قال الكاتب والسيناريست الكبير يسري الجندي إن رجال عصر مبارك يحاولون اختطاف ثورة 30 يونيو من خلال البرلمان القادم، وأضاف في برنامج «صالون التحرير» مع الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، المذاع مساء، السبت، على فضائية «التحرير»، أن عيب شباب الثورة أنهم كانوا بلا خبرة أو توجه سياسي. وشارك في البرنامج رئيس تحرير جريدة صوت الأمة الدكتور عبدالحليم قنديل، ورئيس تحرير جريدة الشروق عماد الدين حسين، والكاتب والباحث السياسي الدكتور عمار علي حسن. وقال «الجندي» إن الإخوان اختطفوا الثورة وإن الخلاص جاء على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أقلق الغرب لأنهم رأوا فيه عبدالناصر. واعتبر الكاتب الكبير أن الأجهزة التي تعمل مع السيسي امتداد لنظام مبارك، وأن التعليم مازال سيئًا بل زاد انحطاطا، بحسب تعبيره. وأشار إلى أن الإخوان استغلوا تديّن الشعب المصري لأغراض سياسية، وقال إن «داعش» خرجت من عباءة الإخوان، وأن فكرة الخلافة «فاشلة»، معتبرا أن «داعش» كإسرائيل، تستمد قوتها من ضعف الآخرين، وزاد أن «داعش» تتكرر وتتمدد في الأماكن النفطية، معربًا عن اعتقاده باقتراب دخول العالم في حرب عالمية ثالثة. ورأى «الجندي» أن الثورة المطلوبة تشمل كل مجالات الحياة، واتهم الأزهر بتكريس أفكار سلفية وهابية في مصر وأنه يحتاج لثورة داخله. كما أشار إلى أن تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لم تكن بعيدة عن ثورة 25 يناير، وأن عبدالناصر اقترب من أصحاب المصلحة الحقيقية في أول شهرين من الحكم، مشددا على أن الفقراء في معاناة شديدة في مصر والسيسي لم يقترب منهم بعد، وقال إننا بعيدون عن العدالة تماما، ما يمثل خطرا حقيقيا ينذر بانفجار الناس. وتابع «الجندي»: «قلت للرئيس عبدالفتاح السيسي قبل انتخابه، إنني أشفق عليك من تآكل شعبيتك لو لم تستطع تحمل العبء القادم»، مشيرًا إلى أن السيسي ضرب مخطط تفتيت المنطقة. وأضاف «الجندي» أن كل مؤسسات الدولة مليئة برموز النظام القديم، وأن حالة من الغليان توجد في الشارع المصري، لا يمكن تداركها بغير العدالة، وردًا على سؤال للسناوي بشأن توقعاته للعام الجاري، قال الجندي: إذا قلتُ توقعاتي للعام الجاري سأبدو متشائما. وزاد الكاتب الكبير أن «داعش» ظاهرة خطيرة لا يجب التهوين منها، وأن ما يجري في سوريا حرب عالمية مصغرة يجب أن تتوقف، وأنه يجب أن يكون لمصر دور في وقف ما يجري فيها، وشدد على أن مصر بحاجة لحكومة قوية بالفعل. من جهته، قال عبدالحليم قنديل، إن مصر تعيش مرحلة إفاقة متقطعة منذ أربع سنوات، وإن الثورة قامت ضد انحطاط تاريخي طويل الأمد، مشيرا إلى أن السياسة خذلت السلاح في حرب أكتوبر فدخلنا مرحلة انحطاط ممتدة، وأن تضخم دور الجماعات الدينية سببه استقالة الدولة من دورها. وشبّه «قنديل» الإخوان في عام حكم محمد مرسي للبلاد، بأنهم كانوا بمثابة «شربة زيت خروع» شربتها مصر لتتطهر، مقللا من حجم تأثير البرلمان المقبل على مجريات العام الجاري، قائلا إن النظام الانتخابي الفردي يهدر غالبية أصوات الناخبين، وإن البرلمان المقبل ليس شيئا على خريطة عام 2015، وشدد على أن الحديث عن وجود صلاحيات للبرلمان أكبر من صلاحيات الرئيس في الدستور مجرد «أكذوبة»، قائلا إن عام 2015 هو عام الخروج من البرزخ بالنسبة لمصر، وإنها تستكشف دورها في المنطقة العام الجاري. وتابع «قنديل» أن الفساد هو الخطر الأكبر الذي يواجه مصر في 2015، وأن رجال مبارك يخوضون معركة من أجل «تفليل» السيسي، قائلا إنه على الرئيس ألا يواصل الحكم بالنظام القديم، وعليه إنجازه بانحيازه، مشيرا إلى وجود حرب لاستنزاف شعبية السيسي. واعتبر «قنديل» الإخوان والفلول وجهين لعملة واحدة، وكلاهما نبت لنظام نهب مصر، وأن وظيفة المحاكمات بعد الثورة هي التطهير الذاتي والقطيعة مع النظام القديم، وأن هناك مذبحة حقيقية تحدث في المجتمع حيث توجد أغنى طبقة وأفقر شعب، وأن الفقراء والطبقة الوسطى تحملوا فواتيرهم كاملة. ورأى رئيس تحرير «صوت الأمة» أن شعبية السيسي لا تخصه وحده لأنها مرتبطة بسلامة التطور السياسي، كما قلل قنديل من خطر الإرهاب، قائلا إن مصر تجاوزت 42 نوعًا من الاستعمار على مدار تاريخها، وأنها قادرة على دحر الإرهاب، مشددا على ضرورة إخلاء سبيل كل شخص لم يثبت بحقه تهمة ارتكاب أعمال عنف أو إرهاب. وطالب قنديل بأن تكون المواجهة مع الإخوان وفق مشروع وألا تكون أمنية فقط، كما تطرق إلى تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن واقع الخطاب الديني، قائلًا إن السيسي زائد التدين، ومن الخبل اعتبار تصريحاته ضد الدين. وعن توقعاته للعام الجاري، قال قنديل إن الإخوان لن ينتهوا، ولن يعودوا لسابق عهدهم، وأضاف أنهم سقطوا في مصر في مباراة ملاكمة وفي تونس في مباراة كرة طائرة، وأن تونس ترقص على الإيقاع المصري وليس العكس. وانتقد «قنديل» بشدة حرمان 138 مواطنا مصريا من حقهم في الالتحاق بالنيابة العامة، لكونهم من أسر فقيرة، ومن رقيقي الحال، وطالب الرئيس السيسي بإعادة توزيع الشعور بالعدالة، مشيرا إلى وجود غضب طافح يحجزه وجود ما وصفه بنحس الإخوان، قائلا إن دعوة الإخوان لثورة تحجب إمكانية حدوث ثورة، وإن مصر بحاجة للكنس، بحسب تعبيره. وقال «قنديل»، إن 2015 قد يكون عام الخروج من برزخ الرئاسة، مضيفًا أن مصر في وضع متحرك وسائل، متوقعًا احتضار قاعدة الإرهاب الكبرى في سيناء العام الجاري، كما توقع صداما بين السيسي ورجال الأموال، قائلا إن رأسمالية الجيش الزاحفة تحاصر رأسمالية رجال مبارك، كما توقع قنديل زيادة الدعم المصري لليبيا. ورد «قنديل» بسخرية لاذعة على سؤال للسناوي بشأن كلام مبارك بأن الحديث عن التوريث، قبل أعوام، مجرد شائعة، بالقول إن مبارك نفسه شائعة. وفيما يخص تنظيم داعش الإرهابي، قال قنديل إن داعش تمثل أعلى مراحل ما يسمى بالحركة الإسلامية. وأبرز «السناوي» المهن البسيطة لآباء رؤساء الجمهورية منذ 1952 وحتى الآن ما بين عامل بريد ( والد الزعيم جمال عبدالناصر ) وممرض ( والد الرئيس أنور السادات ) ومزارع أجير ( والد الرئيس المعزول محمد مرسي )، وقال «السناوي» إن هذه المهن شرف لعائلات كل واحد ممن حكموا مصر، مستنكرا بشدة حرمان أبناء الفقراء من الالتحاق بالنيابة العامة، قائلا إن حرمانهم يعد قمة الظلم والإجحاف، في ظل حرمانهم أيضا من حقهم في الطعن على قرارات الاستبعاد. من جهته، قال عمار علي حسن، إن الفساد أخطر من الإرهاب، وإن الفساد الإداري أخطر من الفساد المالي، وإن أخطر أنواع الفساد على الإطلاق هو الفساد السياسي. وأضاف «حسن» أن التأبيد في السلطة هو رأس البلاء في مصر، وأن السيسي يدخل عام 2015 مكبلًا بقيود 2014، وأن جمال عبدالناصر بدأ تحقيق أهدافه بعد 40 يوما من الحكم، وأنه ليس أمام السيسي إلا الشعب ليتجاوز كل مشكلات الحكم. وأشار «حسن» إلى أن السادات كان من الضباط الأحرار، لكنه قاد ثورة مضادة قضت على مكتسبات يوليو، وأن الثورات لا تقوم إلا إذا كانت ضرورة. وعن الخطاب الديني، أضاف الباحث السياسي أنه ليس كافيا الحديث عن تجديد الخطاب الديني وأننا بحاجة لإصلاح ديني حقيقي، وأن العقل مكمل لمسيرة الوحي وليس متضادا معه، وأن المشكلة ليست في الدين وإنما في أشكال التدين التي حوّلته إلى تجارة. وتابع أنه لا توجد مؤشرات على تحقيق الثورة لأهدافها حتى الآن، وأن قوس الثورة مازال مفتوحًا وما يمنع غضب الناس هو وجود الإخوان في المشهد. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة