قصة أول «علقة» في حياة «الشعراوي»

في حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي مجموعة من الطرائف والنوادر، التي لا يعرفها كثيرون عاشوا على سماع خواطره الدينية، التي شرحت معاني القرآن بأسلوب سلس وبراعة جذبت إليه «قلوب البسطاء».
مجلة «الهلال»، عام 1981، حاولت الوقوف على هذه النوادر، فكان حديثها مع «الشعراوي»، الذي كشف لهم قصة أول «علقة» يتعرض لها في حياته بسبب سورة «الشورى».
«أه لتلك الأيام جرجرتني للكلام عنها».. ينطقها «الشعرواي» في بداية قصته، التي يحكي عنها: «كان من العادة أن نقرأ اللوح مصححًا قبل حفظه، والتصحيح يتم بمساعدة المصحح أو العريف مساعد سيدنا الشيخ في الكتاب، واللوح هو ما يجب على الطفل حفظه من آيات القرآن الكريم ثم نعاو تسميع ما حفظناه للشيخ».
و«الشعراوي» مولود في قرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، عام 1911، وكان الولد البكر لأبيه، الذي وهبه للعلم والدراسة في الأزهر الشريف.
ويسرد حكايته، فيكشف أنه قرأ «اللوح» دون تصحيح، موضحًا: «الذي حدث أننا لم نصحح في إحدى المرات ما سوف نحفظه، ثم علم الشيخ بهذه الواقعة، فانتظر إلى اليوم التالي وطلب مني أن أتلو عليه ما حفظت».
ويمضي قائلًا: «كنت قد حفظت الآية كم اكتبها في اللوح بما فيها من الخطأ هكذا (حم عسق)، ولم أقرأها مثل نطقها سماعًا، وبسبب (عسق) عرف الشيخ أنني لم أصحح قراءة القرآن، لأن قراءته تختلف عن الشكل المكتوب به».
ويوضح «الشعراوي» ل«الهلال»: «انظر إلى قوله تعالى في سورة البقرة (أ. ل. م)، وانظر إليها في سورة (ألم نشرح لك صدرك)، فهي تختلف في السورة الأولى عنها في الثانية، رغم أن مكونات (ألم) في كل منهما واحدة».
ويرسم صورة أول «علقة» تنال منه في حياته، بقوله: «بسبب الخطأ الواضح في القراءة حملني الشيخ إلى أعلى وألقى بي إلى الأرض، ثم عاود الكرة مرات ومرات، وأنا أصرخ وأستغيث، وليس هناك منقذ ولا مغيث إلا إرهاقه وتعبه ونفسه».
وخرج «الشعراوي» بحكمة أفادته في حياته بسبب «العلقة الساخنة»، التي تصفها «الهلال»، موضحًا: «عرفت فيما بعد أنه لهذا السبب نزل القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم مسموعًا ولم ينزل مكتوبًا، وهذا إعجاز من إعجاز القرآن، وإعجاز من رسول الله بعد أن سمعه وهو الأمي من جبريل عليه السلام (إن هو إلا وحي يوحى)».