لافتات مؤيدة «للفريق السيسى»، صور «للمشير عبدالفتاح السيسى»، صور لمحمود بدر مؤسس حملة «تمرد» مع المرشح السيسى. ولافتات تقول «الصحفى عمرو بدر يؤيد حمدين صباحى»، وتكاتك تجوب المنطقة تعلوها ميكروفونات تبث دعاية للمشير عبدالفتاح السيسى. لعدة أيام قبل بدء التصويت الفعلى فى معركة الانتخابات الرئاسية لفّت هذه الأجواء محيط منزل الصحفى عمرو بدر، العضو البارز فى حركة كفاية، التى واجهت لسنوات مد التوريث الذى تبناه نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والسياسى الناصرى المعروف، ومسؤول اللجنة الإعلامية بحملة صباحى. يقطن عمرو بالقرب من منزل شقيقته وأبنائها بشارع بورسعيد بمدينة شبين القناطر التابعة لمحافظة القليوبية، والذى تنطلق منه جميع فعاليات واجتماعات حملة حمدين صباحى بمدينة شبين القناطر. لم يتمكن عمرو بدر من الإدلاء بصوته فى اليوم الأول للانتخابات نظرًا لمتابعته غرفة عمليات الحملة طوال اليوم، إلا أنه استعد فى اليوم الثانى للاقتراع والإدلاء بصوته داخل لجنته الانتخابية بمدرسة الجمهورية بمدينة شبين القناطر. يحظى عمرو، المرشح السابق لانتخابات مجلس الشعب 2011 عن دائرة شبين القناطر، بشعبية جيدة فى المدينة، مكنته من التواصل مع المواطنين وإقناعهم بالمرشح الرئاسى حمدين صباحى والمشاركة فى حملته الانتخابية السابقة التى حصل فيها على 11 ألف صوت «بأقل الإمكانيات»، على حد وصفه. بإمكانيات مالية متواضعة خطط عمرو لحملة حمدين فى شبين القناطر بحيث تعتمد على الشباب الأصغر من أجيال العشرينيات. تراهن الحملة- بحسب رؤيته- على المستقبل، وتتواصل بشكل فعال مع الشباب الذين يرون حمدين صباحى ممثلا للثورة ومطالبها، «لأن حملتنا قائمة على الثورة وهذا هو الهم الأكبر». يرى عمرو بدر أن السباق الانتخابى فى 2014 أصعب من انتخابات 2012، ويُرجع ذلك إلى «إعلام مبارك» الذى يحشد فى اتجاه تيار معين. «الإعلام بيروج لفكرة المُخلِّص أكثر من ترويجه للبرامج الانتخابية، وكان ذلك فعّالاً مع الأجيال الأكبر سنًا». منذ بدء ماراثون الانتخابات الرئاسية انقسمت أغلب البيوت المصرية بين مؤيد للسيسى ومؤيد لحمدين ومقاطع، والاختلافات أثرت على العائلة بشكل أو بآخر وظهر ذلك جليا فى حملات المرشحين فى المدينة الصغيرة. يقول عمرو بدر إن حركة تمرد «حركة ضمير بدأت بحلم الخلاص من حكم الإخوان ووصلت لهدفها بعد معركة بفضل الشعب مصرى فقط وليس بفضل أحد، وكنت أرى أن دور الحملة يجب أن ينتهى بتحقيق الحلم، إلا أن هناك بعض الأعضاء قرروا الاستمرار وانتهت تمرد بالانقسام بين فريقين أحدهما يساند حمدين والآخر يساند السيسى». إلا أنه يرى أن هذا الانقسام صحى ومناسب للمرحلة الحالية، ويرى أن التنوع الفكرى والسياسى ظاهرة طبيعية «لأن تمرد لم يكن لها برنامج أو مخطط لكى تتحول لحزب، وبالتالى فالانقسام طبيعى». أما بالنسبة لتناول وسائل الإعلام وجود خلاف عائلى بين عمرو ومحمود بدر، فقال: «أنا معنديش أى مشكلة عائلية أو إنسانية مع عائلتى. أنا مختلف سياسيًا جداً مع محمود بدر»، وأضاف أنه لم يلتق مع محمود بدر فى أى موقف سياسى بعد 3 يوليو 2013، لكن على المستوى العائلى «العلاقة طيبة، وعائلتى متماسكة وموحدة، والظروف شاءت أننا نكون شخصيات عامة والخلاف مادة مغرية صحفياً، ولكن أنا لست ضد نشر هذا صحفيا ولكن ضد استغلال الأزمة بشكل سيئ». ينوى عمرو بدر ومحمود بدر خوض انتخابات مجلس النواب عن دائرة شبين القناطر، ويرى البعض أن خوض اثنين من نفس العائلة الانتخابات فى دائرة واحدة هو محاولة لحصول العائلة على كرسى فى البرلمان بأى شكل. يقول عمرو: «خضت انتخابات الشعب فى 2011 وحصلت على 11 ألف صوت بإمكانيات ضعيفة، وكان الطبيعى استكمال المشوار فى الانتخابات القادمة للبناء على ما حققته». عمرو بدر لم يقف وحده فى المعركة الانتخابية بل تقف إلى جواره دائما زوجته نهى رفعت الصواف، عضو حملة المرشح الرئاسى حمدين صباحى فى انتخابات 2012 و2014، التى تتولى حشد نساء شبين القناطر للتصويت لحمدين، والتى ترى أن نسبة التصويت هذه المرة ضعيفة جدا عن باقى الاستحقاقات الانتخابية السابقة إلا أن مشاركة النساء أكبر من الرجال.