«التحالف» يكثّف غاراته على الحوثيين ويستبعد التدخل البري

تركزت الغارات الجوية التى يشنها «التحالف العربى» فى اليمن، الأربعاء، على مدينة عدن الجنوبية، حيث قصف طيران وبحرية التحالف الذى تقوده السعودية مواقع عسكرية تابعة لمقاتلى جماعة «الحوثى» الشيعية فى المدينة الجنوبية، فى اليوم السابع لعملية «عاصفة الحزم» بعد سلسلة غارات ليلية استهدفت مدناً أخرى، خصوصاً صنعاء، بينما اعتبر التحالف خيار التدخل البرى «غير ضرورى» فى الوقت الراهن.
وتركزت الغارات فى عدن، الأربعاء، على المجمع الحكومى فى حى دار سعد شمال المدنية الخاضع لسيطرة الحوثيين، بحسب ضابط موال للرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، الذى أكد سقوط «قتلى وجرحى فى صفوف الحوثيين» دون أن يقدم حصيلة محددة. كما استهدف القصف مقر اللواء الخامس، المتمركز فى شمال عدن، والموالى للرئيس السابق على عبدالله صالح، حليف الحوثيين، بالإضافة إلى المطار الدولى بوسط المدينة، وفقاً للمصدر ذاته، فيما نقلت شبكة «سكاى نيوز عربية» عن مصادر قولها إن الغارات أسفرت عن تدمير مخازن للسلاح وعشرات الدبابات التى سيطر عليها الحوثيون فى المدينة.
من جهته، قال أحد قادة «اللجان الشعبية»، الموالية للرئيس هادى، إن 26 حوثياً وقعوا فى الأسر خلال معارك فى عدن، بعد تجدد المواجهات بين الطرفين صباح الأربعاء، كما قتل 12 حوثياً فى هجومين لمسلحين قبليين فى محافظتى أبين وشبوة، بحسب مصادر قبلية.
يأتى ذلك فيما تزداد الظروف المعيشية تدهوراً فى عدن مع انقطاع فى المياه والكهرباء، ونقص فى المواد الغذائية، فى حين أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الثلاثاء أنها عالجت «أكثر من 550 جريحاً منذ 19 مارس نتيجة اشتباكات فى عدن ولحج ومناطق أخرى فى الجنوب».
من ناحية أخرى، قال سكان إن طيران «التحالف العربى» استهدف ليل الثلاثاء قاعدة للحرس الجمهورى فى منطقة يريم، فى محافظة إب (وسط)، كما استهدف مواقع عسكرية عدة للحوثيين فى محافظتى حجة وصعدة، أبرز معاقل الشيعة فى شمال اليمن. وأغار طيران التحالف بشكل خاص على قاعدة عسكرية فى ميناء ميدى فى «حجة» المحافظة الحدودية مع السعودية، وذلك للمرة الأولى منذ بدء عملية «عاصفة الحزم».
وتجدد صباح الأربعاء القصف على صنعاء، حيث استهدفت الغارات معسكر الحرس الجمهورى بحزيز جنوب صنعاء ومخازن للأسلحة، وفى محافظة الضالع استهدفت طائرات التحالف معسكر الجرباء التابع للواء 33 مدرع، والذى يضم قوات الحرس الجمهورى والقوات الخاصة الموالية لصالح، بالإضافة إلى مبنى المحافظة الذى يسيطر عليه الحوثيون.
وشهدت مدينة المخا، التابعة لمحافظة تعز جنوباً، نزوحاً جماعياً للسكان إثر قيام مسلحين حوثيين بزرع مضادات طيران وإدخال أسلحة متوسطة وعتاد داخل الأحياء السكنية، وذلك بعد يوم من دخولهم قاعدة عسكرية ساحلية تطل على مضيق باب المندب الاستراتيجى على البحر الأحمر.
وفى مدينة الحديدة، بغرب اليمن، لقى الأربعاء 37 شخصاً على الأقل مصرعهم، وأصيب نحو 80 آخرين فى قصف مجهول المصدر طال مصنعاً للألبان. وأكد محافظ الحديدة، حسن أحمد الهاى، حصيلة الضحايا دون أن يوضح ما إذا كان المصنع أصيب بغارات للتحالف العربى، أو بقصف من قبل «الحوثيين» الذين يسيطرون على موقع مجاور، لكن ضابطاً فى الحديدة- لم يلتحق بالحوثيين أو بالقوات الموالية لهادى- استبعد فرضية الغارة الجوية، قائلاً: «لو أن طائرات التحالف استهدفت المصنع لكانت دمّرته بشكل كامل».
وأوضحت مصادر طبية أن جميع الضحايا من العاملين بالمصنع، مرجحة ارتفاع الحصيلة نظراً لأن منشآت المصنع كان بداخلها 300 عامل وقت الانفجار، وأوضحت المصادر أن الضحايا سقطوا إثر انفجار خزان للغاز أصيب بالقصف، وأن جزءاً من المصنع انهار بفعل الانفجار.
وذكرت مصادر محلية أن المصنع يبعد حوالى كيلومتر عن مواقع عسكرية تقع تحت سيطرة الحوثيين، موضحة أن تلك المواقع تعرضت، مساء الثلاثاء، لقصف عنيف من قبل التحالف العربى، وأشارت إلى أن الحوثيين نصبوا مضادات الطيران بمواقع مأهولة بالسكان لمواجهة طائرات التحالف، ما أثار الرعب لدى المواطنين.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن «قلقه العميق» حيال المعلومات التى تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين. وذكّر «جميع الأطراف المعنيين بالعمليات العسكرية فى اليمن بواجباتهم التى تندرج ضمن القانون الإنسانى الدولى لجهة حماية المدنيين». وقال مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، إن الوضع فى اليمن «مقلق للغاية»، محذراً من أن البلاد ككل باتت «على حافة الانهيار الكامل».
من ناحيتهم، ناشد ناشطون يمنيون وعدد من مؤسسات المجتمع المدنى فى اليمن الهيئات الإنسانية الدولية سرعة التحرك لإجلاء جثث عشرات القتلى المنتشرة منذ أيام فى شوارع مدن يمنية عدة، ولا سيما فى عدن ولحج وأبين والضالع، جنوبى البلاد، محذرين من «كارثة إنسانية وبيئية» فى اليمن.
وفى حين ذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، من بينها قناة «المسيرة» الفضائية وصحيفة «نبض المسار»، أن جرافات بدأت تمهد الطرق أمام قوات سعودية باتجاه اليمن، أعلن المتحدث باسم التحالف العربى العميد أحمد العسيرى، الثلاثاء، أن أى تدخل برى فى اليمن «ليس ضرورياً» فى الوقت الراهن، لكنه أشار إلى أن مثل هذه الضرورة قد تبرز «فى أى وقت»، موضحاً أن الغارات تهدف إلى وقف تقدم الحوثيين نحو عدن، موضحاً أن ضربات أخرى فى الشمال كانت من أجل «منعهم من التقدم نحو الحدود السعودية».