطور التالية: فى بنى سويف، التى شهدت الخروج الأخير للقطار رقم 993 عن القضبان، تكشف تقارير رسمية توقف تطوير 18 مزلقانا، بسبب وجود معوقات من جانب مديريات الرى والأوقاف والوحدات المحلية، وتؤكد التقارير توقف التطوير للمزلقانات بداية من قرية تزمنت الشرقية بمركز بنى سويف حتى مركز الفشن جنوبا، مطالبة بإزالة المعوقات الموجودة. وأكدت إحصائية لهيئة السكة الحديد بالمحافظة عمل بوابات إلكترونية ل 35 مزلقانا من 79 مزلقانا موجودة بالمحافظة، وتحولت محطة إهناسيا بمزلقانها إلى مكان لإقامة «الزرائب والمواشى»، وتعرضت المزلقانات للنهب والسرقة، فى غيبة من السكة الحديد. وفى أسوان، يشكو الركاب سوء حالة وتدنى مستوى عربات القطارات، وتكررت شكاوى المواطنين، خاصة خلال أشهر الصيف، ووصلت لتحرير محاضر بمحطات السكة الحديد، بسبب سوء حالة عربات القطارات وتعطل أجهزة التكييف باستمرار، مطالبين وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد باستقلال هذه القطارات، ليلمسا المعاناة التى يعيشها المسافرون. ولا تقتصر معاناة ركاب القطارات بالصعيد على سوء حالتها، ولكن «البطء الشديد» فى أعمال تطوير مزلقانات السكة الحديد فى أسوان أحد مصادر الخطورة، فعلى الرغم من أن إنشاء المزلقانات يأتى من أجل توفير معابر آمنة لسائقى المركبات والمارة، فإنه لايزال عدد كبير من مزلقانات السكة الحديد فى أسوان، التى يعبرها الآلاف من المواطنين بشكل يومى، تعمل بالأنظمة البدائية كالسلاسل الحديدية والجنازير ونظام الشادوف البدائى. وفى قنا، تنتظر 52 مزلقانا الدخول فى عملية التطوير منذ فترة طويلة، بداية من قرية «أبوشوشة» شمالا حتى مركز قوص، فيما تفتقد المزلقانات أدنى وسائل الأمان، ومنها بوابات الإغلاق والإضاءة، إلى جانب أن مسؤول البلوك يعمل فى ظروف قاسية، وبالسلسلة الحديدية التى لا يراها قائدو السيارات وقت مرور القطارات من الاتجاهين، ما يستوجب تطويرها فى أسرع وقت. وتشهد المحافظة وجود أكثر من 85 معبرا غير قانونى تهدد حياة المواطنين أثناء عبورهم الأراضى الزراعية. ويؤكد عبدالمنعم محمد، مهندس، من قوص، أن جميع مزلقانات السكك الحديدية بمراكز قنا أصبحت عشوائية، ويصعب على العامل التحكم فى حركة المارة والسيارات، بالإضافة إلى قرب المزلقان من مواقف السيارات، ما يؤدى إلى وقوع العديد من الحوادث. ويوضح أيمن غالى، فنى صيانة بإهناسيا، أن المزلقانات بالقرى تهالكت وكل الأدوات الموجودة بها قديمة، ويستخدم عمال المزلقانات وسائل بدائية، ومنها السلاسل الحديدية، وأحيانا يتم إغلاقها بالحبال، لعدم وجود سلاسل، وتكون غير مرئية لقائدى السيارات ليلا بسبب الظلام. ويشير وائل النجمى، باحث من فرشوط، إلى أن مزلقان المركز- وهو من أشهر المزلقانات- تنتج عنه مشاكل وحوادث متعددة على أسبقية المرور، ويتم إغلاقه قبل مرور القطار بمدة زمنية، ما يساهم فى تكدس السيارات لمسافات طويلة، ما يؤدى إلى صعوبة المرور. وفى القليوبية، تكررت كوارث القطارات على مدار السنوات الماضية، ولاتزال المعابر غير القانونية التى يخترق بها البعض المزلقانات مستمرة، رغم سوء حالة بعضها، إلى جانب سوء حالة المحطات التى لم يشهد بعضها أى تطوير منذ سنوات طويلة. ويقول تقرير أخير لهيئة السكك الحديدية إن المحافظة بها 34 معبراً غير قانونية تهدد حياة الأهالى، ويشير إلى وجود 17 مزلقاناً موضوعة فى خطة التطوير، ولم تنته الهيئة من تطويرها، وتعمل بالنظام اليدوى، من بينها 13 مهددة بعدم التنفيذ، بسبب معوقات تخص الرى والأوقاف والمحليات، حيث تتطلب ترحيل أسوار، ونزع ملكية أراضٍ زراعية وإزالة مبانٍ، إضافة إلى معوقات أخرى تتمثل فى مشروعات للصرف الصحى تعوق التنفيذ وإزالة أكشاك وعشش بجوار الطريق. ويوضح التقرير وجود 5 معابر غير قانونية بخط «القاهرة- الإسكندرية»، و7 بخط «بنها- زفتى»، و4 بخط «المرج- شبين القناطر»، و7 بخط «قليوب- شبين القناطر»، و9 بخط «قليوب- منوف»، ومعبرين بخط «بنها- الزقازيق». وفى الشرقية، تواجه محطات السكك الحديدية حالة من الإهمال الجسيم جعلها تتحول إلى مصائد للموت، والغريب أن المسؤولين بالمحافظة لم يتوصلوا طوال السنوات الماضية لإيجاد حلول لمشكلة المزلقانات، مكتفين بالتصريح مرات عديدة بتطويرها، إلا أن الصورة مازالت سيئة فى عدد من مراكز المحافظة، ولايزال العديد من المزلقانات دون بوابات، وتحول شريط السكة الحديد إلى معابر عشوائية تُعرِّض حياة العديد من المواطنين للخطر. من جانبه، يقول عبده شريف، عضو اللجنة العامة لتطوير المزلقانات بالمحافظة، المشرف على مشروع تطوير المزلقانات، إنه تم إرسال العديد من الطلبات والشكاوى للعاملين بهيئة السكك الحديدية، للقضاء على تلك الظاهرة الخطيرة، التى ربما تكون سببا فى القضاء على أرواح العديد من المواطنين. ويضيف شريف أن مركز فاقوس يوجد به ما يقرب من 20 معبرا عشوائيا، فى حين أن المحافظة يوجد بها ما يقرب من 36 معبرا دون مزلقان أو بوابات لتأمين المارة أو رقابة من قِبَل هيئة السكة الحديد أو العاملين عليها، ما أدى إلى حصد العديد من الأرواح تحت عجلات القطار. فى السياق ذاته، قال المهندس جلال مختار، رئيس الهيئة بالمحافظة، إن المعابر العشوائية تشكل خطورة بالغة على حياة المواطنين، لافتا إلى أن منطقة شرق الدلتا يوجد بها ما يقرب من 186 معبرا عشوائيا، من بينها 50 معبرا تم إغلاقها من قبل، وطبقاً لتعليمات مجلس الوزراء خلال الاجتماع الأخير، قامت الهيئة بالتصدى لتلك الظاهرة، وتم إغلاق ما يقرب من 100 معبر أخرى، ومشيراً إلى أنه جارٍ العمل على إغلاق باقى المعابر- وعددها 36 معبرا- بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ورؤساء المدن والوحدات المحلية، وتم الاتفاق على أن تكون تلك المعابر فى حماية الوحدات المحلية، لتصبح هى المسؤولة عنها مسؤولية كاملة.
