وقع اختيار الاتحاد البرازيلي لكرة القدم اليوم على كارلوس دونجا، قائد المنتخب السابق ومدربه السابق وبطل نسخة 1994، كمدرب للمنتخب الكروي الأول من جديد، ليتولى حملا ثقيلا خلفا للمدرب السابق لويز فيليبي سكولاري الذي أهان سمعة بلاده بعد تعرضه للخسارة الأكبر للبرازيل في تاريخ المونديال وجاءت على أرضه في النسخة التي اختتمت مؤخرا، أمام ألمانيا 1-7 في الدور نصف النهائي. ويعود دونجا، البالغ كن العمر 50 عامًا، لقيادة البرازيل بعد أربعة أعوام من خروجه من الباب الخلفي، عقب إقصاء السامبا من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 على يد هولندا بالهزيمة بهدف لاثنين، والذي جاء عقب مواجهات مستمرة مع الصحافة البرازيلية. وفي حقبته الأولى مع المنتخب التي استمرت من أربع سنوات من يوليو 2006 وحتى يوليو 2010 والذي كان وصل إليه بدون خبرات سابقة كمدرب، نجح دونجا في الفوز مع الفريق بلقبي كوباأمريكا 2007 وكأس القارات 2009. لكن وبعد رحيله عن المنتخب، ظل دونجا بدون ارتباط مع أي نادي لثلاثة أعوام، قبل أن يتولى قيادة إنترناسيونال دي بورتو أليجري، الذي لم يكمل معه الموسم في 2013، ليقال بعد سلسلة من النتائج المخيبة. وسواء قبل ذلك أو الآن، لم يشك الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في وضع منصب هام كهذا بين يدي دونجا، رغم قلة خبرته التدريبية، لكنه يمتدح دائما خوضه ثلاث مونديالات مع المنتخب (1990 و1994 و1998) إضافة لكونه قائدا سابقا للسيليساو. فدونجا كلاعب خاض 166 مباراة مع الكناريا، وسجل 11 هدفا، ودائما كان يتميز بدوره كلاعب وسط مدافع، وكونه أحد العلامات المميزة للمنتخب. وساهم الدور القيادي الذي لعبه دونجا في الملعب بمونديال الولاياتالمتحدة 1994 بشكل كبير في تعيينه مدربا للمنتخب. ونجح دونجا في كسب احترام اللاعبين منذ توليه المنصب في 2006 لكنه كان يطبق سياسة حادة لا يقبل فيها بأي لاعب يخرج عن النص. ولأجل حماية الفريق، فرض دونجا لوائح نادرة الحدوث بالمنتخب البرازيلي، المعروف عنه انفتاحه بشكل كبير على الصحافة. كان دونجا يمنع الصحفيين من حضور العديد من التدريبات، وكان يخفض دخول الصحافة في مناسبات أخرى، ليخلق العديد من العداوات بينه ووسائل الإعلام في بلاده، التي كانت تحمله المسؤولية كاملة عند سوء النتائج أو عندما يرفض ضغوطها لاستدعاء لاعب بعينه. وكانت الصحافة البرازيلية والمشجعين قد انتقدوا دونجا قبل مونديال جنوب افريقيا لعدم استدعاءه نيمار، الذي كان وقتها يبلغ من العمر 17 عاما وبدأ في التألق بصفوف فريقه السابق سانتوس. واعترف دونجا اليوم خلال تقديمه بالمؤتمر الصحفي بأن عليه تحسين علاقته مع الصحافة، «أعلم أن عليّ تحسين علاقتي بالأشخاص والصحفيين. لكنني كنت أهتم في السابق بالتركيز في الملعب، ومن هنا جاءت النتائج». ودائما ما كان يعلن دونجا ولائه غير القابل للتغيير لمجموعته، التي عمل معها طوال أربعة أعوام، والتي حصد معها لقبين. ويتشابه دونجا في هذا الأمر مع سلفه سكولاري، الذي يسير أيضًا على نفس نهجه التكتيكي، وفي إعطاء الأولوية للنتائج أكثر من اللعب الجذاب. وتسبب هذا التقشف في اختيار وجوه جديدة للمنتخب في ارتفاع أصوات الاستهجان من قبل المشجعين ضد دونجا في العديد من المناسبات، وخصوصا طوال التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب افريقيا. ووضع فشل البرازيل في حصد ذهبية أوليمبياد بكين 2008 منصب دونجا في مهب الريح، حيث فاز المنتخب الكناري بالميدالية البرونزية، ليفشل مجددا في الفوز بالذهبية التي لاتزال غائبة عن خزائنه، لكن رئيس الاتحاد البرازيلي وقتها، ريكاردو تيكشيرا، جدد الثقة فيه ليستمر حتى مونديال جنوب افريقيا، قبل ان يخلفه مانو مينيزيس في الادارة الفنية للبرازيل لعامين، ثم تعود البرازيل لتعتمد على سكولاري في المونديال. وتردد اسم دونجا مؤخرا لقيادة المنتخب الفنزويلي، إلا أنه انتهى به المطاف ليقود دفة البرازيل من جديد، الذي يسعى للاستمرار معه حتى مونديال 2018 بروسيا، لكن عليه النظر أولا لبطولة كوباأمريكا 2015 التي سيواجه فيها منتخبات لاتينية برزت بشكل رائع في المونديال وعلى رأسها الأرجنتين الوصيفة وكولومبيا، بالإضافة لأوروجواي والإكوادور.
