حاول متظاهرون من أنصار العقيد الليبي معمر القذافي الاعتداء على الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أثناء خروجه من الباب الرئيسى للجامعة العربية، عقب مباحثات أجراها مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وذلك احتجاجا على ما سموه العدوان الغربى – الأمريكى على ليبيا، فيما أعاد موسى التزامه بقرار مجلس الأمن الدولى الخاص بفرض حظر جوى على الأراضى الليبية، بينما انتخب البرلمان العربي النائب علي سالم الدقباسي (كويتي) رئيسا، خلفا للدكتورة هدى بن عامر الليبية التي أعفاها المجلس من منصبها نظرا لمواقفها الداعمة للنظام الليبي. وتظاهر عشرات الليبيين من أنصار القذافى أمام مبنى الجامعة العربية أمس، وحاولوا الاعتداء على، الأمين العام للأمم المتحدة، أثناء خروجه من الجامعة، مما أضطر رجال الأمن إلى إخراج بان كى مون من الباب الخلفى للجامعة العربية، لتجنب مواجهة المتظاهرين، الذين تدافعوا للاعتداء عليه. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للأمم المتحدة والجامعة العربية، ورفع بعضهم صور العقيد معمر القذافي. وطالبوا عمرو موسى بالخروج إليهم إلى خارج مبنى الجامعة العربية، فى انتقاد واضح لدوره الشخصى فى قرار الحظر الجوى على ليبيا، وتأييده لقرار مجلس الأمن. وقد أدت هذه التظاهرات إلى منع خروج بان كى مون من الباب الرئيسى للجامعة العربية لتجنب مواجهة المتظاهرين. وفيما بدا أنه تراجع عن انتقاداته للقصف الغربي لليبيا، أكد موسى أن الجامعة ستظل تعمل على حماية المدنيين الليبيين، وقال إن ذلك هو الهدف الذى نعمل عليه جميعا بالجامعة والأممالمتحدة. وفى رده على سؤال حول تصريحاته التى أدلى بها السبت وأعرب فيها عن استغرابه من عمليات القصف التى تستهدف المدنيين فى ليبيا، قال موسى: «نحن نحترم قرار مجلس الأمن الدولى 1973 ولا يوجد لدينا تعارض مع هذا القرار خاصة أنه يؤكد أنه لا غزو ولا احتلال للاراضى الليبية ، بل يتعامل القرار مع التهديدات للمواطنين فى بنغازى وغيرها من المناطق الليبية». وأضاف « نحن نستهدف حماية المدنيين فى ليبيا وهى مسؤولية كبيرة ، موضحا أن موقف الجامعة العربية كان حاسما وواضحا من البداية بعدم قبول أية مذابح، أو نرى دماء المدنيين تهدر ، ومن ثم اتخذ مجلس الجامعة قرارا بوقف مشاركة الوفود الليبية فى الجامعة وتعليق عضويتها». وأردف «طلبنا من مجلس الأمن فرض الحظر الجوى لمنع الهجوم أو الاعتداء على المدنيين، وكان قرارنا واضحا، وملتزمون به». وقال إن المباحثات مع بان كى مون ركزت على الوضع فى ليبيا، الى جانب بحث التطورات الحالية فى المنطقة ، خاصة الثورة فى مصر وتونس والدفعة الكبيرة الظاهرة الداعية للتغيير فى المجتمعات العربية. ومن جانبه أكد بان كى مون ردا على سؤال حول دور الأممالمتحدة لحماية المدنيين الليبيين أن الموقف الذى اتخذته الأممالمتحدة بفرض الحظر على ليبيا جاء بطلب من الجانب العربى ، مشددا على أن هناك موقفا حازما من المجتمع الدولى. وأشار إلى أهمية التنسيق بين الأممالمتحدة والجامعة العربية، وهو الأمر الذى حدث على هامش قمة باريس، مؤكدا أن الأممالمتحدة سوف تستمر فى العمل الهام والجاد لإنهاء القتال فى ليبيا والإسهام فى تقديم المساعدات الغنسانية فى ليبيا. وحث بان كى مون السلطات الليبية لوقف قتل المدنيين فورا، والحفاظ على أرواحهم. وفى الشأن اليمنى ، وجه بان كى مون انتقادا شديدا لما يحدث فى اليمن من استخدام القوة ضد المدنيين، وشدد على أن السلطة فى اليمن لديها التزام لحماية المدنيين اليمنيين. ووجه الدعوة لإنهاء العنف فى اليمن وأن يكون الحوار بديلا لهم من أجل تحقيق الإصلاحات وحل المشكلات اليمنية، وهذا الأمر ينطبق فى البحرين، حيث يجب أن ينتهى العنف هناك ويحل محله الحوار. وقال إن الأممالمتحدة على اتصال بجميع الأطراف فى البحرين من حكومة ومعارضة، وشدد على أن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم كل المساعدات لوقف العنف والحفاظ على المدنيين وتحقيق الإصلاحات الداعية للديمقراطية فى المنطقة، وقال إنه من الصعب علينا أن نرى تزايد العنف، وألا نرى الإصلاحات والديمقراطية ودعم حقوق الإنسان. وفى سياق متصل انتخب البرلمان العربي أمس النائب علي سالم الدقباسي (كويتي) رئيسا للبرلمان العربي، خلفا للدكتورة هدى بن عامر الليبية التي أعفاها المجلس من منصبها نظرا لمواقفها الداعمة للنظام الليبي، وذلك على هامش أعمال الدورة الطارئة للبرلمان التى تخصص لبحث الأحداث فى ليبيا واليمن وبعض المناطق العربية الملتهبة. وجرت عملية انتخاب الدقباسي في أجواء ديمقراطية وبالتزكية بعد تنازل النائب العراقي عبد ذياب العجيلي عن الترشح، وإعلانه دعمه لزميله الكويتي.