يصل الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم إلى العاصمة القبرصيةنيقوسيا فى زيارة رسمية هى الأولى من نوعها لرئيس مصرى منذ عشرات السنين، وذلك لعقد قمة ثلاثية مصرية يونانية- قبرصية، مع كل من الرئيس القبرصى نيكوس أناستسياديس ورئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس، تهدف إلى دعم التعاون الثلاثى فى شتى المجالات خصوصا الطاقة و مكافحة ظاهرتى التطرف والإرهاب. وتعتبر هذه القمة هى الثانية للدول الثلاث بعد القمة التى عقدت فى القاهرة فى نوفمبر الماضي، وشارك فيها رئيس الوزراء اليونانى السابق اندونيس ساماراس، وتهدف مشاركة الرئيس السيسى فى القمة إلى دعم العلاقات المصرية - اليونانية القبرصية واستمرار التعاون الثلاثى فى ظل التحديات التى تواجه المنطقة. وبالرغم من أن زيارة الرئيس السيسى إلى قبرص قصيرة، إلا أنها تكتسب أهمية بالغة فى إطار العمل على تطوير ودفع العلاقات المصرية القبرصية والعلاقات المصرية اليونانية، حيث تعقد خلالها قمة للسيسى مع رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس،كما ستعقد القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية، وذلك بانضمام رئيس وزراء اليونان «اليكسيس تسيبراس. ويسبق القمة الثلاثية المقررة ظهر اليوم، اجتماع لكبار المسئولين من وزارات خارجة الدول الثلاث وذلك للإعداد للقمة الثلاثية ، حيث تناول كبار المسئولين فى اجتماعاتهم إلى جانب التعاون الثلاثى وسبل تعزيز التعاون المشترك مستقبلا، جميع الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخاصة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط و مكافحة الإرهاب وسبل تحقيق الاستقرار فى المنطقة. ومن المقرر أن تتابع القمة الثلاثية المشار إليها، نتائج القمة الثلاثية التى عقدت بالقاهرة فى نوفمبر 2014 ، وبحث سبل الدفع بعلاقات التعاون بين البلدان الثلاثة فى مختلف المجالات بما يتناسب مع التنسيق السياسى بينهم فى المحافل الإقليمية والدولية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس أن هذا التعاون الثلاثى ليس موجها ضد أحد، ويفتح ذراعيه لأى دولة أخرى فى المنطقة تريد أن تنضم لهذا التكتل فيما يخدم مصالح المنطقة و الشعوب، وفقا لمبادئ القانون الدولى واحترام الاتفاقيات الدولية. ومن المقرر أن تعمل القمة على ترقية المبادلات التجارية والاستثمارات بين الدول الثلاث واستمرار المفاوضات بشأن قضية الغاز وترسيم الحدود البحرية، وبحث إمكانية ربط حقول الغاز القبرصية بالمنشآت البترولية فى مصر بعد إقرار القاهرة الاتفاقية الموقعة بين مصر وقبرص بشأن استغلال مصادر الطاقة على جانبى خط الحدود البحرية بين البلدين، والتعاون الأمنى و محاربة الإرهاب. وتظهر وسائل الإعلام اليونانية اهتماما كبيرا بزيارة الرئيس السيسى إلى قبرص و لقاء القمة، مما يعزز التعاون بين الدول الثلاث خصوصا فى الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرتى التطرف والإرهاب، باعتبارهما اكبر التحديات التى تواجه منطقه الشرق الأوسط. ووفقا للمراقبين، فإن العلاقات المصرية اليونانية أو العلاقات المصرية القبرصية هى علاقات تاريخية و قديمة، والتكتل الحالى بين الدول الثلاث يعتبر نموذجا يحتذى به على المستوى الإقليمي، ويعمل على دعم التعاون التجارى والاقتصادى من خلال اللجنه المشتركة بين البلدين. تجدر الإشارة إلى أن التعاون الثلاثى بين اليونان وقبرص ومصر، يأخذ تدريجيا شكلا مؤسسيا، ويعمل على تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، ويؤكد المسئولون سواء فى أثينا أو نيقوسيا دعم اليونان لجهود مصر من أجل تحقيق النمو والازدهار ومواجهة الإرهاب و التطرف، وأن اليونان ترى فى مصر بلدا فيه كل صفات الشريك الاستراتيجي، ويمكن وصف العلاقات بين اليونان ومصر بأنها نموذج للعلاقات الثنائية. وكان الرئيس اليونانى بيركوبيس بافلوبولوس قد أكد أن التعاون المصري- اليونانى - القبرصى تم اختياره بناء على أسس العلاقات الودية والمخلصة بين شعوب الدول الثلاث، ويأتى كتطور طبيعى واضح للبلدان الثلاثة والتى تعتبر ركائز السلام والأمن فى المنطقة، مشيرا إلى أن منطقة المتوسط المضطربة، وتنجرف للأسف إلى عدم الوعى وارتكاب الفظائع من قبل المتطرفين.