يمثل رادوفان كاراديتش وراتكو ملاديتش، وهما اثنان من ابرز الشخصيات التي ارتبط تاريخها بحرب البوسنة في التسعينيات معا امام محكمة جرائم الحرب في لاهاي اليوم الثلاثاء. فقد طلب زعيم صرب البوسنة السابق كاراديتش شهادة نائبه السابق ملاديتش في المحاكمة التي يخضع لها. ويواجه كاراديتش 11 تهمة منها ارتكاب جرائم ابادة تتعلق بمذبحة سربرنيتسه التي قتل فيها اكثر من 7500 رجل وصبي مسلم في يوليو / تموز 1996. وينفي الرجلان تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وهذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها كاراديتش وملاديتش معا منذ نهاية الحرب. ويأمل كاراديتش في ان تدعم شهادة نائبه السابق حجته القائلة إنه لم يأمر بارتكاب جرائم حرب، حسبما تقول مراسلة بي بي سي في لاهاي أنا هوليغان. واطلعت بي بي سي على الوثيقة التي وقع عليها كاراديتش والتي تحتوي على ستة اسئلة ستوجه الى ملاديتش. ومن هذه الاسئلة: هل سبق لك ان اخبرتني بأن الاسرى في سربرنيتسه سيعدمون او اعدموا بالفعل؟ هل كان هناك اتفاق او تفاهم بيننا على ترهيب سكان ساراييفو عن طريق القصف المدفعي والقنص؟ يذكر ان حصار العاصمة البوسنية ساراييفو دام لاكثر من ثلاث سنوات ونصف. ويتهم كاراديتش بالتخطيط لقصف ساراييفو وباستخدام 284 من عناصر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دروعا بشرية في شهري مايو ويونيو 1995. أما في جيب سربرنيتسه، هاجمت قوات صرب البوسنة الملاذ الآمن الذي كانت الاممالمتحدة قد اقامته هناك، واقترفت اسوأ مذبحة تشهدها القارة الاوروبية منذ الحرب العالمية الثانية راح ضحيتها الآلاف من المسلمين. وكان راتكو ملاديش القائد العسكري المسؤول عن القوات التي اقترفت تلك المذبحة، وهو يواجه تهم اقتراف جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وتجري محاكمة ملاديتش بالتوازي مع محاكمة رئيسه السابق في محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة. وكان كاراديتش قد اعتقل في العاصمة الصربية بلغراد في عام 2008 بعد ان نجح في تفادي العدالة لاكثر من 13 سنة. وعثر عليه متنكرا في بلجراد، حيث كان قد غير اسمه ويعمل في الطب الشعبي.