أعلنت السلطات الصربية أنها اعتقلت زعيم صرب البوسنة السابق المجرم المدعو رادوفان كاراديتش والمتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق آلاف المسلمين في البوسنة كان أبرزها مذبحة " سربرينيتشا" التي نفذتها قواته بأوامر مباشرة منه وقتلت فيها ما لا يقل عن 8000 مسلم بعضهم من النساء والأطفال، علاوة على قيام واته أيضًَا بحصار مدينة "سراييفو" عاصمة البوسنة لمدة 44 يوم وعاثت فيها تقتيلا وتخريبًا. وفور سريان نبأ اعتقال "كاراديتش" انطلقت مسيرات حاشدة في سراييفو عبر فيها مئات المسلمين عن ابتهاجهم بهذا الأمر، بينما ساد الوجوم أنحاء صربيا وتجمع قرابة المائة شخص من أنصاره أمام محكمة جرائم الحرب في صربيا تنديدًا باعتقال كاراديتش الذي يعتبرونه "بطلاً قوميًا"!! وقد أنهى قاضي تحقيق صربي صباح اليوم جلسة استماع إلى الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراديتش، في خطوة أولى نحو تسليمه إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي، في حين لقي خبر اعتقاله ترحيبا دوليا. وقال قاضي التحقيق ميلان ديلباريتش في تصريحات إعلامية إن الاستجواب مع كاراديتش انتهى وإنه تم التأكد من هويته، بينما صرح محاميه سفيتوزار فوياكيتش بأنه تم اعتقال موكله الجمعة الماضي في حافلة للنقل العام. حق الطعن ومن حق كاراديتش الطعن في هذا التحقيق في أجل لا يتعدى ثلاثة أيام، وينظر فيه مجلس قضائي طارئ خلال أجل مماثل، ثم يتوقع بعد ذلك أن تصدر وزارة العدل الصربية قرار تسليم كاراديتش إذا رفض المجلس القضائي طعنه، ليصبح المتهم ال44 الذي يمثل أمام محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة الواقع مقرها في لاهاي. وكانت الرئاسة الصربية أعلنت ليلة أمس أن كاراديتش الملاحق منذ العام 1995 بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة بجمهورية البوسنة بات في يد العدالة الصربية. وجاء في بيان للرئاسة الصربية أن مكان كاراديتش حدد وجرى اعتقاله على أيدي قوات صربية وأحضر أمام قاضي التحقيق بمحكمة جرائم الحرب في بلغراد، كما يقضي قانون التعاون مع محكمة لاهاي. وقالت مصادر حكومية إن كاراديتش (63 عاما) كان محل مراقبة استمرت أسابيع بناء على معلومة قدمها جهاز استخبارات أجنبية، وأضافت أنه لم يقاوم أثناء اعتقاله. وظل كاراديتش مطاردا 13 عاما، لكنه أفلت من الملاحقة مستعينا بشبكة واسعة من أنصار يرونه بطلا قوميا ساعدوه على الاختباء في الأديرة والمغارات في شرق صربيا، حسب تقارير. وفي صربيا أشادت بهذا الاعتقال منظمة "أمهات سربرينيتشا"، التي تضم زوجات وأمهات 8000 مسلم قتلوا على يد قوات كاراديتش عام 1995. وبمجرد إعلان الخبر اكتظت سراييفو بالسيارات وبحشود احتفلت باعتقال الرجل الذي حاصرت قواته المدينة 44 شهرا أثناء الحرب، وتعززت في المقابل الإجراءات الأمنية في بلغراد حول المحكمة التي تنظر الآن في قضية كاراديتش وحول السفارة الأميركية. وقال الرئيس البوسني حارث سيلاديتش إن الاعتقال يحمل بعض العزاء لعائلات الضحايا، لكن "رغم موت ميلوسوفيتش واعتقال كاراديتش، ما زال مشروع التطهير العرقي لهذين الرجلين للأسف مستمرا في البوسنة والهرسك".