«زي النهارده».. اعتقال الرئيس الصربي رادوفان كاراديتش مجرم البوسنة 19 يوليو 2008

جميعنا يعرفه كواحد من أشهر مجرمى الحرب وواحد من سفاحى القرن العشرين وربما تكون هناك صلة نفسية بين كونه طبيبا نفسيا بالأساس وبين ما ارتكبه من مذابح بحق آلاف الأبرياء في البوسنة وربما اختلافه الوحيد عن سائر السفاحين أنه كان يكتب الشعر.
إنه رادوفان كاراديتش الذي ظل طليقا لأكثر من 12 عاما منذ صار مطلوبا بدءا من عام 1995 وتم تجريمه دوليا إلى أن تم القبض عليه «زي النهارده» 19 يوليو من عام 2008 ليواجه 11 تهمة بينها تهم إبادة وجرائم حرب هو وقائده العسكرى راتكوملاديتش، وارتكابه مجزرة سربرينيتشا والتى راح ضحيتها 8000 بوسنى مسلم في 1995م فضلا عن أعمال التصفية الجسدية وعمليات الترحيل وأفعال لا إنسانية ضد مسلمى البوسنة والهرسك ونقلهم إلى مراكز اعتقال وقامت القوات الخاضعة لقيادته بقتل أشخاص من غير الصرب في تلك المعسكرات وتعذيبهم والاعتداء عليهم جنسياً.
وقد تم اعتقاله على أيدى قوات صربية تلقت معلومات من جهاز استخبارات أجنبى وكانت أمريكا قد رصدت مبلغ خمسة ملايين دولار أمريكى لمن يدلى بمعلومات تساعد على القبض عليه هو ومعاونه راتكو ملاديتش وقد ألقى القبض عليه في صربيا وهو على متن حافلة في العاصمة الصربية حيث كان يحمل أوراقا وبطاقة هوية مزيفة، وقد تبين أنه كان يعمل في عيادة خاصة متخفياً تحت شعر أبيض ولحية بيضاء كثيفة وطويلة ويعيش حياة شبه طبيعية ويعمل في مجال الطب البديل ويتنقل تحت اسم دراجان بابيتش ملاديتش.
ويذكر أن فكرة الفيلم الأمريكى «حفلة الصيد» كانت مأخوذة عن قصة هروبه. وكانت زوجة رادوفان كاراديتش ليليانا كاراديتش قد وجهت نداء له تناشده فيه تسليم نفسه لمحكمة جرائم الحرب وحثته زوجته ليليانا، في نداء بثه تليفزيون صرب البوسنة، على فعل ذلك من أجل أسرته.
وقالت في النداء أيضا: «يتعين على الاختيار بين ولائى لك وبين ولائى لأطفالنا وأحفادنا، وقد اخترت، إنه لمن الصعب والمؤلم أن أطلب منك ذلك، لكنى أتوسل إليك أن تسلم نفسك.
ستكون هذه تضحية منك من أجلنا، ومن أجل عائلتنا ومن أجلنا جميعا». بقى أن نقول إن رادوفان كاراديتش كاراديتش مولود في 19 يونيو 1945 في بيتنجيكا بالجبل الأسود في يوغوسلافيا السابقة، انتقل إلى سراييفو في عام 1960 لمتابعة دراسته للطب النفسى في كلية الطب جامعة سراييفو.
وخلال 1974 و1975 أمضى سنة متابعة التدريب الطبى في جامعة كولومبيا في نيويورك ثم عاد إلى يوغوسلافيا وعمل بإحدى مستشفياتها في عام 1989 ثم بدأت مسيرته السياسية منذ شارك في تأسيس الحزب الديمقراطى الصربى.