توماس فريدمان: دبي «مانهاتن العالم العربي»

«هل فعلتها دبي؟».. كان ذلك العنوان الذي اختارة الكاتب الأمريكي الكبير، توماس فريدمان، لمقاله، الذي تحدث فيه عن طفرة التطور التي تتمتع بها إمارة دبي دونا عن دول المنطقة التي عاصرت انتفاضة «الربيع العربي»، واصفا دبي بأنها «مانهاتن العالم العربي».
وأوضح فريدمان، في مقاله المنشور في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الأربعاء، أن واشنطن حاولت مرارا وتكرارا مع مختلف الدول العربية طرقا لم تفلح في إصلاح أوضاعها المضطربة، وتابع: «حتى إذا كان الشرق الأوسط هو منطقة لا يمكننا إصلاحها ولا تجاهلها، ماذا قد يكون تبقى لنا؟ فأنا أقول الاحتواء والتوسيع».
ورأى فريدمان أنه أينما وجد اضطراب، مثل العراق أو سوريا أو اليمن أو ليبيا، على واشنطن التعاون مع القوى الإقليمية لاحتوائها، وهو ما تفعله اليوم، ولكن الأهم هو تنفيذ الأمر بشكل أكثر عمقا، وأضاف: «أينما يكون هناك وضع مفروض، مثل مصر والجزائر، علينا أن نعمل بهدوء مع الحكومة في محاولة لجعل هذا النظام صالح وعادل وشامل وشرعي، وأينما يوجد نظام وصالح بالفعل، مثل المغرب والأردن ولبنان وكردستان والإمارات العربية المتحدة، علينا فعل كل شيء لتوسيعها وتضخيمها بحيث تصبح أكثر توافقية ومستدامة، وحينما يوجد نظام وصالح وديمقراطية، مثل تونس، نمنحه الكثير من المال كما يطلبون، وهذا ما لم نفعله».
ورأي فريدمان أنه لابد أن تساعد واشنطن تلك البلاد على توسيع ما بدأته بالفعل، موضحا أنه إذا حدث أي تغيير أو اعتماد على قوة أخرى، فإن ذلك لا يعني «الاكتفاء الذاتي»، وهي القيمة الأكثر أهمية في العلاقات الدولية، وشدد على أنه لابد أن تبدأ جميع الدول أولا ب«الاكتفاء الذاتي»، وأفضل ما يمكن للولايات المتحدة القيام به هو توسيع إمكانياتهم، وضرب فريدمان المثل بالإمارات العربية المتحدة، قائلا إنها أفضل مثال على الدول المكتفية ذاتيا، واصفا إمارة دبي بأنها «جوهرة تاجها»، وكان محور محادثاته أثناء زيارته لدبي حاليا هو «هل تسببت دبي في الصحوة العربية؟».
وتساءل فريدمان: «كيف يمكن للإمارات أن تتسبب في ذلك؟، فهي دولة ملكية مطلقة لاتتسامح مع أي معارضة أو مع حرية حقيقية للصحافة»، ولكنه أكد أن دبي هي السبب وراء تلك الواجهة، نظرا للعقارات الزجاجية المزدهرة والعملاقة، التي جعلتها «مانهاتن العالم العربي»، على حد وصفه.
ووصف فريدمان دبي بأنها «وجهة الشباب العرب من مختلف أنحاء المنطقة لتحقيق كامل إمكاناتهم في مجال الفنون والأعمال والإعلام والتعليم والتكنولوجيا، بجانب تطوير ثقافتهم ولغتهم الخاصة، والأفضليات الغذائية الخاصة بها، والموسيقى والملابس وغيرها».
ونقل فريدمان عن أحد الشباب العرب المهاجرين إلى دبي، الفلسطيني مازن نحوي، 39 عاما، وهو مؤسس «المجموعة الدولية للأخبار»،وهي شركة مراقبة وسائل الإعلام في دبي، قوله إن دبي «عاصمة الربيع العربي حيث بدأت الثورة الحقيقية هنا»، ورأى أن «الصحوة العربية لم تقم لأجل الحرية والديمقراطية فقط، ولكنها بدأت في ذهن الشباب العربي الذي رأى أدلة في دبي بأنه يمكن القيام بالأشياء الصعبة، التي ترتقي إلى المستوى العالمي، وقارنوا ذلك مع واقع الأنظمة العسكرية العربية، التي يعيشون في ظلها».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة