اعتقال ملاديتش جزار البلقان

اعلن الرئيس الصربي بوريس تاديتش الخميس اعتقال الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش الملقب ب"جزار البلقان" نسبة الى دوره في مجزرة سريبرينتسا (البوسنة) في تموز/يوليو 1995.
وبذلك تطوى صفحة فرار ملاديش طيلة ستة عشر عاما من القضاء الدولي.
واعلن تاديش "في صباح اليوم اعتقل راتكو ملاديتش في الاراضي الصربية".
وكانت مصادر امنية صربية اعلنت لوكالة فرانس برس ان ثلاث وحدات خاصة اقتحمت منزلا في لازاريفو (80 كلم شمال شرق بلغراد) بالقرب من الحدود مع رومانيا.
والمنزل يملكه احد اقارب ملاديتش ويخضع للمراقبة منذ اسبوعين، حسب ما افاد احد المصادر.
واوضح تاديتش ان عملية ترحيله تجري حاليا" الى محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة في لاهاي.
واشارت مصادر لدى المدعي الصربي لجرائم الحرب ان عملية التسليم يمكن ان تستغرق حتى سبعة ايام.
واعلن ميلوش سالجيتش ان ملاديتش احيل امام المحكمة الخاصة لجرائم الحرب في بلغراد الا ان جلسة الاستماع رفعت بسبب وضعه الصحي وسيعلن الاطباء الجمعة ما اذا كانت صحته تسمح له بالمثول امام القاضي.
وتطالب محكمة الجزاء الدولية منذ سنوات باعتقال ملاديتش بسبب دوره خلال الحرب الاهلية في البوسنة (1992-1995). ويواجه اتهامات بارتكاب ابادة بسبب دوره في مجزرة سريبرينيتسا (البوسنة) التي قضى فيها حوالى ثمانية الاف رجل وشاب من المسلمين البوسنيين وفي حصار ساراييفو.
ورحب السكان في ساراييفو الخميس باعلان اعتقال ملاديتش.
وهنا الرئيس الاميركي باراك اوباما على هامش قمة مجموعة الثماني الخميس في دوفيل (شمال غرب فرنسا) تاديتش على اعتقال ملاديتش.
وقال اوباما في تصريح مكتوب "قبل 15 عاما كان ملاديتش يصدر الاوامر باعدام 8 الاف رجل وطفل عزل في سريبرينتسا. اما اليوم فهو وراء القضبان".
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في باريس ان اعتقال ملاديتش "يوم تاريخي للقضاء الدولي يسجل تقدما على صعيد ارادتنا وقف الافلات من العقاب".
وفي لندن، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس ان توقيف القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش "تحذيرا" للنظام الليبي لتذكير مسؤوليه بانه لن يكون بوسعهم الافلات من القضاء.
وقال هيغ خلال مقابلة عرضتها شبكتي "سكاي نيوز" و"بي بي سي" ان الرسالة الموجهة الى اعضاء كل الانظمة التي تواصل ارتكاب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية (...) هي ان العدل الدولي لا ينسى ابدا".
واعتبر السفير الروسي لدى الحلف الاطلسي ديمتري روغوزين في تصريح لاذاعة صدى موسكو، ان من الضروري محاكمة ملاديتش، لكنه اشار ايضا الى ضرورة محاكمة مسؤولي الحلف الاطلسي المسؤولين عن قصف يوغوسلافيا السابقة.
ووصف الاتحاد الاوروبي الخميس اعتقال ملاديتش بانه خطوة "تاريخية" وطالب ب"الاسراع في نقله" الى القضاء الدولي.
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون، انها "تنتظر نقل ملاديتش سريعا الى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة".
واشاد الحلف الاطلسي ايضا باعتقال ملاديتش، معتبرا انه يتيح "احقاق العدالة" بعد حوالى 16 سنة على اتهامه بارتكاب مجزرة وجرائم حرب.
وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن "ارحب بقوة بنبأ اعتقال ملاديتش، وبالبدء باجراءات تسليمه الى لاهاي".
من جهتها، اعلنت المدعية السابقة لمحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا كارلا ديل بونتي ان اعتقال ملاديش "لحظة عظيمة للضحايا".
واعرب رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر عن "ارتياحه" لأن تأخذ العدالة مجراها بعد اعتقال ملاديتش.
على صعيد آخر، اعتبر وزير الخارجية النمساوي ماكيل سبيندليغر الخميس ان اعتقال ملاديتش ازال عقبة كبيرة من امام انضمام صربيا الى الاتحاد الاوروبي.
واشادت رئيسة الوزراء الكرواتية جادرانكا كوسور باعتقال ملاديتش، مشيرة الى "اننا ننتظر ايضا اعتقال غوران هادجيتش"، القائد السابق لصرب كرواتيا الذي تلاحقه ايضا محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة.
وفي لاهاي، اعلن المدعي العام لمحكمة الجزاء الدولية سيرج براميرتس الخميس لوكالة فرانس برس ان صربيا باعتقالها ملاديتش "نفذت واحدا من واجباتها الدولية" كان يقضي بالقبض على الفارين.
واعتبر رئيس الوزراء السلوفيني بوروت باهور ان اعتقال ملاديتش سيساهم في المصالحة بين شعوب يوغوسلافيا السابقة.
ووصف المفوض الاوروبي لتوسيع الاتحاد الاوروبي ستيفان فول، من جانبه، اعتقال ملاديتش بانه "خطوة تاريخية من جانب صربيا تثبت ان صربيا قد فهمت الاهمية الاساسية للمصالحة الاقليمية".