ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية ان محامي الصربي البوسني السابق راتكو ملاديتش قال ان موكله يدرك انه سيرحل الى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي في هولندا، لكنه يحتاج الى شيء من الراحة قبل ترحيله. واضاف المحامي ميلوس سلاجيتش ان ملاديتش (69 عاما) لا يعلم تحديدا متى سيرحل، لكن المحتمل ان يتم ترحيله صباح الاثنين، في حال رفض القضاة استئنافه ضد قرار ترحيله الى لاهاي، حيث دفع محاموه بمعاناته من عدة امراض. وكان الرئيس الصربي بوريس تاديتش قد ذكر ان السلطات تجري تحقيقا حول الأشخاص الذين قدموا المساعدة لملاديتش، وان أي شخص قدم المساعدة له سيقدم للمحاكمة. وقال تاديتش إن ميلاديتش سيواجه المحكمة في لاهاي مهما كانت الضغوط التي يمارسها أفراد عائلته للحيلولة دون ذلك. وكان قاض صربي قد أصدرحكما بأن من الممكن ترحيل ملاديتش إلى لاهاي لمحاكمته أمام محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة. لكن ميلوس ساليجيتش محامي ملاديتش، الذي أُلقي القبض عليه الخميس بعد 16 عاما أمضاها فارا، قال إن موكله سيستأنف الحكم. يذكر أن ملاديتش كان أحد أبرز المطلوبين للعدالة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. وقال أطباء صرب، في وقت سابق، إنهم سيقررون ما إذا ما كان ملاديتش قادرا على حضور جلسة المحكمة للاستماع لأقواله بشأن الاتهامات الموجهة إليه ب "ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية". وكانت المحكمة قد أجلت انعقاد جلسة الاستماع إلى أقوال ملاديش، البالغ من العمر 69 عاما، عندما قال محاميه، ميلوس ساليجيتش، إن موكله "في حالة صحية سيئة تحول دون تمكنه من حضور الجلسة". وأضاف المحامي قائلا إن الجنرال السابق يحتاج الآن إلى الرعاية الطبية، وبالتالي "ينبغي عدم تحريكه وهو على تلك الحالة". وكانت جلسة الاستماع لأقوال ملاديتش قد أُجلت الخميس على نحو مفاجئ عندما قال محاميه ساليجيتش إن موكله "غير قادر على التواصل مع الآخرين". وقال المحامي المذكور بشأن حالة موكله: "هو مدرك أنه مُعتقل، وهو يعرف أين هو، وقال أيضا إنه لا يعترف بمحكمة لاهاي". "سكتة دماغية" وتقول وسائل الإعلام الصربية إن إحدى ذراعي الجنرال ملاديتش كانت قد شلت، "ربما نتيجة تعرضه لسكتة دماغية". وقد أقر المدعي العام المختص بقضايا جرائم الحرب، برونو فيكاريتش، بأن ملاديتش كان يتناول بالفعل كميات كبيرة من الأدوية، لكنه أضاف قائلا: "إنه يستجيب بشكل عقلاني ومنطقي لكل شيء يدور من حوله". وكان ملاديتش قد مثل الخميس أمام المحكمة في غضون ساعات فقط من اعتقاله شمال البلاد، إذ بث التلفزيون الرسمي الصربي لقطات ظهر فيها الجنرال السابق مرتديا قلنسوة بيسبول، وكان يسير ببطء لدى ظهوره في المحكمة في العاصمة بلغراد الخميس. ويواجه ملاديتش تهمة التسبب بمقتل حوالي 7500 طفل ورجل من مسلمي البوسنة في ما بات يُعرف بمذبحة سريبرينيتسا في عام 1995. كما اتهم أيضا بالوقوف وراء جرائم أخرى خلال حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995. "جرائم حرب" من جانبها، تسعى السلطات الصربية إلى تسليم ملاديتش إلى المحكمة الدولية المختصة بجرائم الحرب، ومقرُّها لاهاي. إلا أن المسؤولين في المحكمة في بلغراد يقولون إنه من المُحتمل أن يستأنف ملاديتش ضد أي قرار يصدر بشأن تسليمه إلى لاهاي، العملية التي قد تستغرق سبعة أيام. وكان الرئيس الصربي، بوريس تاديتش، قد أكد اعتقال ملاديتش، إذ أعلن في مؤتمر صحفي أن العمل جار لتسليمه إلى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي. صفحة "طُويت" وأضاف أن اعتقال ملاديتش ساعد على طي فصل من فصول تاريخ صربيا، وفتح الباب واسعا أمام انضمام صربيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي. وكان القبض على ملاديتش أحد الشروط المطلوبة لانضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي. بدورها، قالت الشرطة الصربية إنها اعتقلت ملاديتش بعد أن رصدته متخفيا تحت اسم ميلوراد كوماديتش شمال البلاد. مهاجمة المنزل ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر أمنية صربية قولها إن ثلاث وحدات خاصة هاجمت في وقت مبكر من صباح الخميس منزلا في لازاريفو الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوب غرب بلغراد بالقرب من الحدود مع رومانيا. وأوضحت المصادر أن المنزل مملوك لأحد أقارب ملاديتش، وكان يخضع للمراقبة منذ أسبوعين. وظل ملاديتش حرا طليقا بعد أن كانت حرب البوسنة قد وضعت أوزارها في عام 1995.لكنه اضطر أن يتوارى عن الأنظار منذ عام 2001 عندما تم اعتقال الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. وبعد اعتقال رادوفان كاراديتش، الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة، في عام 2008، أصبح الجنرال ملاديتش أبرز مشتبه به بارتكاب جرائم حرب، وكان لا يزال فاراً من وجه العدالة. ردود فعل دولية وكان نبأ اعتقال ملاديتش قد أثار ردود فعل دولية واسعة، إذ لاقى ترحيبا كبيرا. فقد أكَّدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، على ضرورة نقل ملاديتش إلى لاهاي "دونما إبطاء". واعتبرت أشتون أن "اعتقال ملاديتش تطور إيجابي للغاية بالنسبة للاتحاد الأوروبي ولصربيا، لكن الأهم في هو حكم القانون في صربيا نفسها". أما الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، فقال: "إنها أخبار جيدة، وهذا قرار جرىء من قبل الرئيس الصربي. إنها خطوة إضافية باتجاه اندماج صربيا يوما ما في الاتحاد الأوروبي". "سعادة" أمريكية بدورها، أعربت واشنطن عن سعادتها بنبأ اعتقال ملاديتش، إذ قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، بين روديس: "إن الولاياتالمتحدة مسرورة لسماع إعلان الحكومة الصربية أنها ألقت القبض على ملاديتش". وأَضاف: "نحن نتطلع إلى ترحيل ملاديتش على وجه السرعة إلى المحكمة في لاهاي". ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون، الحدث بأنه "يوم تاريخي للعدالة الدولية". وقال: "إنه يمثل خطوة هامة في تصميمنا على إنهاء الإفلات من العقاب. أتقدم بالشكر للحكومة الصربية وللرئيس الصربي لجهودهما".