«إنه لفخر أن انتمى لعائلة السينما المصرية، أبرز ملامح قوتنا الناعمة منذ القرن الماضى».. هكذا استهل المخرج الكبير سمير سيف رئيس المهرجان القومى للسينما المصرية كلمته التى تضمنها حفل افتتاح الدورة السابعة عشرة من المهرجان والذى أقيم بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بعد غياب دام لعامين متتاليين.. تحت شعار «أفلامنا الحلوة من تانى». خاض ئالمخرج سمير سيف تجربته من خلال أولى دوراته كرئيس للمهرجان القومى، وأمامه الكثير من الأحلام والأمنيات التى نجح فى تحقيق البعض منها والتى تحسب للدورة السابعة عشرة ولكن فى الوقت نفسه مازال هناك الكثير منها والتى تراوده منذ توليه هذا المنصب وعلى وعد أنه سيبذل قصارى جهده حتى تتحقق وترى النور من خلال الدورات القادمة.
∎ بعد تأجيل إجبارى للمهرجانات الفنية المصرية خلال الفترة الماضية عاد إلينا المهرجان القومى للسينما المصرية فى دورته ال 17 بعد غياب عامين.. لماذا جاء هذا القرار المفاجئ بإقامة المهرجان فى موعد غير موعده حيث إنه من المعروف أن المهرجان القومى يتم انعقاده خلال شهر يونيه؟
«القرار لم يأت فجأة بالمناسبة ولكن القرار جاء بعد مناقشات طويلة إلى أن تحسنت الأوضاع وأصبح من الممكن إقامة الدورة ال 17 من المهرجان وعلى الفور تم العمل من خلالها تحسبا لأى أحداث طارئة، كانت فى الاعتبار دائما ومن خلال فكر جديد ومجموعة من الخطوات الإيجابية التى بالتأكيد ستحسب لهذه الدورة فى المستقبل أقيمت الدورة.
∎ لم يكن المهرجان القومى البداية لعودة الحياة إلى المهرجانات الفنية فقد سبقه مهرجان الإسكندرية وسط مجموعة من الاضطرابات واحتمالات ما بين النجاح والفشل فهل وضعت هذه الاحتمالات أيضائ بعين الاعتبار عندما تم اتخاذ القرار بإقامة المهرجان؟
- «كانت إقامة المهرجان عبارة عن ئجزء من رسالة نريد أن نبعث بها إلى العالم كله وهى أنه ليس هناك ما هو قادر على إعاقة مسيرة الفن والثقافة فى مصر مهما اشتدت المحن ومهما كانت صعوبة الأحداث التى نمر بها، فنحن كشعب مصر بالتأكيد نمر بظروف صعبة وفى مواجهة واضحة وصراع مع الإرهاب فهذه الحقيقة لا يمكن تجاهلها أبدا ولكن فى الوقت نفسه لا يحق لأى شخص من وجهة نظرى تعطيل مسيرة هذا المجتمع الفنية والثقافية تحت أى ظروف».
الثقافة فى مصر ما زالت متقدة ولن يخبو نورها أبدا، ولن ينجح أحد فى القضاء على الروح الفنية والثقافية لمصر مهما حاول جاهدا ئفالمجتمعات لا تزدهر بالرخاء المادى فقط وإنما بالرخاء والإنجاز الثقافى والفنى والإبداع فالرخاء المادى لا يصنع حضارة بل الإبداع والإنجاز الفنى والثقافى قادر على صنع حضارة أى شعب».
∎ ما المعايير التى يتم على أساسها تكريم الفنانين.. ومنهم الفنان سعيد مرزوق؟
- عادة ما يتم وضع عاملين أساسيين بعين الاعتبار أثناء اختيار أسماء المكرمين ضمن فعاليات المهرجان، العامل الأول هو أن يكون لدى المكرمين بالفعل تاريخ طويل ومشرف من الإنجازات تجعل منهم الأجدر بالتكريم سواء من حيث الموقف الشخصى أو الإنجاز الفنى، ئأما العامل الثانى هو التتابع الزمنى وتعاقب الأجيال، فهذه السمة موجودة منذ إقامة أول دورة من المهرجان، فهو ببساطة دور، وكلٌّ فى دوره ولكن ليس فقط الدور وإنما أيضا يظل السؤال هل يستحق هذا الاسم التكريم أم لا؟! وأعتقد أن الشخصيات الأربعة التى تم تكريمهم من خلال هذه الدورة كانت تنطبق عليهم هذه الشروط، ولا سيما المخرج الكبير سعيد مرزوق الذى جاء حضوره لمشاركة جمهوره فرحته بالتكريم رغما عن أى شعور بالألم مفاجأة لكل الحاضرين».
∎ تشهد هذه الدورة حضورًا مميزًا للشباب من مبتكرى سينما الموبايل والسينما الوثائقية والرقمية؟
- بالضبط هناك 17 فيلما روائيا قصيرًا مشاركًا ضمن فعاليات الدورة ال 17 من المهرجان هذا العام، أما بالنسبة لبقية الأفلام فهى عبارة عن أفلام وثائقية وأفلام تحريك وأفلام روائية قصيرة صناعها فى الأساس شباب، وهنا برأيى تظهر القيمة الحقيقية من إقامة المهرجان وهى إتاحة الفرصة أمام الشباب الموهوب لعرض أفلامهم حتى يشاهدها الجمهور والتنافس فيما بينهم وهذه فى حد ذاتها نقطة فى غاية الأهمية تحسب إلى الدورة وأنا حقيقى سعيد بها.
∎ من ضمن مفاجآت وإيجابيات الدورة ال 17 من المهرجان القومى للسينما المصرية أيضا إقامة فعاليات موازية للمهرجان بمركز الإبداع بالإسكندرية فى خطة مستقبلية لاتساع رقعة المهرجان خلال دوراته المقبلة؟
- هذه هى المرة الأولى التى يقام فيها فعاليات موازية لفعاليات القاهرةبالإسكندرية والتى نهدف من خلالها لتوسيع رقعة العروض من خلال المراكز الثقافية لجميع المحافظات خلال الأعوام المقبلة حتى نتيح لأهالى هذه المحافظات فرصة مشاركة سكان القاهرة فعاليات المهرجان القومى للسينما المصرية الذى كان مقتصرا على مدار ال 16 دورة الماضية على محافظة القاهرة فقط ولكن بهذه الخطوة سيشارك كل مصرى فى هذا الحدث ويشعر به ويتابعه وينتظره فى موعده من كل عام وهنا يصبح المهرجان مهرجانا قوميا بحق.. وهذه الخطوة برأيى من أهم الخطوات التى تحسب للدورة ال 17 بالإضافة إلى استحداث جائزة للصوت والتى لم تمنح من قبل ضمن المسابقات السابقة من المهرجان ومن المقرر أن يستمر منح هذه الجائزة خلال الدورات المقبلة من المهرجان.
∎ وكيف جاءت فكرة إقامة معرض للأفيشات النادرة لأشهر أفلام السينما المصرية والتى كانت أحد أهم مستجدات فعاليات المهرجان تحت رئاسة المخرج سمير سيف؟
- الجدير بالذكر هو شعار الدورة ال 17 وهو «أفلامنا الحلوة من تانى» والمقصود منها إعادة إحياء الفترة الذهبية للسينما المصرية وإبراز مدى أهميتها وحتى نمنح فعاليات المهرجان نوعا من التنوع والتطور وحتى تصبح أكثر تأثيرا فى جمهورها، فجاءت فكرة تقديم هذا المخزون النادر من أفيشات أفلام زمان، وللعلم الأفيشات المعروضة هى أفيشات أصلية وهذا ما سيلاحظه زوار هذا المعرض فهذه الأفيشات ورقها قديم ومرسومة يدويا لهذا يبدو عليها قيمتها وكأنها لوحة تشكيلية غاية فى الجمال والإبهار غير الأفيشات الحديثة المعتمدة على الجرافيك والصورة والتى تبدو مصنوعة أكثر منها كعمل فنى شخصى، أما أفيشات زمان فيها إحساس وروح اللوحة.
∎ وجه انتقاد للدورة ال 17 بأنها افتقدت للندوات المصاحبة للأفلام المشاركة؟
- على مدار الدورات السابقة من المهرجان لاحظت الآتى وهو غياب نجوم الأفلام المشاركة عن الندوات المصاحبة لأفلامهم ومن هنا الندوات للهدف الرئيسى من إقامتها وهى مشاركة الجمهور لنجوم وصانعى هذه الأفلام ومناقشتهم فى الكثير من الجوانب والقضايا الخاصة بالفيلم وموضوعه، فى الوقت نفسه كان تخوفنا جميعنا من إتاحة الفرصة بانعقاد هذه الندوات لاندساس القلة وسط حاضرى هذه الندوات وافتعال المشاكل، لهذا وحرصا منا على سلامة الجمهور وسلامة المهرجان جاءت الفكرة بالاستغناء عن الندوات من خلال هذه الدورة حتى تمر بسلام.
∎ وماذا عن الإقبال الجماهيرى والإيرادات.. هل تم الالتفات إليهما أثناء عمل لجنة التحكيم فى ظل ما نشهده من ترجمة خاطئة لكل منهما فى الآونة الأخيرة؟
- إطلاقا، أولا يتم مراسلة الشركات التى أنتجت أعمالا فى الفترة المقررة والشركات التى تحظى الفكرة لديها قبولا وتتقدم بأعمال هى فقط التى تشارك ضمن فعاليات المهرجان، فبالتالى عندما تتكون لجنة التحكيم تبدأ فى وضع معايير محددة التى يتم التحكيم من خلال الأفلام المشاركة على أساسها، هذه المعايير لا يمكن تحديدها لأنها تعود إلى فكر ورؤية كل فرد من أفراد اللجنة ولكن ما يمكن تأكيده هو أن ليس العنصر الرئيسى فيها هو الإقبال الجماهيرى أو الإيرادات وإلا فما هو دور لجنة التحكيم؟! إذا كان الفيلم الحائز على أعلى إيرادات هو نفسه الفيلم الحائز على الجائزة الأولى وانتهى، ولكن الأمر لا يسير بهذه البساطة، فمعايير مثل الإيرادات أو الإقبال الجماهيرى ليست فقط المعايير الوحيدة التى تأخذ بها لجنة التحكيم، فشعبية الفيلم ما هى إلا أحد المعايير بالإضافة إلى معايير كثيرة يقوم على أساسا دور لجنة التحكيم.
∎ لماذا جاء قرار عرض أفلام 2010 - 2011 بدلا من 2012 -2013 ضمن فعاليات الدورة ال 17؟
- أولا الجدير بالذكر توقف المهرجان لمدة عامين على التوالى وبالتالى تراكم أفلام تم إنتاجها على مدار عامين متتاليين أو ثلاثة وهنا جاء القرار بإقامة دورتين استثنائيتين من المهرجان، الدورة ال17والدورة ال 18 وتقسيم هذا الإنتاج على عامين الدورة ال 17 تضمنت إنتاج عام 2010 - 2011 السينمائى، والعام المقبل من المقرر تقديم إنتاج عام 2012 -2013 ، عقب ذلك ستعود الأمور، تنتظم كسابق عهدها وكطبيعة كل دورة من المهرجان والتى تتضمن أفلام عام مضى.