النساء والشباب الأكثر تضررا من تغيرات المناخ المقبلة في 2010‏

نوه التقرير السنوي لحالة سكان العالم عام 2009 أن فئات النساء و الشباب، فضلا عن الطبقات الفقيرة والمهشمة سيكون الأكثر عرضة للتأثر السلبي للتغيرات المناخية والمتمثلة في التصحر والجفاف ونقص الغذاء خاصة في الدول النامية والأفريقية ومنها ضمن مصر.‏
وحذر التقرير الذي أطلقه صندوق الأمم المتحدة للسكان بجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء من ارتفاع درجة حرارة الأرض 6 درجات بحلول عام 2010 مما يؤدي إلي ذوبان الجليد وإلحاق الأضرار بالسكان خاصة في المدن الساحلية في العالم فضلا عن نقص الغذاء والمياه، وكذلك تدهور الحالة الصحية وانتشار أمراض الملاريا خاصة في الدول النامية.‏
وحمل التقرير الذي يحمل عنوان" في مواجهة عالم متغير : المرأة والسكان والمناخ"، الدول الصناعية الكبرى المتقدمة مسؤولية زيادة ارتفاع درجات حرارة الأرض بسبب انبعاثها الحرارية الدفيئة، مطالبين إياه بتحمل مسؤوليتها تجاه الدول النامية وخاصة منطقة الوطن العربي التي ستكون الأكثر تضررا من التغيرات المناخية وما يصاحبها من هجرة للنازحين تقدر بعشرة أضعاف الرقم الحالي الذي يبلغ 40% من تعداد اللاجئين في العالم.‏
من ناحيته قال «حسن يوسف» مستشار السياسيات بمكتب الدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان والذي قدم عرض تقديمي للتقرير، أن مصر باعتبارها أكبر الدول العربية تعدادا للسكان فأنها ستكون الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية المقبلة خاصة فيما يتعلق بمنطقة الدلتا.‏
وأضاف «يوسف» أنه إذ حدث ارتفاعا في مستوى البحر كما هو متوقعا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وذوبان القمم الثلجية في القطبين، فإن سكان منطقة الدلتا سيتأثرون بشكل مباشر بما يضع عبئا هائلا على الحكومة المصرية.‏
وأشار مستشار السياسيات بصندوق الأمم المتحدة إن مصر تواجه حاليا مشكلة نقص المياه، لافتا إلي أن التأثيرات المناخية المقبلة ستؤدي إلي ‏"نضوب" المياه عند منابع النيل مما سيشكل عبئا كبيرا على مصر التي يعد الماء بالنسبة لها "عصب الحياة ".
ولفت «يوسف »إلى أن الحكومة المصرية ستواجه أزمة في توفير الغذاء إذ ما ساءت التغيرات المناخية، مرجعا الأمر إلي اعتماد مصر بشكل كلى على الاستيراد من الخارج مما يعني أن أي تغير في المناخ للمناطق الزراعية سيؤثر على الإنتاج الزراعي في مصر ودول حوض النيل بشكل عام
ودعا «يوسف» السياسيين في مصر إلي اتخاذ مواقف موحدة من أجل العمل على زيادة الموارد المائية فضلا عن حسن استغلال المياه المتوافرة، فضلا عن إدخال قضايا المناخ في تصوراتنا المستقبلية لأحداث تطور المنطق بما فيها السياسيات السكانية وسياسيات المرأة والسياسيات التي تحارب تهميش الفقراء وتحقق العدالة الاجتماعية
ونوه يوسف إلي أن تأثر مصر بالتغيرات المناخية يمكن أن يأتي عبر أوربا التي تتشارك معها في سواحل البحر المتوسط وتعد من الدول الصناعية الكبرى المسؤولة عن تزايد الانبعاثات الدفيئة، موضحا أن أكثر المناطق ستتضرر من التغيرات المناخية في العالم العربي، منطقة الدلتا ومناطق سواحل البحر المتوسط، فضلا عن المدن الساحلية في الخليج العربي وتونس والجزائر
وشدد على أنه ارتباط وثيق بين أزمات ارتفاع الأسعار عالميا، ثم أزمة الطاقة يليها الأزمة المالية العالمية وأخيرا المناخ، مؤكدا على ارتباط أزمة إنتاج الغذاء بشكل مباشر بالتقلبات المناخية المقبلة‏
وتابع : لابد من مشاركة المرأة في اتخاذ القرارات والتخطيط في الدول النامية ومنها مصر لأنها هي التي ستتحمل عبء كافة الكوارث المناخية أكثر من الرجال، مؤكدا أن الرجل سيهاجر إذا ضاقت الظروف ويترك إدارة الأسرة للمرأة.‏