كانت هذه المعاهدة من أبرز نتائج الحرب العالمية الأولى، وقد سميت هذه المعاهدة «معاهدة سان جيرمان»حيث وقعت في سان جيرمان على نهر السين في فرنسا، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وقد وقعت «زي النهاردة» في 10 سبتمبر 1919. وبين الحلفاء والنمسا وبتوقيع هذه الاتفاقية من قبل 27 دولة حليفة، ومشاركة كسرت شوكة الإمبراطورية النمساوية المجرية، وقد أخّرت رومانيا ويوغوسلافيا التوقيع على هذا الاتفاق، اعتراضاً على ضمانات المعاهدة التي أُعطيت للأقليات، حيث مضت عدة أشهر قبل أن تقتنع الدولتان بالتوقيع على الوثيقة وقد وافق البرلمان النمساوى على المعاهدة في 17 أكتوبر 1919، وأصبحت سارية بدءاً من 16 يوليو 1920. ورغم أن الولاياتالمتحدة لم توقع عليها فإنها وقعت على اتفاق سلام منفصل مع النمسا في 24 أغسطس 1921، وينص الجزء الأول من المعاهدة، على أن يمكن للنمسا الانضمام إلى عصبة الأمم بعد فترة كافية من حسن السلوك، بينما يخفض الجزء الثانى من الاتفاقية مساحة النمسا من 297.800 كم² إلى 83.835 كم² فقط. وتضمنت الاتفاقية ثمانية بنود تحفظ استقلال وسلامة الأقليات النمساوية، وقد أعطت معاهدة سان جيرمان استقلالاً كاملاً لكل من بولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر ويوغوسلافيا. واستطاعت هذه الدول بالإضافة إلى إيطاليا أن تستعيد بعض الأراضى التي كانت تحت سيطرة النمسا قبل الحرب. كما آل أكثر الأسطول النمساوى المجرى إلى الحلفاء، حيث احتفظت النمسا بأربعة قوارب للحراسة فقط. وقد منعت بنود المعاهدة قيام أي اتحاد بين ألمانياوالنمسا، وبالرغم من ذلك فقد استطاع هتلر أن يفرض اتحادات مع النمسا عام 1938 حين ألغت الحرب العالمية الثانية هذه الاتفاقية.