◄◄ المتهم بالتخابر لصالح إسرائيل أنشأ منتديات على الإنترنت لتجنيد مصريين.. والأشعة تحت الحمراء كشفت الخرائط والشفرات السرية واصلت نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار هشام بدوى، المحامى العام الأول، تحقيقاتها الموسعة مع بشار أبوزيد «أردنى الجنسية»، والمتهم بالاشتراك مع ضابطين إسرائيليين هاربين بالتخابر على مصر لصالح إسرائيل، بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، وإمداد الموساد الإسرائيلى بالتقارير والمعلومات عن بعض المسؤولين، بعد التنصت على مكالماتهم الهاتفية، وانتقاء من يصل منهم لتجنيده للعمل بالموساد، والقيام بأعمال عدائية ضد مصر وعدد من الدول، بغية الإضرار بالمصالح المصرية. كشفت التحقيقات التى يجريها المستشار طاهر الخولى، المحامى العام فى القضية، أن المتهم الأردنى اتفق بالخارج مع الضابط الإسرائيلى الذى كانت بحوزته شيكات دون رصيد على المتهم، وهدده باستخدامها، فاضطر المتهم إلى التعامل معه، وتمرير عدد من المكالمات الدولية عبر برنامج «اسكاى بى» للشخصيات المهمة والحساسة بالدولة بعد التجسس عليها، بالإضافة إلى التعامل مع المخابرات الإسرائيلية، وأمدها بتقارير ومعلومات عن الاحتجاجات والمظاهرات التى شهدتها مصر مؤخراً، علاوة على حصوله على مبالغ مالية من جهاز الموساد الذى أرسل إليه أجهزة تنصت حديثة لربطها بالقمر الصناعى، ومن خلالها أمكن للموساد متابعة الاتصالات التى ترد إلى المسؤولين والمواطنين المصريين من الخارج، ويتم استخدام ما يتعلق بمعرفة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومدى ردود الأفعال على السياسات الخارجية بين مصر وإسرائيل وعدد من الدول الأخرى. وأشارت التحقيقات إلى أن الجاسوس الأردنى سافر إلى خارج مصر عدة سفريات تقابل خلالها مع ضباط الموساد، وعقدوا معه عدة لقاءات وطلبوا منه تجنيد عناصر مصرية للعمل معه ضمن شبكة التجسس، إلا أنه فشل فى تجنيد أى مصرى، علاوة على عدم علم زوجته المصرية -وتدعى مى - بحقيقة نشاطه التجسسى، وأنه تعرف عليها منذ 7 سنوات أثناء حضوره إلى مصر، وتزوج منها وأنجب نجلته يارا، 4 سنوات، وحصل على إقامة مفتوحة بمصر، بالإضافة إلى إنشاء شركة تعمل فى مجال البرمجة والاتصالات، ونشاطها فى مصر تعدى الأعوام الثلاثة، وبمداهمة الشركة بحضور المستشار طاهر الخولى عثرت أجهزة الأمن القومى على أوراق ومستندات وأجهزة كمبيوتر عليها برامج مشفرة وفلاشات ميمورى حديثة، لا يمكن كشف ما عليها إلا بعد تعرضها للأشعة فوق الحمراء، علاوة على بعض الخرائط والرسومات لبعض المناطق الحساسة والسياحية داخل مصر، وأرسلت أجهزة الأمن القومى تلك المضبوطات إلى الخبراء لتفريغها، وإعداد تقرير حولها. كما تم العثور على بعض المعلومات الخطيرة على البريد الإلكترونى الشخصى للمتهم تفيد برصد الأوضاع المصرية، ومراقبة اتصالات وهواتف عدد من الشخصيات المهمة فى مصر، والظروف المعيشية لبعض الأشخاص فى مصر، وسيرة ذاتية لهم. كما تبين أن المتهم أنشأ العديد من المنتديات على الإنترنت لجذب المصريين إليها، ومن ثم تجنيدهم بسهولة. وأكد المتهم فى اعترافاته أنه نادم على التورط مع جهاز الموساد الإسرائيلى، وأنه ظلم زوجته وابنته الصغيرة والشعب المصرى الذى احتضنه وعاش وسطه، وقال إن علاقاته مع الجيران والأصدقاء طيبة، ولم يتشاجر يوما مع أحدهم، واصفا الشعب المصرى بالطيبة والذكاء وحب الوطن. من ناحية أخرى ذكرت تقارير صحفية أن المتهم «بشار» ينتمى لعشيرة أبوزيد، وهى عشيرة كبيرة من بلدة سحاب بالأردن، وينتمى إليها صلاح أبوزيد، وزير الإعلام والخارجية الأردنى الأسبق، وهو ابن عم المتهم. فيما علمت «اليوم السابع» أن زوجة المتهم ونجلته الصغيرة توجها الجمعة الماضى إلى السجن الحربى، وقامت بزيارته داخل السجن لمدة ساعة كاملة، وتحدث معها وأعرب المتهم عن أسفه الشديد لما حدث، وأشارت المصادر إلى أن الزيارة جاءت بناء على طلبه من السلطات الأمنية. كانت أجهزة الأمن تتبعت مكالمات المتهم مع ضباط الموساد الإسرائيلى منذ فترة، وقامت بجمع المعلومات عنه وعن أفراد الشبكة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من التقاط صور له، وتابعت أداءه وتحركاته، وتبين أنه صدرت له معلومات عقب قيام ثورة 25 يناير الماضى، تتركز فى قياس ردود أفعال الشارع المصرى عقب الثورة، ولمتابعة الاحتجاجات والمظاهرات السابقة، والتحرى عن أسباب خط تفجير الغاز المصرى لإسرائيل، وطلبوا منه السفر لمنطقة العريش لمتابعة الموقف على الحدود بعد انفجار خط الغاز بمحطة الشقلا، وتم ضبطه وإحالته للنيابة التى أمرت بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات. وقال مصدر قضائى إنه سيتم الإعلان لاحقاً وخلال أيام عن تفاصيل القضية بالكامل، لاستكمال التحقيقات، متوقعاً سقوط متهمين جدد سيتم الإرشاد عنهم، مؤكداً أن هناك العديد من القضايا تم التحقيق فيها قبل ثورة 25 يناير، إلا أنه لم يتم الكشف عنها، حرصاً على الأمن القومى ولاعتبارات وطنية.