حين جلست لأكتب هذا المقال قررت أن استبعد 10 موضوعات استحوذت على اهتمام الرأى العام خلال ال10 أيام السابقة وهم وبترتيب عشوائى: 1- اعتراف رئيس الدولة بأننا غلابة ، وان مصر لم يعد لديها ما ينهب. 2- فيديو يظهر ولادة سيدة فى الشارع بعد أن رفضت مستشفى كفر الدوار استقبالها . 3-انفراد الوطن بأجراء حديث مع مبارك فى مكان خفى ونشره على جزئين . 4-خوف السيسى من أن يفسد الإعلام العلاقة التاريخية بين مصر والسودان. 5-الطفلان اللذان قتلهما الاهمال فى المدارس ،الأول قطع عنقه بسبب سقوط لوح زجاجى عليه والثانى توفى على أثر سقوط بوابة المدرسة فوقه. 6- مظاهرات طلاب الجامعات وموقف الشرطة التى تتعامل بعقلية" دخلنا جامعتكوا علشان نربيكوا ". 7- حلقة عمرو أديب الذى لعن فيها مبارك وعهده على الهواء مباشرة واستنكاره لاجراءه حوار صحفى وهو قيد الحبس"طيب اشمعنا مرسى " 8- السخرية من مضيفة مصر للطيران صاحبة الوزن الزائد وانقسام المعلقين حول الموضوع. 9- اعلان مركز «كارتر» إغلاق مكتبه فى مصر. 10- الحديث عن عودة أحمد عز للعمل السياسى من وراء الستار وتأسيسه "ائتلاف مستقلين لنواب الوطنى" فى البرلمان المقبل. لم يبقى لى بعد استبعاد هذه الموضوعات الشائعة إلا الحديث عن موضوع أثار فضولى الشخصى ،وهو البحث عن أكثر الصفحات شعبية على الفيس بوك ، دخلت موقع socialwatchlist المتخصص فى رصد الصفحات الأكثر شعبية فى العالم كله ، كان اهتمامى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، الصفحة رقم (1) كانت "ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبى" والتى حازت على اعجاب 55مليون و460 الف ، بعد ها عدة مواقع دعائية لمنتجات ثم المرتبة رقم 4 وكانت من نصيب صفحة " ثقف نفسك "وتحوز على اعجاب 22 مليون و269 الف وبعدها صفحات دعائية ثم صفحة "عجايب وغرائب الدنيا "وحازت على اعجاب 10 مليون و641 الف وتأتى فى المرتبة رقم 9 ، صفحة اساحبى الساخرة المعجبين بها 6 مليون و863 الف تقريبا وهى فى المرتبة ال22 ، اما صفحات الصحف المصرية فتبدأمن المرتبة رقم 35بعدد معجبين 5مليون و 187 الف. ماذا يمكن أن نستخلص من تلك القائمة ؟ يمكن أن نخرج منها بعدة استخلاصات أولها أن الصفحات التى تقدم ثقافة ومعلومة وخدمة هى الأعلى شعبية وليست الصفحات التى تروج للأكاذيب و الشائعات أومصالح معينة والتى يتصور البعض أنها الأهم حتى ولو كانت الأكثر شهرة مثل صفحات الاخوان وآسفين ياريس وغيرها ، ثانيا :المتعلمون والذين يملكون أدوات العصر فى التواصل مع العالم يهتمون بما يرفع ثقافتهم وينمى معارفهم على عكس ما يشاع أننا شعوب لاتهتم بالعلم أو الثقافة أو المعلومة الصحيحة والعلمية ، وما يتردد على أن هناك عزوف من الناس عن مشاهدة البرامج الثقافية والعلمية ، سببه أن هذه البرامج لاتقدم بصورة جذابة أوعصرية وبميزانيات هزيلة فتخرج فقيرة فى الشكل والمحتوى لاتساير عصر الصورة الذى نعيشه. ثالثا: اقبال المشاهدين على برامج التوك شو الغث منها والسمين ليس دليلا على أهميتها ولكن لأنه ليس هناك برامج بمضمون مختلف تنافسها من حيث جودة الانتاج والميزانيات الضخمة التى ترصد لهذه البرامج وتظهر فى الاستوديو الفخم والديكور الأنيق وشبكة المراسلين وفريق الاعداد الضخم ، ولومنحت تلك الامكانيات لبرامج ثقافية أوعلمية ستتتفوق على برامج التوك شو المكررة والمملة . العالم أكثر رحابة مما نتصور ولكننا كما يقول عادل أمام «سايبين الشقة كلها فاضية ومحشورين فى قودة واحدة». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة