تصاعدت أزمة الصراع على قيادة جماعة الإخوان بين الحرس القديم، بقيادة محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، والتيار الجديد الذى يقوده الشباب، فيما ظهرت مجموعة ثالثة بقيادة على بطيخ، عضو مكتب الإرشاد، والتى تميل إلى التيار الأخير. وأعلن مكتب الجماعة فى الخارج، المتضامن مع الشباب، تشكيل لجنة تقصى حقائق للتحقيق فى القرارات التى اتخذتها مجموعة «عزت»، القائم بأعمال المرشد، بشأن تجميد عضوية المتحدث الرسمى للجماعة، محمد منتصر، وعضو مكتب الإرشاد محمد كمال، معتبراً أن مجموعة «عزت» تجاوزت صلاحياتها. واستقطبت مجموعة النائب محمد عبدالرحمن المرسى، رئيس «لجنة فبراير»، الموكلة بإدارة الجماعة داخل مصر، وأقنعته بإرسال رسالة لوسائل الإعلام التى تتعامل مع الجماعة، تطالبها بعدم التعامل مع محمد منتصر، الاسم الحركى للمتحدث الإعلامى للجماعة، لأنه تم تعيين الدكتور طلعت فهمى متحدثاً إعلامياً للجماعة. وأعلن طلعت فهمى، المتحدث الرسمى الجديد، عن إطلاق موقع رسمى جديد للجماعة باسم «إخوان سايت» بعد سيطرة جناح الشباب على موقع «إخوان أون لاين». واستهلت جبهة «عزت» تدشين الموقع بتصريح للدكتور محمد عبدالرحمن، عضو مكتب الإرشاد، قال فيه إن الموقع هو النافذة الإعلامية الرسمية للقيادة، موضحاً أنه لا مانع من تشكيل هيئات وأفراد من الجماعة منافذ أخرى تؤدى رسالتها الدعوية، لكن كل ذلك من خلال إطار واحد، وتربطها وتجمعها وجهة ومرجعية معتمدة. وطالب «عبدالرحمن» ب«الالتفاف حول قيادة الجماعة، والتمسك بثوابتها ومبادئها التى كانت العاصم من التفكك أو التساقط، وأن قيادات الجماعة ممثلة فى المرشد العام ونائبيه هى القيادة الشرعية المعتبرة لدى جميع أفراد الصف، الذين بايعوا على ذلك». فى سياق آخر، أعلن نحو 21 قيادياً بارزاً بالجماعة تشكيل تيار يدعى «ضمير الإخوان»، عن بدء اتخاذهم خطوات ضد مجموعة «عزت»، وقال بيان موقع من المجموعة، بينهم أحمد عبدالعزيز، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسى، وعصام تليمة، مدير مكتب الدكتور يوسف القرضاوى، وعلى بطيخ، عضو مكتب الإرشاد، وجمال عبدالستار، القيادى البارز بالجماعة: «نحن تيار ضمير الإخوان، نمثل واقعاً على أرض الدعوة، خرجنا إلى العلن بعد أن كنا فكرة تعتمل فى صدور الغيورين على الدعوة، وقررنا أن نخاطب إخوتنا وأحبتنا فى الإخوان بعد أن رُوعنا من الخروج على قيادة الجماعة المتمثلة فى اللجنة الإدارية العليا القائمة بأعمال مكتب الارشاد، (لجنة فبراير) فأبوا إلا أن ينحازوا لمناصب لم يحسنوا بها صناعة». وأضاف: «نحن مع الجماعة وقيادتها المتمثلة فى اللجنة الإدارية العليا، ومع جميع قراراتها، نطالبها باتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة ضد الذين اتخذوا قرارات ليست من سلطتهم ولا من صلاحيتهم». وأكدت مصادر بالجماعة أن اللجنة الإدارية تخطط من خلال لقاءات تجريها بمسؤولى المكاتب الإدارية لإجراء انتخابات مكتب إرشاد جديد بهدف الإطاحة بالقيادات القديمة (مجموعة عزت)، مؤكدة أن 80% من المكاتب ستعلن مبايعة اللجنة فى بيانات رسمية خلال ساعات. من جانبه، قال حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة (المنحل)، إن «الجماعة أصبحت جماعتين، وهناك ريحة وحشة، وهى بقت فى لندن ولا تركيا ولا السودان ولا فى مصر»، مؤكداً أن الخلافات التى يراها داخل التنظيم فى هذه الفترة هى أسوأ شىء حدث فى حياته، بحسب قوله. وانتقد «زوبع» الجماعة بقوله: «إحنا جماعة متخلفة، وبيتلعب بينا، وأنتم اللى طلعتم ناس وخرجتم ناس، مجموعة إخوان لندن بتقضى على الناس فى الداخل». وقال أحمد عبدالرحمن، أحد الكوادر الإخوانية الشابة، ل«المصرى اليوم»، إن تمسك مجموعة «عزت» بالقيادة رغم فشلها فى الفترة الماضية سيؤدى لأزمة كبيرة ستسفر فى النهاية عن انشقاقات شديدة بالجماعة، مشيراً إلى أن فصيلاً كبيراً منها بايع «لجنة فبراير» ويرفض استمرار الحرس القديم. وذكرت فاطمة يوسف، منشقة عن الجماعة، أن إخوان المطرية وعين شمس ومدينة نصر والجيزة يتبعون اللجنة الإدارية ويرفضون استمرار «عزت»، وهناك لقاءات تجمع بين مسؤولين بهذه اللجان ومسؤولى المكاتب الإدارية للإطاحة ب«عزت» ومجموعته. وأضافت «فاطمة»، ل«المصرى اليوم»، أن «لجنة فبراير» ستنفرد بقيادة الجماعة بداية من فعاليات 25 يناير، وقد تتبعها قرارات قوية بانتخاب مكتب إرشاد جديد لن تكون مجموعة نائب المرشد طرفاً فيه.