وظائف خالية اليوم.. 1810 فُرص عمل جديدة ب35 شركة خاصة في 11 محافظة    انخفاض الزيت.. أسعار السلع الأساسية بالأسواق اليوم (موقع رسمي)    بعد رفع كوبري مشاة طوخ.. عودة الحركة المرورية لطبيعتها بالطريق الزراعي    بيان حكومي بشأن أنباء طرح وحدات سكنية بنظام الإيجار التمليكي    إسرائيل تعلن إرسال مساعدات إنسانية إلى الدروز السوريين في السويداء    دول الاتحاد الأوروبي توافق على حزمة عقوبات جديدة بحق روسيا    فضيحة تسريب البيانات العسكرية في بريطانيا.. خرق أمني يهدد الأرواح ويكشف عجز الدولة    مقتل وإصابة 21 طالبًا بعد تحطم حافلة مدرسية في بريطانيا    اتحاد الكرة: قيد الأجانب تحت السن يبدأ من مواليد 2005    محمود ناجي وعاشور في القائمة النهائية لحكام أمم أفريقيا للمحليين    «مليار دولار».. تفاصيل عرض سعودي لضم فينيسيوس إلى عملاق جدة    21 مصابا في حادثين منفصلين بالقطامية والقليوبية    "المروحة وقعت مولعة".. السيطرة على حريق بعيادة أطفال في السويس    ضبط 358 قضية مخدرات وتنفيذ 84 ألف حكم قضائي في 24 ساعة    ب عروض لفرقة التنورة.. انطلاق الموسم الخامس من مهرجان صيف بلدنا بمطروح (صور)    ما الحكمة من مشروعية صلاة الجمعة في جماعة؟.. الإفتاء توضح    نائب وزير الصحة يتفقد المنشآت الصحية بمطروح ويوجه بتعزيز الخدمات    وزير خارجية إيران: أى مفاوضات نووية جديدة مرهونة بتخلى أوروبا عن التهديدات    50 مليون جنيه.. ضبط بؤر إجرامية بحوزتها مخدرات وأسلحة نارية    استمرار إصلاح كسر خط مياه لإعادة الحركة المرورية لمحور الأوتوستراد    الأهلي يغادر القاهرة لبدء معسكر تونس    سموحة يواصل استعداداته للموسم الجديد ويسابق الزمن لحسم الصفقات المطلوبة ب «الميركاتو الصيفي»    رئيس قطاع التعليم: 40 ألف طالب سجلوا لاختبارات القدرات حتى مساء أمس    مانديلا العرب ينال حريته.. فرنسا تفرج عن جورج عبد الله.. اعرف قصته    أمريكا تقر مشروع قانون لاسترداد 9 مليارات دولار من المساعدات الخارجية والبث الإذاعي والتلفزيوني العام    الجيش الروسي يعلن إسقاط 73 طائرة مسيرة أوكرانية    ننشر سعر اليورو اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 بالبنك المركزى المصرى    عبر من مكان غير شرعي.. تفاصيل مصرع فلاح وحماره صدمهما قطار بالبدرشين    ضبط شخص لإدارة كيان تعليمي بدون ترخيص بالقاهرة    استقرار أسعار النفط الجمعة..وخام برنت يسجل 69.48 دولار للبرميل    أغانى ينتظرها جمهور مهرجان العلمين الجديدة من أنغام بحفل افتتاحه اليوم    ابنة علي الحجار: قررت عدم دخول المجال الفني.. ووالدتي جعلتني أرى والدي ك«ملاك»    سما إبراهيم تعلن وفاة خالها: "كان بطلا في حرب أكتوبر"    بإطلالة جريئة.. ميرنا جميل تستمتع بإجازة الصيف وسط البحر (صور وفيديو)    وزيرة البيئة من نيروبي: أفريقيا قادرة على ريادة التنمية المستدامة بالتكامل والالتزام متعدد الأطراف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 18-7-2025 في محافظة قنا    اتحاد الكرة يُعلن إقامة عزاء لميمي عبد الرازق في القاهرة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فشكراً أشرف!?    نجم الزمالك السابق يشيد ب عبد الحميد معالي صفقة الأبيض المحتملة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 18 يوليو    «موعد صلاة الجمعة».. مواقيت الصلاة اليوم 18 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025 برقم الجلوس عبر الموقع الرسمي للوزارة    أسعار الذهب اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 بعد انخفاض الجرام    الأهلي بين جنة إيفونا ونار أزارو وتمرد وسام أبو علي.. ما القصة؟    بالتفاصيل.. نقل رزان مغربي للمستشفى بعد سقوط سقف فندق عليها    أبرزها حبس رجال الأعمال.. وزير العمل يوضح كيف اعترض النواب على قانون العمل الجديد    منظمة المرأة العربية تعقد دورة حول "تمكين النساء في مجال إدارة المشاريع الزراعية"    حدث منتصف الليل| مظهر شاهين يرد على تصريح "يمامة" المثير.. وتحذير من طقس الساعات المقبلة    هل تعد المرأة زانية إذا خلعت زوجها؟ د. سعد الهلالي يحسم الجدل    قبل طرحه.. تفاصيل ألبوم آمال ماهر الجديد «حاجة غير»    عم الأطفال الخمسة المتوفين بالمنيا: الطفل يكون طبيعيا 100%.. ويموت خلال ساعة من ظهور الأعراض    بنسبة 100%.. نجاح خطة القوافل العلاجية في دمياط خلال النصف الأول من 2025    متحدث الصحة: لا أمرض معدية أو فيروسات وبائية في واقعة "أطفال المنيا"    بمشاركة 9 جامعات.. غدا انطلاق فاعليات ملتقى إبداع السادس لكليات التربية النوعية ببنها    أبواب الدخل ستفتح واسعًا.. حظ برج الدلو اليوم 18 يوليو    رسميا.. عدد أيام إجازة ثورة 23 يوليو 2025 بعد ترحيلها من مجلس الوزراء (تفاصيل)    «حزب الوفد مذكور في القرآن».. مظهر شاهين يهاجم يمامة: كتاب الله ليس وسيلة للدعاية    رئيس جامعة المنيا في جولة مفاجئة بمستشفى القلب والصدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصرى اليوم» تنشر أول حوار مع أسرة الأردنى المتهم بالتجسس على مصر
نشر في المصري اليوم يوم 20 - 03 - 2011

«بشار أبوزيد».. شاب أردنى، لم يحصل على الثانوية العامة، جاء إلى مصر منذ 4 سنوات وعمل فى تمرير المكالمات الدولية عبر «الإنترنت»، تزوج بالصدفة من مصرية وأنجبا طفلة وحيدة.أصبح «بشار» مؤخراً حديث جميع وسائل الإعلام فور الإعلان عن ضبط شبكة تجسس لصالح الموساد الإسرائيلى واتهامه بالتنصت على مكالمات كبار الشخصيات المصرية أثناء الثورة.
والده مصرفى مرموق يعمل فى المملكة العربية السعودية، أقسم أنه سيذبحه بيده إذا ثبتت إدانته وأنه طلب تدخل ملك الأردن فى القضية، أما زوجته فتموت كل يوم ألف مرة بسبب ما تردده وسائل الإعلام من كذب - على حد قولها - وطفلتهما لا تتوقف عن البكاء، خاصة أن أجهزة التحقيق ترفض طلب والدها رؤيتها، بينما فارق النوم «حماته» منذ القبض عليه وقالت إنه ممنوع من مغادرة مصر بسبب صدور أحكام نهائية ضده، فى قضايا أخرى، بينما يرى صديقه «أشرف» - صاحب شركة سياحة - أنه شخص غريب ومنطو، كان هارباً من المنزل ولم يعد إلا عندما اختفت الشرطة وأن زوجته طلبت الطلاق عدة مرات بسبب ظروفه وعصبيته الشديدة.. تفاصيل كثيرة مثيرة تنفرد «المصرى اليوم» بنشرها فى الحوارات مع زوجته ووالدتها وصديقه ووالد المتهم فور وصوله إلى القاهرة.
والد المتهم: أسرتنا قدمت شهيدين وقائداً للمقاومة الفلسطينية..وسوف أذبحه بنفسى إذا تمت إدانته
لم يصدق إبراهيم أبوزيد، أحد رجال المصارف فى السعودية أردنى الجنسية أن رحلة بُعد ابنه «بشار» عنه ستجلب له وللأسرة أكبر مشكلة فى حياته، لم يصدق أن يأتى اليوم الذى يتهم فيه ابنه بالجاسوسية، كان لا يهتم بمشاكله كثيراً من قبل، فهو يؤمن بأن كل إنسان لابد أن يعتمد على نفسه، لكن هذه المرة حضر إلى القاهرة يحمل هموم الدنيا على رأسه، يريد أن يصل إلى الحقيقة، التى يعتقد أنها البراءة، أما إذا كانت عكس ذلك، وثبت إدانة ابنه فإنه سوف ينهى حياة من خان تاريخ النضال والعروبة بيده دون تردد.
قال إبراهيم أبوزيد، والد الشاب الأدرنى المتهم بالتجسس لصالح الموساد، بشار أبوزيد، «كيف يمكن لابنى أن يرتكب هذه الجريمة الشنيعة، لقد استشهد عمه وابن عمه فى المقاومة وكان جده من زعماء الدفاع عن الأرض المحتلة، أنا سأطلب من الملك الأردنى والحكومة المصرية أن يسمحا لى بأن أذبحه بيدى كى أغسل عارى وعاره بيدى، إذا ثبت أنه جاسوس، الصحف أصابتنى بصاعقة عندما أصدرت عليه حكماً نهائياً ظالماً وقالت إنه جاسوس، رغم أننا تعشمنا أن تعيد «الثورة» الحقوق وتراعى حريات الآخرين، ابنى يمكن أن يكون قد تم التغرير به وخداعه، لكنه لا يمكن أن يخون عروبته، سأقاضى كل من نهش أعراضنا دون سند، وقد طالبت العاهل الأردنى الملك عبدالله والمخابرات الأردنية التى ذهبت إلى منزل ابنى الآخر بأن يتابعوا القضية وبالفعل طلبوا من مصر التفاصيل وأنا حضرت إلى مصر لأقابل النائب العام والمسؤولين فى السفارة لإثبات براءة ابنى وعشيرتى.
وأضاف الأب الذى يعمل مصرفياً فى السعودية: علمت يوم الأربعاء قبل الماضى بأن أجهزة الأمن ألقت القبض على بشار، لكن لم أعط الأمر أى اهتمام لأن أجهزة الأمن فى مصر سبق أن ألقت القبض عليه بسبب عمله فى تمرير المكالمات وتم الإفراج عنه بعد ذلك، ولم أهتم لأننى واثق من ابنى، لكن عندما بدأت الصحف المصرية تكتب عن ابنى وتذكر أنه جاسوس، صعقت، لأن ابنى من عائلة وطنية مناضلة تعتز بعروبتها، ولا تقبل المهانة، ولا علاقة لها بالسياسة من قريب أو بعيد، ولا يشغلها إلا «أكل العيش» ولا يمكن هو أو غيره من هذه العائلة بأى حال من الأحوال أن ينزلق إلى هذه الجريمة، وأنا أعلم أنه جاء إلى مصر منذ 4 سنوات كى يمارس نشاطاً تجارياً فى بيع المكالمات وتمريرها عبر أجهزة الحاسب الآلى، وهو لا يمتلك أقماراً صناعية وتزوج من فتاة مصرية، لم يكن بينهما سابق معرفة، وعرفها عن طريق والدته، وعندما وجدناها من أسرة طيبة، تم الزواج، وليس فى ذلك عيب لأن معظم أمهات الفلسطينيين والأردنيين، مصريات.
وأوضح الأب أن ابنه كان يمر بظروف مالية سيئة بسبب تعطل أعماله مما كان يجعله - الأب - يرسل له المال حتى يستطيع أن يعيش، مشيراً إلى أن آخر حوالة أرسلها إليه كانت فى عيد الأضحى الماضى وحوالة أخرى ب1700 دولار باسم زوجته حتى يستطيع مواجهة مشاكل الحياة، رغم أن ذلك كان اقتطاعا من المتطلبات اللازمة لباقى اخوته، موضحاً أن بشار لديه 6 إخوة ولدان أحدهما فى الجامعة والآخر فى المرحلة الابتدائية و4 بنات، بينهن 3 متزوجات والأخيرة فى كلية الصيدلة.
وكشف الأب أن ابنه بشار ليس مهندسا ولا يحمل الثانوية العامة، إنما حصل على دورة لمدة عامين على مراحل متفرقة فى كلية الهندسة فى عمان، وحصل فيها على المركز الأول على دفعته فطلب منه عميد الكلية أن يعمل مدرباً للدارسين، إلا أنه رفض لأنه كان يريد أن يسافر خارج البلاد ليعمل فى هذا المجال.
وتابع الأب أن فى حلقه مرارة شديدة لأن صحفا مصرية تناقلت الخبر وأصدرت حكما مسبقا على ابنه بأنه جاسوس لإسرائيل، وأضاف: «إذا كان ما فعله ابنى يجعله جاسوسا لإسرائيل» فإن كل العرب جواسيس لإسرائيل، ابنى لا يمكن أن يكون جاسوسا، لا يمكن أن يتجسس على وطنه، لكن من الممكن أن يكون هناك من «غفله» أو خدعه دون أن يدرى، فهو يعيش حياته من أجل زوجته وطفلته، وقد أصابتنى صاعقة عندما علمت بأن ابنى مدين وهناك قضايا مقامة ضده بسبب شيكات وغرامات تمرير مكالمات، وصدرت فى بعضها أحكام نهائية، وأنا هنا الآن فى مصر لأدافع عن ابنى وأسدد ديونه كى تصبح صفحته بيضاء، فكيف يكون ابنى جاسوساً وهو مدين بمبالغ كبيرة جدا، أعتقد أن من يعمل فى الجاسوسية يكون من أصحاب الأموال ولا تصل به الأمور لدرجة صدور أحكام ضده تجعله على قوائم الممنوعين من السفر وتلزم مطاردته من أجهزة الأمن، وقد حضرت لأرى ابنى وأدافع عنه وأحتفظ بحقى وحق عائلتى فى ملاحقة هذه الصحف التى لم تراع المصداقية ونعتته ب«الجاسوسية» دون أن يدان بها أو تعلن النيابة العامة انتهاءها من التحقيق معه وتوجيه تهمة رسمية له وتمت الإساءة إلينا رغم أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته.
وتساءل الأب: «كيف يكون بشار جاسوساً وعمه النقيب خليل أبوزيد، واسمه الحركى عزت توفيق أحد شهداء الثورة الفلسطينية وكفاحها ضد إسرائيل واستشهد ضمن قوات فتح فى يوليو 1967 فى معركة «الشائكة»، كما أن ابن عمه شهيد أيضاً، وجده كان بين صفوف المقاومة ضد المحتلين، فهل نأتى اليوم مع آخر العمر ونصبح جواسيس وخونة، وإذا ثبت أن ابنى جاسوس فأرجو من العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، والحكومة المصرية أن يسمحا لى بأن أذبحه بيدى، كى أغسل عارى وعار العائلة فى جميع الدول العربية
وأضاف الأب: «لى ابنة تحمل الجنسية الأمريكية، ترقد الآن على فراش المرض لإجراء جراحة دقيقة، وفور أن قرأت الصحف التى وصفت شقيقها بأنه جاسوس، ساءت حالتها الصحية وتدهورت وهو الأمر قرره الذى الأطباء فما كان منها إلا أن اتصلت بالجهات المختصة فى أمريكا وطلبت اتخاذ اللازم قانونا ضد الصحف التى أساءت فى النشر.
ونفى الأب أن يكون وزير الإعلام والخارجية الأردنى السابق صلاح أبوزيد ابن عم «بشار»، مشيراً إلى أنه تم نشر معلومات كثيرة مغلوطة عن زوجة ابنه وطفلته والعشيرة التى ينتمى إليها.
أشرف «صديق المتهم»: «بشار» ظل هارباً من منزله حتى حدوث«الانفلات الأمنى»وحذرونى من الاتصال به لكننى أثق فى براءته
«أشرف حسن، صاحب شركة سياحة، دفعت الصدفة «بشار» إلى طريقه، حسب قوله، فقد كان الأول شريكاً لوالد زوجة الثانى وتعرف به أثناء العرس وبقيت العلاقة بينهما عادية جداً، حتى توفى والد زوجة المتهم، فأصبح هو فى مقام والدها، ولأن الخلافات لم تتوقف بين الزوجين وكذلك المطالبات العديدة بالطلاق فكان حمامة السلام بينهما، ساعده بماله، ووقف إلى جواره، حتى كانت المفاجأة - التى قال إنه لا يصدقها - وهى القبض عليه، وأكد أن «بشار» كان هارباً من منزله حتى حدث الانفلات الأمنى فعاد إلى بيته وتم القبض عليه.
قال أشرف: «بشار» حياته تحولت إلى سلسلة من المشاكل بسبب حاجته إلى المال وصدرت ضده أحكام نهائية، وصار مطلوباً من الشرطة، بالإضافة إلى عمله فى تمرير المكالمات - الذى يحظره القانون المصرى - لكنه كان يقول إنه سأل فى الأزهر عنه وقالوا له إن ذلك حلال، ولجأ إلى الهروب من المنزل يحمل ال«لاب توب» فى كل مكان، وعندما اختفت الشرطة بعد نجاح الثورة شعر بالأمان وعاد إلى المنزل ورفض النزول إلى الشارع.
وأضاف: اتفق مع شخص مجهول على استئجار الأجهزة فى رفح وكان يشحن الأجهزة من جهازه ويرسل قيمة المبلغ الذى اتفقا عليه، حتى علمت أنه تم القبض عليه ولم إصدق مثل كثير من الجيران، وأنا على استعداد للذهاب والإدلاء بأقوالى فى القضية، إذ أننى لم أخف وظللت اتصل به، وعندما حذرونى من الاتصال به فى التليفون، رددت اننى واثق من أنه برىء ولا يوجد ما يخيفنى ولا يوجد ما أخفيه، أنا مصرى ولن أتستر أبداً على أى شخص يمكن أن يسىء لبلدى.
واستطرد: إن بشار علاقته بأسرته غير مستقرة منذ زمن بعيد وهو يحب أن يعتمد على نفسه ويستقل بحياته وكثيراً من الجيران - الذين لم يتعاملوا معه - يظنون أنه يتعالى عليهم، وعندما شعرت بأن الأمور دخلت فى طريق صعب اتصلت بوالده، وطلبت منه أن يحضر إلى مصر، ويتابع قضية ابنه يتابعها مع محاميه، الذى أخبرنى أن موقفه - حتى الآن - مطمئن ولا يوجد ما يخيف، لكن الذى يحزن أن هناك من يتحدث عنه كأن الجريمة ثابتة فى حقه، رغم أن الأصل أن المتهم برىء حتى تثبت ادانته.
واختتم كلامه بقوله إنه يجب أن نعطى أجهزة التحقيق فرصتها لتقول كلمتها دون أن يكون هناك ما يسىء لأسرة تضم زوجة وطفلة وبلدين شقيقين. وقال: نحن لانريد أن نتستر على أحد، لكن بشرط أن يثبت أنه مدان، وأنا لا أدرى كيف كان يتجسس على مصر وقت أن كانت الاتصالات و«النت» مقطوعة عن مصر؟ نحن نثق فى أجهزتنا الأمنية وأكيد ستتضح الحقيقة كاملة قريبا.
زوجته: أعطانى 60 جنيهاً وطالبنى ببيع «الدبلة» للإنفاق على ابنتنا ليلة القبض عليه
«جمعنى القدر ب (بشار) تزوجته وعشت معه قرابة خمس سنوات من الغيرة القاتلة ومتابعتى مثل ظلى، عانينا الحاجة وتحولت حياتنا إلى فصول متواصلة من الخلافات بسبب ضيق ذات اليد، وبعد أن أنجبت منه طفلة، وجدته متهما بالجاسوسية لصالح الموساد الإسرائيلى، أنا أقرب الناس إليه ولا أصدق مثل كل من عرفوه أنه يمكن أن ينزلق إلى هذه الجريمة، حتى الآن، لم توجه له تهمة رسمية، إلا أن وسائل إعلام كثيرة تصفه بالجاسوس، حكموا عليه دون أن يدان، ألصقوا بى وأسرتى وأسرته وصغيرتى العار، أنا أموت كل لحظة دون أن يرحمنى أحد».. بهذه العبارات بدأت زوجة بشار أبوزيد - المتهم بالجاسوسية، حديثها ل«المصرى اليوم» وقالت «....» 23 سنة: بالمصادفة، التقيت والدة بشار، قبل 5 سنوات وسألتنى عن «كوافيرة» فاخذتها إلى سيدة تصفف لى شعرى وقبل أن تغادر إلى حال سبيلها، دعوتها إلى تناول الطعام فى بيت أسرتى، تعرفت بوالدتى وأعجبها سلوكى وكانت هذه هى الطريقة التى جمعتنى به.
علمت أنه متخصص فى «الكمبيوتر» وهندسة الاتصالات، كانت له أجهزة تمرير مكالمات ويحصل على دخل كان يكفينا من عائد هذا العمل، حتى تعرض لعملية نصب خسر فيها الأجهزة، وبدأت سلسلة من المعاناة ووقع شيكات لبعض الأشخاص وأقيمت ضده عدة قضايا، بعضها صدرت فيه أحكام نهائية وتم تغريمه 50 ألف جنيه بسبب تمرير المكالمات الدولية ولأنه لا يجيد عملا آخر، استأجر معدات فى رفح الفلسطينية، وحدث ذات يوم أنه دخل على سوق الاتصالات عبر شبكة الإنترنت ووجد شخصا يعرض أجهزة للإيجار بسعر معقول «3 آلاف دولار فى الشهر»، وعرفه هذا الشخص على نفسه بأنه شخص من عرب 48 وطلب منه أن يشحن الأجهزة ب«كروت» الشركات العاملة فى مصر واستمر الحال على هذه الطريقة، كان جهاز ال«لاب توب» لا يفارقه، حتى عندما كنا نذهب فى زيارات عائلية.
وأوضحت الزوجة أنه كان انطوائيا لدرجة كبيرة، لا يحب الخروج من البيت، ليس له أصدقاء بعيدا عن أسرتى ومحيطها، وعندما دخل الفلسطينيون إلى الحدود المصرية وبسبب بعض الحوالات التى كان يرسلها زوجى إلى ذلك الشخص تم استدعاؤه إلى جهاز أمن الدولة وبعد مناقشته أطلقوا سراحه، بالتأكيد لو كان جاسوسا لغادر مصر بعد هذه الواقعة، لكنه واصل تمرير المكالمات وإرسال قيمة الايجار لهذا الشخص الذى لم يلتقه أو يحدثه سوى على «النت» و«الشات»، وكان يمرر المكالمات من الخارج ولا يعلم أبدا إن كان هذا الشخص ضابطاً من المخابرات الإسرائيلية أم لا ولم تكن له أى علاقة بما يدور فى هذه المكالمات ولا من يتنصت عليها، وكان كل دوره أن يشحن الأجهزة ويحصل على أرباحه منها.
وفى اليوم المشؤوم فوجئنا بطرق شديد على الباب وعندما سألهم أخبروه بأنهم من شركة الاتصالات وفتح لهم الباب وقاموا بالتفتيش وأخذوا ال«لاب توب» وتليفون الخادمة كما أخذوا زوجى معهم وقبل أن ينصرفوا قالوا لى من حقه أن يستدعى محامياً للدفاع عنه وأنه سيكون فى نيابة أمن الدولة فى التجمع الخامس، فقال لى: لا تخافى لأننى لم أفعل شيئا وأعطانى 60 جنيها هى كل ما كان فى حوزته كما أعطانى «الدبلة» وطلب منى أن أبيعها كى أنفق منها على ابنتى، وكنت قد بعت كل مصوغاتى فى أزماتنا المالية السابقة، وطلب ابنتنا الوحيدة وأخذها بين أحضانه وقبلها وودعها وأوصانى بالاهتمام بها.
- فى النيابة ذهبت إليه وقابلته وعلمت أنه أخبر المحققين بأنه مستعد لأن يتحدث إلى هذا الشخص الذى كان يتعامل معه ويمكنه أن يستدرجه إلى مصر، لكنهم ردوا عليه بأنهم يعلمون كل شىء ويريدونه أن يخبرهم بما يريد وأشارت إلى أنه يتلقى معاملة جيدة ومقتنعين أنه برىء، لكن ما أحزنه أنه طلب أن يرى طفلته وأن يسمحوا لى بأن احضرها له لكنهم رفضوا، ابنتى لا تتوقف عن البكاء طوال الليل وتطالب بالحديث معه عبر التليفون، حتى إننى طلبت أخى ليحدثها باعتباره والدها، فقالت له أنه كذاب وليس والدها.
واستنكرت الزوجة المعلومات التى وردت فى بعض الصحف التى اتهمتها بامتلاك حسابات فى سويسرا وأنها سافرت عدة مرات إلى الخارج وأن زوجها سافر إلى «هونج كونج» وتابعت: إذا كان ما رددته الصحف حقيقة فلماذا لا تلقى أجهزة الأمن القبض علىَّ إن كانت مشتركة فى جريمة كهذه، وتساءلت: لماذا يدمرون سمعة أسرة دون دليل، وقالت: هناك كثيرون لا يصدقون شيئا وهناك نظرات قاتلة وهمهمات من الناس حين أمر عليهم، كيف يمكن أن أدخل ابنتى المدرسة بعد ذلك، وعما تردد عن تصوير زوجها الثوار فى ميدان التحرير، قالت: هذا غير حقيقى وما حدث هو أننا نقيم فى شارع رئيسى حيوى وعندما نزلت القوات المسلحة إلى الشارع، قمت مثل غيرى من المصريين بتصوير هذه الدبابات بكاميرا خاصة بى وهذه الدبابات صورها على كل أجهزة الإعلام المختلفة والذين تواجدوا فى ميدان التحرير كانت صورهم على الهواء مباشرة، ولذا اثق فى براءة زوجى وفى نزاهة القضاء وأجهزة التحقيق وسوف نأخذ حقوقنا من كل من أساء لنا.
وتحدثت والدة الزوجة- حماة المتهم- وقالت «بشار» يعيش فى مصر منذ حضر وأنه انقطع عن أسرته وكانت الخلافات بينه وابنتى لا تتوقف بسبب المعاناة المالية، فالسيارة بالتقسيط والشقة كذلك، بالإضافة إلى غيرته الشديدة وعصبيته وملاصقته لزوجته مثل ظلها، حتى إنها إذا ذهبت إلى «الكوافير» يذهب معها وينتظرها فى السيارة حتى تنتهى من تصفيف شعرها، وإذا حضرت إلى منزلنا لا يدعها تجلس بمفردها إلى جانب أفراد الأسرة وكان لا يدعها تجلس مع صديقاتها بمفردها، لدرجة أنها إذا دخلت الحمام وتأخرت يطرق عليها الباب ويسألها عن سبب غيابها فى الحمام، كان بسيطا منطويا على نفسه، أخبرنا يوم حضوره مع أمه للزواج من ابنتى بأنه مهندس اتصالات، ويوم أن تم منعه من السفر بسبب صدور أحكام ضده، أخبرنى بأن والدته مريضة ويريد أن يسافر إلى السعودية لرؤيتها - حيث يعيش والده وأسرته، وأشارت إلى أنه لم يسبق له السفر خارج مصر إلا مرتين، الأولى كانت إلى السعودية لمدة 10 أيام، عندما كانت ابنتى حاملاً فى شهورها الأولى وعادت لشعورها بالتعب، أما المرة الثانية فكانت إلى تركيا ولم تستغرق الرحلة سوى عدة أيام.
وقالت إنه لم يكن يعلم أن الشخص الذى كان يؤجر له الأجهزة ضابط فى الموساد، وأن زوج ابنتها كان يرسل له أموالاً فى حولات تحفظت أجهزة الأمن عليها، فهل الذى يتجسس يعطى أموالاً للذين يعمل معهم وتابعت: لا أنام الليل بسبب القبض على بشار، وبسبب ما كتبته الصحف، التى قالت إنه «جاسوس» قبل أن يصدر فى حقه اتهام رسمى وتسببوا لنا فى ألم أكبر من الألم الذى نعانيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.