الخارجية القبرصية: نقدّر الدور المصري بالمنطقة.. والعلاقات الثنائية «ممتازة»

أكد السفير ليونيداس بانتلديس، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية القبرصية، إن بلاده تقدر بشكل كبير دور مصر في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بدعمها لعملية السلام.
وقال في لقاء مع الوفد الصحفي المصري الذي يقوم حاليًا بزيارة إلى العاصمة القبرصية، إن بلاده تدعم بشكل كبير السلطة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن مصر في موقع يجعلها تلعب دورًا كبيرًا وخاصة على سبيل المثال ما يتعلق بالوضع بين فلسطين وإسرائيل، فإذا لم تدعم مصر مفاوضات السلام فلن تكون هناك مفاوضات.
وأشاد «بانتلديس» بعمق العلاقات التي تربط بين بلاده ومصر والتي وصفها بأنها «تاريخية» وتعود إلى زمن طويل، لافتا إلى أن مصر وقبرص دولتان صديقتان وجارتان.
وأضاف أن القاهرة ونيقوسيا تربطهما على المستوى الثنائي علاقات «ممتازة» في جميع المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية بخلاف التعاون الثلاثي الذي يربط بين مصر وقبرص واليونان على مستوى القمة.
وأشار «بانتلديس» إلى القمة الثلاثية المصرية- القبرصية- اليونانية التي عقدت بالقاهرة العام الماضي والقمة الثانية التي عقدت بنيقوسيا، موضحًا أن القمة الثلاثية الثالثة ستعقد الشهر المقبل في العاصمة اليونانية أثينا.
كما استعرض مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالخارجية القبرصية التعاون على المستوي الثنائي والذي شهد طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية وهو ما تعكسه الزيارات المتعددة والمتبلة بين مسؤولي الدولتين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة في قطاعات النقل والسياحة والبنية التحتية.
وأشار إلى أن البلدين يتقاسمان العديد من الاهتمامات ولدينا الآن تعاون كبير في قطاع الطاقة، لافتا إلى وجود اتصالات مستمرة بين مسؤولي الدولتين في كل القطاعات.
وأثنى «بانتلديس» على التعاون الثنائي الذي وصفه ب«الممتاز» بين مصر وقبرص على الصعيد السياسي، مذكرًا بأن قبرص دولة عضو بالاتحاد الأوروبي وأن مصر دولة صديقة لقبرص ومن ثم فإن قبرص تعمل على الإسهام في تعزيز التعاون بين القاهرة والاتحاد الاوروبي.
وفيما يتعلق بالتعاون المصري القبرصي في مجال مكافحة الإرهاب، قال إن البلدين يربطهما تعاون كبير في هذا المجال، مؤكدًا أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية ولابد من دفع التعاون في مجال مواجهة الارهاب على مستوى العالم وأيضًا تبادل المعلومات بين أجهزة الأمن لمواجهة الظاهرة، مشيرًا إلى أن العالم بدأ يعي مؤخرًا حقيقة الإرهاب بأنه ليس حكرًا على دولة أو منطقة إنما هو ظاهرة عالمية تهدد كافة دول العالم، ولاسيما بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها فرنسا مؤخرًا، وهو ما يقتضي أيضًا تعاونًا مشتركًا بين كل دول العالم لتوفير المعلومات بين الدول بعضها البعض لمجابهة هذه الآفة العالمية الخطيرة.
وأوضح أن بلاده تتعاون مع دول المنطقة والبلدان الأخرى فيما عدا تركيا في مجال مواجهة الإرهاب.
وفيما يخص التعاون بين مصر وقبرص، بالنسبة لقطاع السياحة، فإن مصر دولة سياحية كما هو الحال أيضًا بالنسبة لقبرص واليونان، وبالتالي فإن الدول الثلاث يمكنها تعزيز التعاون فيما بينهم، وهناك مشروعات يتم بحثها مثل استغلال الأكاديمية العربية البحرية بالإسكندرية في مجال التدريب.
وأشار إلى أن هناك فكرة أخرى تتعلق بالتعاون الإقليمي الثلاثي، حيث بالإمكان تنظيم حزمة للسائحين عبارة عن رحلة موحدة وخاصة للسائحين القادمين من دول أمريكا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، وتشمل مصر وقبرص واليونان والأردن.
وبالنسبة لقناة السويس الجديدة، أكد المسؤول القبرصي على أهمية هذه القناة بالنسبة للاقتصاد المصري باعتبارها مشروعا كبيرًا وأيضًا من أجل إعادة إحياء المشروعات الصغيرة، موضحًا أن الاقتصاد القبرصي قائم على المشروعات الصغيرة.
وعن التنسيق المصري القبرصي حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك بالشرق الأوسط وفي مقدمتها الوضع في ليبيا والأزمة السورية، قال إنه فيما يخص ليبيا فإن قبرص تستمع إلى موقف الأصدقاء في مصر، أما فيما يخص سوريا فإن بلاده تتقاسم الموقف مع مصر، والذي يقوم على دعم الحل السياسي في سوريا على ضرورة البدء في العملية السياسية في أقرب وقت ممكن.
وشدد مسؤول الخارجية القبرصية على ضرورة وقف الحرب وبدء العملية السياسية والتوصل إلى اتفاق في سوريا من أجل عودة الاستقرار إلى سوريا ووضع نهاية لمعاناة الشعب السوري الذي راح ضحيته الآلاف فضلا عن الملايين الذين هاجروا البلاد.