بريمييرليج زووم.. مرحبًا كلوب ودعم مورينيو والمستشفى الممتلئ

رغم فترة التوقفات الدولية، شهد الدوري الإنجليزي العديد من التغيرات عبر الأسبوع الماضي، نرصد بعضها عبر هذا التقرير.
- مرحبًا بكلوب
حاول أن تتذكر فرحة فوز مصر بكأس أمم أفريقيا 2006، تذكر يومها كيف كانت المشاعر وتعبيرات الجماهير وعشاق الكرة المصرية، هكذا كان حال جماهير الريدز (ليفربول) بدايةً من مساء يوم الأحد 4-10 وحتى الإعلان الرسمي مساء يوم الخميس 8-10، ومن ثم التقديم من داخل ملعب الأنفيلد للمدرب الجديد، يورجن كلوب .
في حقبة البريمييرليج، لم يعرف ليفربول سوى 7 مدربين في 24 موسم (متضمنًا الموسم الحالي)، 7 مدربين فشلوا في تحقيق حلم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بمسماه الحالي «برميرليج» .
بعد مباراة إيفرتون الأحد الماضي ومع انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكلا الفريقين، ونجاة ليفربول من هزيمة شبه محققة والفضل كله عاد للحارس منيوليه الذي برع وتألق بشكل كبير في تلك المباراة، أصدرت إدارة النادي بيانًا عن طريق القنوات الرسمية عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وبالتحديد بعد 3 ساعات من نهاية المباراة، أعلنت فيه إعفاء المدرب الأيرلندي الشمالي براندن رودجرز من خدماته كمدرب للفريق العريق .
الخبر الذي صاحبته تقارير أخرى ببدء التفاوض مع المدرب الألماني الشهير يورجن كلوب، وما تلاه من تأكيد الأنباء عبر العديد من المصادر الموثوق فيها، ومن ثم الإعلان الرسمي عن تعيين المدرب في تمام الساعة العاشرة مساءًا من يوم الخميس الماضي، ثم التقديم الرسمي له عبر وسائل الإعلام في صباح الجمعة، أيام عاشتها جماهير الريدز في فرح وسعادة كبيرة مع أماني وطموحات لا حدود لها مع قدوم هذا الاسم الكبير في عالم الكرة الألمانية والذي قدم لكرة القدم نسخة ممتعة في بروسيا دورتموند سيطرت على الكرة الألمانية في بداية العقد الحالي ووصلت لأبعد المراحل في البطولات الأوروبية عندما وصل النادي إلى نهائي دوري الأبطال أمام العملاق الألماني والأوروبي بايرن ميونخ، الذي بالمناسبة عانى الأمرين في فترة كلوب ونال عديد من الهزائم الثقيلة أمام فريق دورتموند .
بدون إطالة والخوض في إنجازات كلوب وأسلوب لعب كلوب المباشر، يكفي فقط أن تعلم أن كل مدربي الفرق الكبيرة في البريمييرليج سبق لهم أن عانوا الأمرين أمام هذا الألماني المجتهد، فأرسين فينجر واجهه في 6 مناسبات في بطولة دوري أبطال أوروبا، فاز في 3 وتعادل في 1 وخسر 2، وبالرغم أن فينجر له اليد العليا في المواجهات، إلا أن كلوب كان السبب في مناسبتين في وضع أرسنال بالمركز الثاني في دوري المجموعات بدوري الأبطال، بينما وصل دورتموند للمركز الأول، الأمر الذي كلف فينجر في المناسبتين الخروج من دور ال16 بسبب حلوله ثانيًا خلف دورتموند «كلوب» .
لويس فان جال هو الآخر سبق أن واجه دورتموند كلوب، لكن بعباءة بايرن ميونخ، في الفترة التي صعدت فيها أسهم دورتموند بشدة، وأطاح بها كلوب بالبايرن من على قمة الكرة الألمانية، فاز فان جال في مناسبتين ومثلهما فاز كلوب .
كلوب سبق له التصادم مع بيلجريني لكن بعباءة نادي مالاجا الأسباني، وكان في دور ال8 لدوري الأبطال لعام 2013، ويومها فاز دورتموند بصعوبة في الثواني الأخيرة من عمر المباراة 3-2 ليتأهل لنصف النهائي بعد التعادل في مباراة الذهاب بإسبانيا 0-0 .
جوزيه مورينيو كان الطرف الذي انتظر كلوب في نصف النهائي من نفس البطولة، ويومها أذاقه كلوب واحدة من أثقل الهزائم التي تلقاها المدرب في مشواره المهني، عندما فاز دورتموند برباعية مقابل هدف يتيم، ويومها أجمع كل المتابعين ان الريال كان محظوظًا بالخروج مهزوم ب4 أهداف فقط من ألمانيا، وفاز الفريق الأسباني في العودة 2-0 لكن هذا لم يكن كافيًا، ووصل دورتموند للنهائي .
يذكر أن كلوب كان قد تواجه مع مورينيو في نفس البطولة في إطار دوري المجموعات، وفاز كلوب في مباراة ألمانيا، وتعادل الفريقان في أسبانيا.
كلوب سيعطي الإضافة لليفربول، هذا شىء مؤكد، سيعطيهم الروح والحماس في الملعب، شىء مفروغ منه، سيعيد الحماس لمدرجات الكوبمرة أخرى بعد حالة الصمت الرهيب التي كانت تنتابهم في الفترة الأخيرة مع المستوى المتواضع للفريق.
من حق جماهير الريدز أن تفرح بهذا الانتداب، ومن حق عشاق البريمييرليج أن يتحمسوا أكثر لوصول مثل هذا النوع من المدربين، الذي سيعطي الكثير من الحماس والإثارة داخل الملعب بإدارته الفنية وروحة العالية، أو خارج الملعب بتصريحاته الرنانة والمميزة .
- الدعم العلني لمورينيو
الجميع يعلم ما مدى سوء موقف تشيلسي في جدول الترتيب، الفريق يمر بمرحلة لم يعشها منذ 37 عام .
«إذا أرادوني أن أرحل فليقيلوني»... هكذا كان تصريح المدرب البرتغالي بعد السقوط الرابع في بطولة الدوري بعد مرور 8 جولات فقط أمام ساوثهامبتون، التصريح الذي بدأه بالتشديد على أنه باق وأنه لن يهرب من هذا الموقف الصعب والأسوأ في تاريخه التدريبي.
رد إدارة تشيلسي جاء هو الآخر تاريخيًا وغير مسبوق، فإدارة النادي قررت اصدار بيان رسمي لأول مرة في تاريخ النادي، أعلنت فيه دعمها التام والكامل في المدرب البرتغالي، وثقتها الكبيرة في انه سيحول وضع الفريق ويعيده لسابق عهده .
دعم إدارة تشيلسي لم يكن الوحيد للمدرب، فلاعبيه أيضًا قرروا دعم المدرب علانية، جون تيري بدأ حملة دعم المدرب عندما صرح بأنه لا يوجد أحد قادر على إخراج الفريق من هذه الورطة سوى البرتغالي، فابريجاس من بعده خرج وقال أن مورينيو هو السبب في عودة ثقته لنفسه كلاعب مرة أخرى وأنه الوحيد القادر على قيادة الفريق في تلك الظروف، كاهيل هو الآخر دعم المدرب بشكل علني، دييجو كوستا تصدرت تصريحاته العديد من الصحف المشهورة بقوله «نحن فقط (اللاعبون) من نستحق اللوم، وليس مورينيو» .
دعم علني وتأييد غير مسبوق للمدرب البرتغالي، الهدف منه تأكيد الثقة والترابط داخل النادي أمام تقارير وشائعات الصحف الإنجليزية التي لا ترحم أبدًا، ولنفي فكرة أي شائعات حول رحيل المدرب أو تفاوض الإدارة مع أي أسماء أخرى، أو أي أفكار تجول في رؤوس الصحفيين حول تقارير عن خسارة المدرب لثقة لاعبيه أو وجود مشادات أو ضغائن بين اللاعبين، قرار وتصرف ذكي من النادي سواء كإدارة أو لاعبين، في إنتظار رد فعل المدرب (مع اللاعبين أيضًا) بالرد في الملعب بداية من الجولة القادمة في البريمييرليج .
- عودة سام الكبير
البيج سام، هي شهرة المدافع الإنجليزي القوي الذي تحول لأحد أبرز أسماء التدريب في عالم الكرة الإنجليزية .
سام ألارديس الذي أشتهر في عالم البريمييرليج خلال فترته التدريبية مع بولتون واندررز، والتي نجح فيها بالوصول مع الفريق للمركز السادس في البريمييرليج في إنجاز غير مسبوق مكنهم من الوصول لبطولة كأس الإتحاد الأوروبي لأول مرة في تاريخ النادي، بالإضافة لوصولهم لنهائي بطولة كأس المحترفين في عام 2004 .
سام ألارديس تولى تدريب 4 فرق في البريمييرليج بداية من بولتون مرورًا بنيوكاسل يونايتد ثم بلاكبيرن روفيرز، وأخيرًا مع ويست هام يونايتد، لم يسبق له الهبوط بأي منهم للدرجة الأدنى من البريمييرليج «التشامبيونشيب»، وكان أسوأ المراكز التي وصل إليها هو المركز ال17 مع بولتون .
هذا السبب بالتحديد مع خبرات المدرب الكبيرة هو ما دفع إدارة نادي سندرلاند للتعاقد مع المدرب الإنجليزي المحنك، لإخراج الفريق من الدوامة المرعبة التي يقبع فيها حاليًا، من 3 تعادلات فقط من 8 جولات مرت من عمر الموسم الحالي .
سندرلاند دائمًا ما يعيش هو وجماهيره في حالة من الرعب والترقب في المواسم الثلاث السابقة، وفي كل مرة يحتاج الجولات الأخيرة فقط لإعلان بقائه وهروبه رسميًا من دوامة الهبوط، الأمر الذي على ما يبدو أنه في الطريق ليتكرر مرة أخرىهذا الموسم.
رحيل أدفوكات، المدرب المحنك الهولندي، عن القيادة الفنية للفريق، قد جاء بحجة سوء التدعيمات في موسم الانتقالات الماضي وعدم صلاحية عدد كبير من اللاعبين للعب وإبقاء الفريق في البريمييرليج هذا الموسم .
سندرلاند هو التحدي الأكبر لسام ألارديس الذي وقع عقدًا لمدة موسمين مع الفريق، فهل يكون سندرلاند هو عثرة ألارديس الأولى ويفشل في إبقائه في الدوري الممتاز، أم ينجح البيج سام كما جرت العادة سابقًا مع بولتون وبلاكبيرن وويست هام يونايتد؟ .
- ضحايا التوقفات الدولية
ما هو شعور المدرب مانويل بيليجريني عندما علم أن كلًا من، مهاجمه سيرجيو أجويرو وصانع الألعاب دافيد سيلفا قد خرجا محمولين على نقالة خلال مباراتيهما مع منتخبيهما الأرجنتيني والإسباني نتيجة الإصابة؟
لك أن تتخيل عندما يصلك أخبار إصابة أهم لاعبين في الفريق، الهداف التاريخ للنادي وأفضل صانع ألعاب في تاريخ النادي.. كارثة حقيقية ضربت مانشستر سيتي دون أي ذنب على النادي .
التوقفات الدولية لم تتوقف عند هذا الحد، فروني ومايكل كاريك عانا من الإصابات خلال تواجدهما مع معسكر المنتخب الإنجليزي، كذلك كان داني إينجس مهاجم ليفربول الذي انضم وهو مصاب للمنتخب لمجرد أنه الإستدعاء الأول للمهاجم الشاب.
مصائب مدينة مانشستر لم تتوقف عند هذا الحد بعد أن تلقى لاعب الوسط الخبير الألماني باستيان شفاينشتايجر الإصابة هو الآخر، مع شكوك حول قدرته على اللحاق بمباراة ناديه القادمة أمام إيفرتون في إطار بطولة الدوري .
تشيلسي هو الآخر خرج بأخبار ليست بالسعيدة، وإن كانت هناك شريحة كبيرة سعيدة لسماع خبر إصابة الظهير الأيمن إيفانوفيتش، لكن تلك السعادة تحولت لحزن ممزوج بالغضب مع خبر إصابة لاعب الوسط الدفاعي نيمانيا ماتيتش.
المباريات الدولية لم تنته بعد وقد تفاجىء الأندية بإصابات أخرى، مانشستر سيتي بالقطع هو أكبر المتضررين وخساراته كبيرة لأن غياب اللاعبين قد يزيد عن شهر في خضم مواجهات الفريق لمباريات صعبة في دوري الأبطال والدوري الإنجليزي، باقي الفرق الكبرى لم يتحدد موقف إصابات لاعبيها بشكل نهائي لكن الوضع بالطبع ليس بالمحبب لهم .