يشارك الفنان هيثم أحمد زكي، في الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، بمسلسل «السبع وصايا» للمؤلف محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي، والذي يؤدي فيه شخصية «منصف»، وهو الدور وصفه ب«الصعب والمركب». وكشف «هيثم» في حواره ل«المصري اليوم» عن سر غيابه لثلاث أعوام كاملة، حيث أرجع السبب في ذلك إلى فشل أول أعماله «البلياتشو» الذي أبدى ندمه على المشاركة فيه، لما طاله من هجوم بسببه. ما هو دورك في مسلسل «السبع وصايا»؟ أشارك بشخصية مختلفة وصعبة من حيث الأداء والتركيبة، تتمثل في شخصية «منصف»، وهو إنسان ملئ بالطمع والجشع والشر «مالوش عزيز، وقلبه ميت»، ويتسم بدهاء وذكاء يساعده على الوصول إلى أي شئ، وقد ظهرت ملامحه في أولي الحلقات التي عرضت، فهو تركيبه معقدة أجهدتني نفسيًا لتقمصها. كيف استعديت لأداء هذا الدور؟ رسمت تاريخ الشخصية وأبعادها، من حيث الشكل والبناء الجسماني والسلوك وأسلوبها في الحديث، بداية من الطفولة وإلى الشباب، فهو شخصية ذات نظرات أشبه بنظرة الثعبان، وعلى الرغم من شره إلا أنه يستدعي الشفقة ونجح في كسب تعاطفي، خاصة وأنه تربي بشكل غير سوي على يد أب يعامله بعنف ويناديه باسم أمه التي يعتبرها غير محترمة. ما هي «السبع وصايا»؟ هي أمر سيكتشفه الجمهور من خلال متابعة حلقات المسلسل، الذي يدور حول 7 أشقاء ترك لهم والدهم بعد وفاته سبع وصايا. المسلسل صعب في كل مراحل صناعته من الكتابة للتمثيل، ويتطلب مجهود ويحتاج إلى مجهود فنى مضاعف، لأنه يركز على النفس البشرية التي ليس لها حدود فى التفكير أو الشر، وعلى الرغم من أي مصاعب أنا سعيد بالتعاون مع المبدع المؤلف محمد أمين راضي والمخرج الرائع خالد مرعي. لماذا وافقت على تقديم شخصية قد يكرهك الجمهور بسببها؟ هذه النوعية من الشخصيات تستهوي الفنان لأنها مليئة بالتفاصيل، وكره الجمهور للشخصية يعني تصديقه لها ونجاحي في تجسيدها، وأعتبر هذا الدور يمثل نضجي وخبرتي في اختيار الأدوار، وهي الخبرة التي جاءت بعد أن فشلت في أولى بطولاتي في فيلم «البلياتشو» الذي لا يعبر عن بداياتي، فأنا نادم على هذه التجربة «السيئة» بكل المقاييس، خاصة وأنهم استغلوا فيها عدم خبرتي، مما تسبب في إصابتي بالإحباط لثلاث سنوات، وعلى الرغم من ذلك فقد أعطتني الفرصة للقيام بأدوار مهمة في مسلسلات «الجماعة» و«كف القمر» و«دوران شبرا». وهل يتسبب فشل عمل فني في اختفاءك 3 أعوام؟ هوجمت وقتها من كل وسائل الإعلام بشراسة، وحاسبوني كأن لدي تاريخ فني كبير، لكنني كنت مؤمنًا بمقولة الفنان عمر الشريف«لولا الفشل، لم يكن هناك نجاح»، ولو أنني نجحت في تجربة «البلياتشو» لكنت استمريت «بطل» مرة ينجح له عمل له ومرات يفشل، ولا أعود للأدوار الصغيرة التي تبني النجومية الحقيقة وتترك بصمة مع الجمهور، و«يفوتني أدوار حلوة». وأنا رجعت الآن السوق بعد أن تعلمت وعرفت أنه لابد على الفنان اختيار المخرج والمؤلف والمنتج الذين يتعاون معهم، والابتعاد عن الوسط جعلني أرتب أوراقي وأعود بقوة، وإن شاء الله سأكون في الأيام القليلة المقبلة من نجوم الصف الأول، لأن لدي إصرار على النجاح. معني ذلك أن لا تعتبر دورك في فيلم «حليم» بدايتك الفنية؟ «حليم» حالة خاصة وله ظروف مختلفة بسبب وفاة والدي قبل استكماله، وبعد وفاته بأسبوع بدأت عمل «casting» للدور لاستكمال ما تركه أحمد زكي، وأتحدى أي فنان في الوطن العربي أن يستطيع استكمال «حليم» بعد أبي، لهذا لو كنت حققت نجاح 5% فقط في تجسيد الشخصية فأنا اعتبر ذلك إنجاز منقطع النظير، لأني لم يكن لدي وقتها أي فكرة عن الوقوف أمام الكاميرا. لماذا تبتعد عن «شليلة» الوسط الفني؟ علاقاتي الإنسانية تظل في نطاقها السليم، ولا أعرف أن أتقرب من أحد لأجل مصلحة لأني «مش مستني حاجة من حد»، واعتدت منذ الصغر على أن الناس هي التي تريد التقرب مني من بسبب والدي. وبالنسبة للإعلام، فأنا لا أحب الظهور أجل الظهور فقط والتحدث في المطلق، فلابد أن يرتبط وجودي بعملي، كما أنني «مبعرفش أذوق الكلام»، لذلك أفضل الابتعاد. هل دخولك الوسط الفني كان برغبة منك؟ لم أكن مستعد لذلك، وكنت طالب جامعي «باخد مصروفي من والدي» وبعد وفاته أصبحت مسؤولاً عن عمل فني كبير، ومطلوب أن أبدع وأنجح، وتعامل النقاد معي كنجم كبير لديه خبرة والمفروض أن يحاسب فلم يرحموني، كنت داخل أمثل والناس «ماسكالي السكاكين»، بجانب عدم وجود منتج يعرف يصنع نجم. ماذا تقصد بان المنتج لا يعرف يصنع نجم؟ ليس لدينا منتجين بمصر لديهم ملكة صناعة النجم، لكنهم يستطيعوا أن «يموتوا نجم لديه موهبة»، والنجم هنا هو الذي يصنع نفسه بيده، والنماذج على ذلك كثيرة مثل عادل إمام وأحمد ذكي، ومن الشباب تامر حسني وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز، فجميعهم يفكروا ويخططوا لنجاحهم ويشرفوا علي كافة التجهيزات، أما المنتج ينتظر الفنان عندما يكون نجمًا ويلفت نظر الجمهور كي يتعاون معه، ولا يبذل مجهود لصناعته. لماذا ينصبّ تركيزك على التليفزيون، أين مشاريعك السينمائية؟ «أنا مش قاعد بمزاجي»، بعد ثورة 25 يناير اقتصر الإنتاج على شركات معينة، تتحكم في الإنتاج السينمائي وينتجوا نوعية أفلام بعيدة عن اختياراتي الفنية، لذلك توقفت عن المشاركة في أي عمل سينمائي، كما فعل كثير من «الفنانين الحقيقيين» الذين اتجهوا إلى الفيديو، لحين فتح المجال السينمائي مرة أخرى. ما رأيك في هذه النوعية من الأعمال السينمائية؟ لا أستطيع انتقاد أفلام زملائي سلبًا أو إيجابًا، لكن هذه النوعية من الأعمال مطلوبة، والدليل نجاحها تجاريَا، ولكن لا أستطيع المشاركة في أحدها. ما رأيك في إيقاف عرض عمل سينمائي بقرار حكومي؟ أنا مع حريه الإبداع وضد أي عمل يسئ للأخلاق، ولم أر فيلم «حلاوة روح» كي أحكم عليه، لكن بشكل شخصي أركز دائمًا فيما أقدمه، وهل يليق أن يشاهده أهلي أم لا، بصرف النظر عن فكرة المنافسة التي هي من الأساسا بعيدة عن تفكيري، فأنا دائما أنافس نفسي. ما رأيك في حال البلاد الآن؟ عندي أمل كبير في أن تتحسن البلد، لأننا «اتخنقنا». وأتمنى إن الناس «تبطل كلام في السياسة، ومشاهدة التوك شو، وتنزل تشتغل علشان البلد تمشي، بعد ما كانت على وشك الانهيار».