فينجر هو الملام الوحيد لسقوط أرسنال أمام دينامو زغرب (تحليل)

سقط فريق أرسنال بصورة مفاجئة وبطريقة درامية لعشاقه وبعض المتابعين أمام مضيفه دينامو زغرب الكرواتي ضمن منافسات الجولة الأولى لدور المجموعات للمجموعة الخامسة من دوري أبطال أوروبا.
وجاءت تشكيلة اللقاء غريبة للغاية وتسائل البعض هل ديربي لندن أهم من افتتاحية دوري أبطال أوروبا وخاصة أمام فريق عنيد حتى وان كانت لديه مشاكل؟ أم انها مجرد استهانة بخصم «لا يعرفه» مدرب مدفعجية لندن؟
إذًا.. لماذا خسر أرسنال؟
حتى وإن كان ماثيو ديبوشي الظهير الأيمن هو أفضل لاعب من طرف الجانرز في اللقاء إلا أن عدم جلب هيكتور بيليرين والدفع به أضعف من تماسك خط دفاع أرسنال المتهالك من الأساس، ظهيري جنب لم يلعبا سويا وقلبي دفاع لا يلعبان سويا إلا في المناسبات فكان لزاما أن نرى ترنحا وأخطاء كارثية حتى جلوس تشيك على دكة البدلاء كان أمرا محيرا الخصم ليس بتلك السهولة.
لا داعي للحديث المكرر عن فينجر أو جيرو، الأول تكتيكاته شبه محفوظة ولم يجدد أي شئ ولم يغير طريقته منذ مدة طويلة، والثاني لا يتغير أبدًا، أنه الرجل غير المناسب في المكان الخطأ، دائما ما يخذل جماهير الجانرز حينما يحتاجون إليه، المدرب الفرنسي فضل اللعب بأرتيتا في العمق بجوار كازورلا مما ساهم في إضعاف الجانرز أكثر فبدلا من اصطحاب رامسي جلب ارتيتا، فكان السقوط مدويًا في كرواتيا.
تبديلات فينجر كانت الأغرب فبغض النظر عن الدفع بوالكوت إلا انه دفع بلاعبين دفعة واحدة مع وهما كوكلين وكامبل، ما الذي افتقر إليه أرسنال طوال اللقاء؟ تحسن الفريق بعد طرد جيرو، لكن الجانرز افتقروا إلى الحلول على دكة البدلاء، تشامبرلين كان في الملعب وسانشيز حاول وصنع الهدف وأوزيل لم يتمكن من العزف تلك الأمور تحدث له دوما حينما يسقط أرسنال الصدمة تمنعه عن التألق، وأرتيتا أرهق كازورلا.
إن أجمل ما فعله المدرب زوران ماميتش هو الدفع بالثلاثي جونيور فيرنانديز وماركو بجاكا والعربي هلال سوداني، فبدلا من أن نرى الفريق يؤدي بطريقة 4-3-3 رأينا تراجعا من بجاكا إلى الخلف قليلا والعربي شكل فارقا كفجوة في خط الدفاع غير المتماسك مما سمح لفيرنانديز بالتواجد أمام مرمى أرسنال وتسجيله هدف.
ربما لم يخرج فينجر من تلك المعركة سوى بمكسب وحيد هو ثيو والكوت، لا لا لم يربح فينجر بل كان ثيو هو الرابح الوحيد من جانب الجانرز بجانب ديبوشي، فالجناح الإنجليزي تمكن من تسجيل هدف بطريقة رائعة وأثبت أنه من الممكن أن يوظف سرعته واللعب كمهاجم على الأقل هو ينهى الفرص داخل المرمى بشكل أفضل من جيرو كما أنه سجل في 3 مباريات متتالية لفريقه ومنتخب بلاده.
لماذا فاز دينامو زغرب؟
زوران ماميتش سأل بيليتش عن كيفية الفوز عن أرسنال، هكذا صرح مدرب فريق دينامو زغرب، ولمن لا يعرف بيليتش فإنه مدرب وست هام الفريق الذي حطم أرسنال في بداية الدوري الإنجليزي وكشف خط دفاعه غير المتناسق والمتهالك وبطء الإرتداد الدفاعي وضعف العمق كليا خاصة أمام الفرق التي تمتلك لاعبين لديهم حلولا فردية أو الفريق الذي يضغطهم ويتعامل معهم بفوضى خلاقة تربك حسابات المدرب وبالتالي يتوه اللاعبين في غياهب خطة الخصم.
بيليتش دفع بأديمي وماكادو وأنوليتش في خط الوسط وقدم كلا من ماكادو أوديمي مباراة ممتازة للغاية في خط الوسط حتى ان الثنائي كازورلا ووأرتيتا اختفوا تماما أمام تألق الثلاثي في وسط دينامو زغرب.
مثلما حدث في مباراة وستهام امتلك أرسنال الكرة لكن من دون حلول تقريبا فيما نجح دينامو بأقل مجهود من مجاراة الجانرز وهز شباكهم، حظى الفريقان ب14 فرصة، نعم كلاهما لديه نفس العدد، وكذلك هناك 8 فرص لكل منهما، هنا يكمن السر، لدى أرسنال الكرة دائما لكنهم حينما يفقدونها تكون المصيبة، إلى الآن لم يواجه أرسنال فريق يمتلك الكرة بقوة في خط الوسط، حينها قد نرى الفريق يسقط بقوة أكبر.
ماميتش لعب بالطريقة السهلة، اعطهم الطعم وانتظر لتصطاد، في حين تسرعت كتيبة فينجر كثيرا وسقطوا في نفس الأخطاء حتى إن من يشاهد المباراة لم يكن لتصيبه الدهشة سوى لأن فينجر قد قرر التضحية بهذا اللقاء من أجل الديربي.
من هو أفضل لاعب؟
لا شك في أن أفضل لاعب دائما يتم اختياره من الفريق المنتصر، لكن في حالة أرسنال الفريدة كان هناك دينامو زغرب وضدهم أليكسس سانشيز، المهاجم التشيلي قدم مباراة ممتازة وحاول تقريبا وحده أن يصنع الفارق لكن من دون جدوى ومن بعده يأتي جونيور فيرنانديز.
من هو أسوأ لاعب؟
مهاجم يطرد قبل نهاية الشوط الأول وفريقه متأخر وعلى ملعب الضيوف، من غيره جدير بكل ما سبق انه جيرو الذي أضاف خيبة امل جديدة إلى سجله الحافل.
في النهاية، المباراة ليست النهاية بالنسبة لفينجر، لكنها قد تكون البداية لسقوط مدوي آخر، عليه أن ينقذ نفسه، والكون لا يدور حول مواجهة تشيلسي، عليه أن يعطي إهتمام أكبر للأولويات إن أراد الوصول بعيدا في دوري ابطال أوروبا.