سمير سيف: لو عرضنا كل أفلام 2014 فى المسابقة كانت هتبقى فضيحة

قال المخرج سمير سيف، رئيس المهرجان، ل «المصرى اليوم » إن الدورة التاسعة عشرة كانت ناجحة من الناحية التنظيمية سواء فى مواعيد الافتتاح وإقامة المعارض والندوات والإصدارات وفقًا للجدول الزمنى، ولم تحدث مشكلة واحدة فيما يخص التنظيم وهو إنجاز جيد.
وأضاف أن الإقبال الجماهيرى كان ضعيفا جدًا وكذلك تواجد النجوم وهى ظاهرة مستمرة منذ عدة دورات سابقة، ومسؤولية تتحملها الشركة المسؤولة عن توزيع الدعوات، والنجوم أنفسهم لأنها أمور شخصية لا تخص المهرجان وأنه لن يجبرهم على الحضور.
وتابع، أن بعض الندوات لم تحظ بحضور جماهيرى جيد وكان الإقبال فيها متوسطا ومن بين ال 5 ندوات هناك ندوتان شهدتا إقبالا كبيرا، وأن السبب توقف المهرجان لأكثر من دورة، وهى ضريبة العودة والاستقرار وسيحتاج لوقت ليس بقصير حتى يعود زخم المهرجان إلى سابق عهده.
وواصل: إن الأفلام المشاركة تم عرضها جماهيريًا منذ عام وبعضها عرض فى التليفزيون ومطروحة فى الأسواق على إسطوانات، ولذلك فإن المشاهدة ضعيفة، وأن الدورات السابقة كان عرض الفيلم يعقبه ندوة يحضرها أبطاله مع الجمهور وهو ما كان يمثل مادة جذب للجمهور، وعندما عرض فيلم «حلاوة روح» المهرجان العام الماضى، وكان وقتها ممنوعا من العرض أضطر لعمل حفلتين لأن الجمهور أقبل على مشاهدته باندفاع وبأعداد ضخمة.
وأشار سيف إلى أن قلة عدد الأفلام المشاركة نتيجة أن المهرجان لا يعرض أو يقبل إلا الأفلام التى تم إنتاجها وعرضها وتقدمت للاشتراك فى المهرجان، وقال إنه لا ينتج هذه الأفلام لكنها حصيلة الإنتاج خلال عام 2014 ومن يشارك فى المسابقة فقط هى الأفلام التى تقدمت بطلب، وأن العدد يعكس حصيلة المشهد السينمائى فى هذا العام، وهذه الدورة شهدت منافسة بين 14 فيلما من ضمنها فى رأيه الشخصى ما لا يقل عن 4 أفلام متميزة وهى نسبة يراها لا بأس بها، ولكن بالنسبة لصناعة كبيرة ورائدة فى مصر هى كلام فارغ.
وشدد سيف على أن المهرجان القومى لا يختار الأفلام من خلال لجنة، ولكن من يتقدم بفيلمه يشارك فى المسابقة، وهو بذلك لا يقوم بإجراء تصفية أولى على مستوى الأفلام المعروضة، وأن حجم الإنتاج ليس قليلا كما يرى البعض لأنه تجاوز فعليًا هذا العام ال 50 فيلما، وقال: «الحمد لله أنها لم تتقدم للمنافسة وإلا كانت (فضيحة)، لأن مستوى معظمها متدن، وأن الصناعة السينمائية تعانى من أزمة نوعية وتراجع فى المستوى ولا تعانى من أزمة فى كم المعروض».
ورفض سيف الفكرة التى طرحها عدد من السينمائيين بتوجيه القيمة المادية لجوائز المهرجان لإنتاج أفلام جديدة تحمل بصمات شابة، وقال: «هذا يعد خلطا بين الأمور، كون جوائز إنتاج الشباب موجودة بالفعل، وتحظى بدعم من وزارة الثقافة، ولكن تظل جوائز الإجادة ضرورية كونها حافزا لصناع الأفلام الجيدة لحثهم على المزيد من التجويد فى عملهم وبالتالى فإن حرمانهم من ذلك غير منطقى، وفى الأول والآخر لو قلنا إن الجوائز قيمتها مليون جنيه فهذا مبلغ ضعيف جدا لإنتاج أى فيلم».
وأوضح أن المهرجان ليس من وظيفته عرض أفلام جديدة لأنه يمنح الجوائز لأفلام تم إنتاجها فى فترة محددة، وأن التقليد فى حفل الختام يتم بعرض الفيلم الفائز بجائزة الإنتاج الأولى فى حفل الختام، وهو ما يرفضه منتجو الأعمال الجديدة تجنبا للخسارة من عرض أفلامهم الجديدة فى المهرجان قبل عرضها تجاريا.
وذكر أن التكريم الرسمى للفنانين فى المهرجان بمنحهم درع التكريم وإصدار كتاب عن الفنان المكرم وهو مقتصر على الأحياء، وأنه ابتكر فكرة سلسلة خالدون وتشمل من كانت لهم إسهامات جليلة فى السينما المصرية ولم ينالوا حظهم من التكريم أو يكتب عنهم بشكل موثق يصبح مرجعا فيما بعد للطلبة والباحثين، وأنه بدأها العام الماضى بالفنان الشامل السيد بدير وهذا العام بالسيناريست الراحل أبوالسعود الإبيارى، كما أنه قام بتعويض رحيل بعض الفنانين هذا العام بسلسلة ندوات عنهم أمثال نور الشريف وعمر الشريف ورأفت الميهى ونبيلة لطفى.
وأعرب سيف عن أمنيته بعودة ندوات الأفلام المشاركة بحضور صناعها والجماهير لأنها تضفى حيوية وجاذبية كبيرة للدورة، ولو نجح فى إقناع صناع الأفلام بها ستكون إضافة جيدة للمهرجان ويتوقع توسيع قاعدة عرض أفلام المهرجان بالمحافظات المختلفة إلى جانب القاهرة، فى محاولة لتوسيع نطاق عرض أفلام المهرجان بالعواصم الكبرى وعدم اقتصار فعالياته على القاهرة فقط.