ريال مدريد ومالمو.. البدلاء لم يخذلوا بينيتز «تحليل»

تمكن ريال مدريد الإسباني من الفوز على مالمو السويدي بالجولة الثانية بالمجموعة الأولى لدوري أبطال أوروبا، في مباراة سيطر عليها من بداياتها لنهايتها، ولكنه واجه صعوبة في خلق فرص واضحة بمربع العمليات، في مباراة اختلفت تكتيكيًا كثيرًا عما كان عليه الأمر أمام مالاجا في الليجا بالجولة الماضية.
لعب مالمو، الذي يقوده المدرب آجي هاريدي، بخطة 4-4-2، وذلك في تقارب شديد بين كل خطوطه، والتي كانت دائمًا متواجدة في نصف ملعبه، الأمر الذي صعب على النادي الملكي العثور على الآليات اللازمة لحل شفرة هذه المنظومة الدفاعية.
من ناحيته راهن رافائيل بينيتز، مدرب الريال، على تشكيل غير اعتيادي، حيث كرر معادلة رافائيل فاران وناتشو فرنانديز في قلب الدفاع التي لعب بها في مباراة مالاجا الأخيرة بالليجا، في ظل وجود ألبارو أربيلوا في غير مركزه كظهير أيسر، في أول مباراة يلعب بها هذا الموسم مع إراحة البرازيلي مارسيلو، واحتلال النشيط داني كارباخال للجبهة اليمنى.
لعب الريال بخطة 4-2-2-2، في ظل وجود رباعي الدفاع السابق ذكره وكاسيميرو وكروس كلاعبي خط وسط ذي مهام دفاعية، وأمامهم إيسكو وكوفاسيتش بنزعة هجومية في خط وسط أشبه بالمربع، هذا فيما لعب الفرنسي كريم بنزيمة والبرتغالي كريستيانو رونالدو كرأسي حربي.
لجأ بينيتز لهذه الخطة لعمله بأن المباراة لن تتطلب مجهودا كبيرا ولاراحة الكرواتي لوكا مودريتش ومارسيلو قبل مواجهة أتلتيكو مدريد في دربي العاصمة الأحد المقبل، وهو الأمر الذي أدى لوجود فارق جوهري في طريقة اللعب.
وتمثل هذا الفارق في ميل اللعب على غير المعتاد للناحية اليمنى عند كارباخال، والتي كانت على عكس كل المبارايات السابقة، الأكثر نشاطا نظرًا لأن أربيلوا لا يقدر على القيام بمهام مارسيلو الهجومية في اليسار، الأمر الذي قلص من تحركات رونالدو بهذه الجبهة.
من جانبه عمل مالمو على الدفاع من الخلف، فيما أن لاعبي وسطه انوتش كوفي أدو وأوسكار لويسيكي بذلا مجهودا كبيرا لمساعدة الظهيرين خاصة في ظل افتقاد ريال مدريد للسرعة لأن كريستيانو لعب كرأس حربة وليس جناح وأربيلوا ليس سريعا فيما أن كارباخال على الرغم من مجهوده الوافر لم يكن لديه أمامه الويلزي جاريث بيل أو خاميس رودريجز على سبيل المثال.
كان بنزيمة وحده القادر على تحسين اللاعب من العمق بمراوغات وبينيات تضرب الخطوط ولكن غابت اللمسة الأخيرة، يمكن القول إن هيمنة ريال مدريد كانت تامة ولكنها في نفس الوقت عقيمة.
أمام هذا الأمر لجأ ريال مدريد لاستخدام واحد من أسلحته التي لم يلجأ لها كثيرا مع بنيتيز وهي المرتدات العمودية التي تعتمد على تمريرات قليلة ومنها جاء الهدف الأول: تمريرة من كوفاسيتش لإيسكو الذي أهداها لكريستيانو الذي سجل الهدف الأول.
لم يأت الرد من مالمو لأنه لم يغير من طريقة لعبه كما أنه لم يتمكن من نقل الكرة لنصف ملعب ريال مدريد بالطريقة الملائمة حيث بدا مهاجماه روزنبرج وديورديتش كما لو كانا جنديين لمرافقة قلبي الدفاع المدريدي.
سار الشوط الثاني للمباراة على نفس المنوال ولكن في آخر 20 دقيقة أدخل بنيتيز أفضل لاعب لديه في قراءة المبارايات وهو الكرواتي لوكا مودريتش ثم أخرج بنزيمة الذي كان يلعب بصورة رائعة، ولكن قرب مباراة الأتلتي ربما يكون السبب وراء هذا الأمر بكل تأكيد.
بوجود مودريتش في الملعب بدأنا نشاهد كروس يتقدم أكثر حيث تبادل هو والكرواتي المراكز بل ودخل اللاعب الألماني في بعض الأحيان للناحية اليمنى لصناعة اللعب من هناك وتفريغ مساحات لكارباخال.
نفذ بنيتيز تغييره الثاني بنزول لوكاس فاسكيز المميز في السرعة والمرواغة وخروج كوفاسيتش ولاحقا أدخل تشيريسيف بدلا من إيسكو وذلك لفتح الملعب بصورة أكبر وايجاد ضغط أكبر على دفاع الخصم الذي لعب منقوصا في أخر 10 دقائق حيث بدأ الفريق في الانهيار ولاحت للريال أكثر من فرصة بموجب انطلاقات من على الأطراف نفذها البديلان.
ساهم هذا الأمر وفي ظل تواجد كريستيانو كرأس حربة صريح في أكثر من فرصة للأخير حتى سجل هدف المباراة الثاني ليحسم الأمور ويعادل رقم راؤول كالهداف التاريخي لريال مدريد في كل المسابقات.
وضرب بنيتيز بهذه الطريقة عصفورين بحجر واحد قبل مباراة الأتلتي حيث منح الثقة للبدلاء وأراح لاعبيه الأساسيين بل وينتظر عودة عدد من نجومه المصابين جاريث بيل وسرجيو راموس وربما جيمس رودريجيز، قبل مواجهة ستكون بكل تأكيد محتدمة وثأرية مع ال«روخيبلانكوس».