أكد السفير ليونيداس بانتلديس مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية القبرصية أن بلاده تقدر بشكل كبير دور مصر فى المنطقة وخاصة فيما يتعلق بدعمها لعملية السلام. وقال -فى لقاء مع الوفد الصحفى المصرى الذى يقوم حاليًا بزيارة إلى العاصمة القبرصية- إن بلاده تدعم بشكل كبير مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. مشيرًا إلى أن مصر فى موقع يسمح لها أن تلعب دورًا كبيرًا، خاصة فيما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية وعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل ومضيفا: "إذا لم تدعم مصر مفاوضات السلام فلن تكون هناك مفاوضات. وأشاد المسئول القبرصى بعمق العلاقات التى تربط بين بلاده ومصر والتى وصفها بأنها "تاريخية" وتعود إلى زمن طويل.. لافتا إلى أن مصر وقبرص هما دولتان صديقتان وجارتان. وأضاف المسئول القبرصى أن القاهرة ونيقوسيا تربطهما على المستوى الثنائى علاقات "ممتازة" فى جميع المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية بخلاف التعاون الثلاثى الذى يربط بين مصر وقبرص واليونان على مستوى القمة. وأشار بانتلديس إلى القمة الثلاثية "المصرية- القبرصية- اليونانية" التى عقدت بالقاهرة العام الماضى والقمة الثانية التى عقدت بنيقوسيا.. موضحًا أن القمة الثلاثية الثالثة ستعقد مطلع شهر ديسمبر المقبل فى العاصمة اليونانية أثينا. كما استعرض مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية القبرصية التعاون على المستوى الثنائى والذى شهد طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية وهو ما تعكسه الزيارات المتعددة والمتبادلة بين مسئولي الدولتين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة فى قطاعات النقل والسياحة والبنية التحتية. وأشار إلى أن البلدين يتقاسمان العديد من الاهتمامات.. «ولدينا الآن تعاون كبير فى قطاع الطاقة.. لافتًا إلى وجود اتصالات مستمرة بين مسئولى الدولتين فى كافة القطاعات. وأثنى المسئول القبرصى على التعاون الثنائى "الممتاز" بين مصر وقبرص على الصعيد السياسي.. مذكرًا بأن قبرص هى دولة عضو بالاتحاد الأوروبى وأن مصر دولة صديقة لقبرص ومن ثم فإن قبرص تعمل على الإسهام فى تعزيز التعاون بين القاهرة والاتحاد الأوروبى. وكشف المسئول القبرصي أن بلاده تعمل على تشجيع المزيد من الحوار بين مصر والاتحاد الأوروبى فى العديد من المجالات مثلما كان فى خطة العمل الأوروبية تجاه مصر فى 2007 وأن بلاده رغبت أوروبا في العودة إلى العمل بالإستراتيجية القديمة تجاه مصر فى إشارة إلى الحوار الذى كان يتم آنذاك فى إطار سياسة الجوار الأوروبية.. مذكرا بأن هذا الحوار كان فى إطار خطة العمل عام 2007 مشتملا العديد من المجالات بما فى ذلك السياسة والاقتصاد وحقوق الإنسان والتعليم والأمن، ولكن بعد عام 2013 بات هذا الحوار يركز على مجال واحد فقط وشدد بانتيليدس على أن بلاده تؤكد للدول الأوروبية على أن الحوار مع مصر مهم للغاية.. موضحا ان استقرار مصر يعد أمرًا هامًا للغاية وأعتقد أن جميع الدول أدركت ذلك وخاصة فى ضوء الأحداث الإرهابية التى يشهدها العالم. وقال إن موقف بلاده واضح من الإرهاب وتعمل على تعزيز التعاون فى مواجهة تلك الظاهرة لاسيما أن قبرص تعتمد كما مصر بشكل كبير على السياحة.. مشيرا إلى أن البعض يردد أنه من خلال استبعاد بعض الفئات من المجتمع المصرى كالإخوان المسلمين (من الحياة السياسية) فان هذا الأمر يدفع هؤلاء إلى التطرف، قائلا: "وأنا لا أؤيد هذا الطرح إذ إنه إذا كان العنف يشكل جزءا من الأيديولوجيا فان الشخص ليس بحاجة إلى أحد لكى يدفعه إلى التطرف بل إن الأمر علي النقيض تماما فاذا كانت الجماعة تمارس الحياة السياسية فهي لن تلجأ إلي العنف علي الإطلاق من أجل تحقيق أهدافها وسوف تتبع القنوات السياسية المشروعة. وأضاف أننا نحاول أيضا أن نكون فعالين من خلال موقعنا في الاتحاد الأوروبي في دحض الرسائل الإعلامية السلبية التي تبثها جماعة الاخوان للغرب بتشوية الموقف المصري أمام العالم الخارجي. وفيما يتعلق بالتعاون المصرى القبرصى فى مجال مكافحة الارهاب.. قال إن البلدين يربطهما تعاون كبير فى هذا المجال.. مؤكدا أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية ولابد من دفع التعاون فى مجال مواجهة الإرهاب على مستوى العالم وأيضا تبادل المعلومات بين أجهزة الأمن لمواجهة الظاهرة.. مشيرا إلى ان العالم بدأ يعي مؤخرا حقيقة الإرهاب بأنه ليس حكرا علي دولة أو منطقة إنما هو ظاهرة عالمية تهدد كافة دول العالم ولاسيما بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها فرنسا مؤخرا، وهو ما يقتضي أيضا تعاون مشترك بين كافة دول العالم لتوفير المعلومات بين الدول بعضها البعض لمجابهة هذه الآفة العالمية الخطيرة. وأوضح بانتيليدس أن بلاده تتعاون مع دول المنطقة والبلدان الأخرى فيما عدا تركيا فى مجال مواجهة الإرهاب. وفى سياق آخر.. أشاد بانتيلديس بموقف مصر الثابت حيال القضية القبرصية على المستوى الدولى وعدم اعتراف مصر بالشطر الشمالى.. معتبرا أنه لا مستقبل للشطر الشمالى من قبرص الذى تسيطر عليه تركيا لانه لا أحد سيعترف باستقلال أو بالحكم الذاتى ل هذا الجزء من قبرص. وشدد على أن التفاوض والتوصل إلى إتفاق أو حل وسط مع قبرص يعد السبيل الوحيد لحل القضية القبرصية ولا يوجد حلول أخرى فى هذا الصدد لأنه لايمكن إلا أن تكون قبرص موحدة مثلما هو الحال بالنسبة لسوريا الآن والتى لا يمكن تقسيمها وفيما يخص التعاون بين مصر وقبرص.. قال أنه على سبيل المثال بالنسبة لقطاع السياحة فإن مصر دولة سياحية كما هو الحال أيضا بالنسبة لقبرص واليونان وبالتالى فإن الدول الثلاث يمكنهم تعزيز التعاون فيما بينهم وهناك مشروعات يتم بحثها فعلى سبيل المثال يمكن استغلال الاكاديمية العربية البحرية بالاسكندرية فى مجال التدريب مع خبرة اليونان وقبرص وامتلاكهما لأسطول بحري من السفن التجارية من أفضل الأساطيل في العالم وأشار إلى ان هناك فكرة أخرى تتعلق بالتعاون الاقليمى الثلاثى حيث بالإمكان تنظيم حزمة للسائحين عبارة عن رحلة موحدة وخاصة للسائحين القادمين من دول أمريكا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة وتشمل مصر وقبرص واليونان والأردن. وبالنسبة لقناة السويس الجديدة.. أكد المسئول القبرصى على اهمية هذه القناة بالنسبة للاقتصاد المصرى باعتبارها مشروعًا كبيرًا وأيضًا من أجل إعادة إحياء المشروعات الصغيرة.. موضحا أن الاقتصاد القبرصى قائم على المشروعات الصغيرة. وعن التنسيق المصرى القبرصى حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك بالشرق الأوسط وفى مقدمتها الوضع فى ليبيا والأزمة السورية.. قال إنه فيما يخص ليبيا فان قبرص تستمع إلى موقف الاصدقاء فى مصر، أما فيما يخص سوريا فإن بلاده تتقاسم الموقف مع مصر والذى يقوم على دعم الحل السياسى فى سوريا على ضرورة البدء فى العملية السياسية فى أقرب وقت ممكن. وشدد مسئول الخارحية القبرصية على ضرورة وقف الحرب وبدء العملية السياسية والتوصل الى اتفاق فى سوريا وإعادة الاستقرار إلى سوريا ووضع نهاية لمعاناة الشعب السورى الذى راح ضحيته الآلآف فضلا عن الملايين الذين هاجروا البلاد.