«هوكي مورينيو».. سلبية فان جال وعودة جوهرة ليفربول.. في تحليل الجولة الثالثة للبريميرليج

انتهت مباريات الجولة الثالثة للدوري الإنجليزي الممتاز بتربع تشيلسي على قمة الجدول بتسع نقاط بعد فوزه «6-3» على إيفرتون، فيما واصل سوانزي سيتي نتائجه الممتازة وحقق الفوز الثالث على التوالي بثلاثة أهداف للاشيء أمام ويست بروميتش ألبيون ليشارك «الزرق» القمة، فيما تعثر بطل النسخة الماضية مانشستر سيتي على ملعبه أمام ستوك سيتي بهدف دون رد ولم ينجح مانشستر يونايتد في تسجيل فوزه الأول بعد تعادل سلبي مخيب مع بيرنلي، الصاعد حديثًا، كما كان حال أرسنال الذي تعادل مع الصاعد حديثًا ليستر سيتي بهدف لكل منهما، واستطاع ليفربول العودة لمسار الانتصارات بثلاثية نظيفة ضد توتنهام على ملعب الأخير.
شهدت الجولة العديد من التكتيكات المميزة، لكن شهدت أيضًا تراجعًا كبيرًا لفرق القمة.
أهم مباريات الجولة
إيفرتون VS تشيلسي ومباراة الهوكي:
في عام 2004 انتهت مباراة توتنهام وأرسنال بنتيجة «5-4» وخرجت الصحف الإنجليزية لتصف المباراة بأنها أفضل مباريات الموسم، لكن عندما سأل صحفي «مورينيو» عن رأيه في المباراة فقال: «هذه ليس نتيجة مباراة كرة قدم، بل نتيجة مباراة هوكي.. في التمرين اعتاد على اللعب بثلاثة ضد ثلاثة وعندما تصل النتيجة 5-4 أوقف التمرين وأرسل اللاعبين لغرفة الملابس لأنهم لا يدافعون بشكل جيد».
وبعد عشر سنوات تعود تصريحات «مورينيو» لتحرجه بعد أن انتهت مباراته مع إيفرتون بنفس مجموع الأهداف «6-3» لصالح فريقه فكان تعليقه أنه سعيد بأهداف الفريق الستة وحزين من الثلاثة أهداف التي دخلت مرماه.
لعب الفريقان بنفس الطريقة 4-2-3-1 فريق إيفرتون لعب له هاورد، ديستان، جاكيلكا، بينز، كولمان، باري، جريدي، نايسميث، ميراليس ولوكاكو، أما تشيلسي فلعب له كورتوا، إيفانوفيتش، كاهيل، تيري، أزبيلكويتا، فابريجاس، راميرس، ماتيتش، آزار، ويليان ودييجو كوستا.
الشوط الأول:
في أول ثلاث دقائق سجل تشيلسي هدفين أحدهما كان من حالة تسلل لكن الملاحظ في الهدفين أن في كل مرة يتحرك دييجو كوستا بسرعة ليقتحم منطقة الجزاء يرتبك قلبا دفاع إيفرتون جاكيلكا وديستان ويحاولان نصب مصيدة التسلل فيفشلان ويسجل تشيلسي، هذا الأمر لم يتكرر مرة أخرى في المباراة وربما كانت قلة التركيز في بداية المباراة هي السبب، لكن هذه الأخطاء أعطت أفضلية كبيرة لتشيلسي بتقدمه بهدفين في أول ثلاث دقائق في المباراة خارج أرضه، لكن لاعبي إيفرتون تمالكوا أنفسهم وبدأوا في شن هجمات على فريق تشيلسي حتى نجح كيفين ميراليس في تحقيق هدف تقليل الفارق في الدقيقة 45 قبل نهاية الشوط الأول.
إيفرتون كان الفريق الأفضل في الشوط الأول ونجح في صنع ثماني فرص للتسجيل لكنه سجل هدفًا واحدًا فقط منها فيما صنع تشيلسي أربع فرص للتسجيل سجل منها هدفين.
الشوط الثاني:
ارتفع نسق فريق إيفرتون في الشوط الثاني وواصل استحواذه على الكرة الذي وصل لأكثر من 70٪ حتى الدقيقة 68 عندما أخطأ الظهير الأيمن كولمان في التعامل مع عرضية إيدن آزار ليُسكن الكرة في مرمى فريقه بالخطأ لتصبح النتيجة 3-1، وتبدأ عشر دقائق مجنونة بتسجيل نايسميث لهدف تقليص الفارق في الدقيقة 69 ثم يعود ماتيتش لتوسيع الفارق في الدقيقة 74 قبل أن يعدل النتيجة البديل إيتو لإيفرتون في الدقيقة 76 تبعه هدف فارق الهدفين لصالح تشيلسي عن طريق راميرس لتصبح النتيجة 5-3 ويستمر ضغط إيفرتون وينقذ كورتوا والقائم هدفًا محققًا من ميراليس كاد أن يعيد الفارق لهدف.
استمر ضغط إيفرتون على أطراف تشيلسي وحاول الفريق كثيرًا وقام مورينيو بسد كل الطرق المؤدية لمرمي فريقه بإقحامه للظهير الأيسر فيليبي لويس بدلًا من آزار ثم دروجبا بدلًا من فابريجاس حتى سجل دييجو كوستا هدف إنهاء المباراة في الدقيقة 90 بعد تمريرة بالكعب من البديل جون أوبيه ميكيل.
أنهى إيفرتون المباراة وفي شباكه ستة أهداف لكنه كان الأكثر سيطرة على الكرة بنسبة استحواذ 62٪ ونجح في صنع أكثر من ست فرص للتسجيل في الشوط الثاني لكنه سجل هدفين فقط منها فيما نجح تشيلسي في التسجيل أربع مرات من سبع فرص فقط كانت معظمها هجمات مرتدة.
توتنهام VS ليفربول «رودجرز يستعيد جوهرته»:
عاد ليفربول لطريقة لعبه المفضلة 4-4-2 (DIAMOND) أو الجوهرة بوجود أربعة لاعبين في وسط الملعب، لاعب ارتكاز دفاعي واحد، لاعبين على الأطراف ولاعب تحت رأسي الحربة، سبب العودة لطريقة بريندن رودجرز المفضلة هي وجود مهاجم يمكنه أن يجاور دانيل ستوريدج في المقدمة، اللاعب هو الإيطالي ماريو بالوتيلي المنتقل حديثًا من ميلان الإيطالي لصفوف الريدز في محاولة لتعويض رحيل لويس سواريز.
ولعب توتنهام بطريقة 4-2-3-1 بوجود لوريس، ديير، كابول، فيرتينجتون، روس، بنطالب، كابو، شاذلي، إريكسون، لاميلا وأديبايور ورغم قوة فريق توتنهام في الاستحواذ على الكرة بفضل لاعبي وسط الملعب المهاريين إلا أن رودجرز، مدرب ليفربول، عمل على ضغط لاعبي توتنهام بطول الملعب وتحرك مهاجما الفريق ستوريدج وبالوتيلي على أطراف الملعب لضغط لاعبي توتنهام أثناء التحضير للهجمة.
اعتماد ليفربول على الضغط العالي ساعد الفريق على استخلاص الكرة أكثر من 60 مرة طوال المباراة رغم انخفاض استحواذه على الكرة بأقل من 40٪.
الفرص تساوي أهدافًا:
صنع فريق ليفربول العديد من الفرص طوال مجريات المباراة فصنع 11 فرصة للتسجيل نجح في تحويل ثلاثة منها لأهداف، فيما صنع توتنهام ست فرص فقط للتسجيل ولم يستطع تحويلها لأهداف ولم تذهب إلا تسديدة واحدة فقط في اتجاه المرمى، فيما ذهبت باقي تسديدات الفريق الست خارج القائمين والعارضة.
وكان السبب الرئيسي في فشل توتنهام في صناعة فرص حقيقية هو ضغط لاعبي ليفربول عليهم ونجاح ستيفن جيرارد، جو آلان وهيندرسون في السيطرة على ثلاثي توتنهام القوي ناصر شاذلي، إريك لاميلا، وإريكسون.
تأثير بالوتيلي:
شارك ماريو بالوتيلي «المشاغب» مع فريقه الجديد للمرة الأولى وسدد خمس كرات ذهبت منها كرة واحدة فقط في اتجاه المرمى، ورغم ضعف هذا المعدل إلا أن هذا هو المعدل المعتاد من بالوتيلي في كل الفرق التي لعب لها لذلك فعلى جمهور ليفربول نسيان ما كان يفعله سواريز بالتسجيل من كل كرة يتسلمها والصبر على بالوتيلي، دور بالوتيلي الأهم هو تحرير ستوريدج وإعطاؤه الفرصة للتحرك بحرية داخل وخارج الصندوق ليسجل أو يمرر كما فعل في هذه المباراة وأتوقع أن يتحسن أداء ليفربول كثيرًا مع الخطة الجديدة التي لعب بها الفريق العام الماضي وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب بطولة الدوري.
بيرنلي VS مانشستر يونايتد:
دخل فريق مانشستر يونايتد المباراة وهو يحلم بتحقيق أول ثلاث نقاط له في الموسم الجيد مع الهولندي لويس فان جال، خاصة أن الخصم فريق صاعد حديثًا للبريميرليج ومع قدوم أنخيل دي ماريا للفريق واشتراكه في المباراة منت جماهير يونايتد نفسها بانتصار يعيد الفريق للمسار الصحيح.
لكن مانشستر خيب الآمال وتعادل سلبيًا مع تمسك فان جال بطريقة 3-4-1-2 والتي أكد في أكثر من مناسبة أنه لن يغيرها.
فشل مانشستر مرتين في هذا اللقاء، المرة الأولى عندما لم يصنع الفريق فرصًا حقيقية في الشوط الأول والمرة الثانية في عدم استغلال الفرص التي أتيحت له في الشوط الثاني.
دي ماريا:
أهم ملاحظات المباراة كانت دخول دي ماريا في تشكيلة الفريق للمرة الأولى وكيف لعب مع الفريق، دي ماريا لعب في وسط الملعب كارتكاز ثاني مع دارين فليتشر على الورق لكن في واقع الأمر تنوعت أدوار الأرجنتيني بين ارتكاز دفاعي حال خسارة الكرة، ولعب في حالة الهجوم كجناح أيسر أو كلاعب وسط مهاجم بجوار خوان ماتا، دي ماريا صنع ثلاث كرات خطيرة للفريق تحولت إحداها لفرصة تهديف لم يستغلها فان بيرسي، وكان أداؤه مبشرًا وقد يمنح جمهور مانشستر فرصة لتنفس الصعداء خاصة مع التعاقد مع راداميل فالكاو كرأس حربة جديد للفريق.
تكتيك الأسبوع.. سوانزي سيتي:
نجح جاري مونك، مدرب فريق سوانزي سيتي، في تحقيق العلامة الكاملة ليصبح الفريق الوحيد مع تشيلسي الذي ينجح في ذلك، وفي طريقه للفوز بمبارياته الثلاث الأولى قدم مونك كرة جميلة وممتعة تعتمد على التمريرات القصيرة بطريقة 4-2-3-1 والتي تتحول كثيرًا ل4-3-3، فوز سوانزي بثلاثية هذا الأسبوع على ويست بروميتش أكمل سلسلة انتصارات بدأها الفريق على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد قبل أن يفوز على بيرنلي بهدف نظيف.
كرة الفريق المختلفة ظهرت منذ أن كان بريندن رودجرز، مدرب ليفربول الحالي، مدربًا للفريق ونجح في صناعة شخصية للفريق تعتمد على الاستحواذ والتمريرات القصيرة بدلًا من الكرة الكلاسيكية الإنجليزية التي تعتمدها معظم فرق وسط الجدول في البريميرليج واستكمل مونك عمل رودجرز، لكنه كما أشار في المؤتمر الصحفي يهدف للبقاء في الدوري الإنجليزي كطموح أولي.
تمريرات سوانزي سيتي ضد بروميتش
ماذا حدث للمصريين؟
لعب أحمد المحمدي مع فريقه هال سيتي ضد أستون فيلا على ملعب الأخير ولكن فريقه خسر بهدفين مقابل هدف واحد، المحمدي الذي يستمر في اللعب كجناح أيمن ضمن خطة 3-5-2 نجح في الشق الدفاعي باستعادته للكرة سبع مرات فيما لم تصل كراته الست العرضية لمهاجمي الفريق.
أما محمد صلاح لاعب تشيلسي فدخل للمرة الأولى قائمة فريقه ضد إيفرتون لكنه شاهد فوز تشيلسي من على مقاعد البدلاء بعد أن استنفد مورينيو تغييراته دون أن يدخل صلاح في حساباته.
عرضيات المحمدي في مباراة هالي سيتي وأستون فيلا
أفضل لاعبي الجولة:
الإسباني دييجو كوستا، مهاجم تشيلسي، كان أفضل لاعبي الجولة، فاللاعب يتربع على عرش هدافي المسابقة بعد ثلاث جولات بأربعة أهداف بمعدل مميز لم يسبقه إليه أحد، واستمر أداؤه في مباراة إيفرتون ليثبت أن 32 مليون جنيه إسترليني مبلغ انتقاله أقل كثيرًا من قيمته.
استلم الإسباني الكرة 34 مرة كأكثر لاعبي فريقه، ما يعني أنه كان محور أداء الفريق ومفتاح التحول الهجومي للزرق، «كوستا» سدد أربع تسديدات كلها على المرمى سجل منها هدفين كما صنع لفريقه فرصتين للتسجيل لم يُحسن استغلالهما، لكنه رغم كل ذلك تعامل بشكل غير أخلاقي مع ظهير إيفرتون كولمان بعدما سجل الأخير هدفًا في مرماه بالخطأ بالذهاب إليه واستفزازه وهي تصرفات لا يفترض أن تصدر من لاعب بحجم كوستا أبدًا.
الكرات التي استلمها دييجو كوستا في مباراة تشيلسي وإيفرتون
نتائج الجولة الثالثة
بيرنلي 0-0 مانشستر يونايتد
مانشستر سيتي 0-1 ستوك سيتي
نيوكاسل يونايتد 3-3 كريستال بالاس
كوينز بارك رينجرز 1-0 سندرلاند
سوانزي سيتي 3-0 ويست بروميتش ألبيون
ويست هام يونايتد 1-3 ساوثهامبتون
إيفرتون 3-6 تشيلسي
أستون فيلا 2-1 هال سيتي
توتنهام 0-3 ليفربول
ليستر سيتي 1-1 أرسنال
الأسبوع القادم:
يتوقف الدوري الإنجليزي ومعظم دوريات العالم بسبب الأجندة الدولية ويعود بالجولة الرابعة في منتصف الشهر.
13 سبتمبر
أرسنال VS مانشستر سيتي
تشيلسي VS سوانزي سيتي
كريستال بالاس VS بيرنلي
ساوثهامبتون VS نيوكاسيل يونايتد
ستوك سيتي VS ليستر سيتي
سندرلاند VS توتنهام هوتسبير
ويست بروميتش ألبيون VS إيفرتون
ليفربول VS أستون فيلا
14 سبتمبر
مانشستر يونايتد VS كوينز بارك رينجرز