■ زمان من شوية كتير كده.. تعرفت على ما يطلق عليه مناظرة.. كان فى بدايات عصر الفيديو بالنسبة لنا.. كانت هناك مناظرة بين قس أمريكى اسمه جيمى سواجارت وبين داعية إسلامى هندى عايش فى جنوب أفريقيا اسمه الشيخ أحمد ديدات، وكان متخصصاً فى المقارنة بين الدين الإسلامى والمسيحى.. كان عنوانها: «هل الإنجيل كلمة الله؟». ■ هذه المناظرة انتشرت بين الناس كالنار فى الهشيم، وكان الحصول على شرائطها الفيديو من الصعوبة بمكان.. ■ المهم حصلت على هذه الشرائط وجلست أشاهد المناظرة وشوية شوية الدم طلع فى نافوخى وابتديت اتزرزر وضغطى عِلى وعضيت على نواجذى لحد ما بقيت من غير نواجذ.. وبما إنى ماكانش فى دايرة اهتمامى أعقد مقارنات بين الأديان وقانعة بعقيدتى ودينى زى ما أنا محترمة عقيدة ودين أى حد تانى، فلم أجد أى جدوى من مشاهدة هذه المناظرة التى زعببت كرات دمى الحمراء والبيضا والفحلقى معا.. ■ ثم مرت السنون وشاهدت عدة مناظرات بين أوباما وماكين، وأوباما ورومنى، وأوباما وعبسيميع.. كمية مناقرات وتحديات.. فى الأول تشعر إنك بتحضر ماتش تنس.. مرة دماغك يمين بتسمع الأفندى ده.. ثم مرة شمال بتسمع الأفندى دوكها.. وعامل نفسك فاهم قوى اللى بيقوله دوّن أو دوكهوه.. وحقيقة الأمر إنك ممكن تقتنع برأى الاتنين وتحتاس تختار مين.. اللهم إلا إذا كان هناك ميل عاطفى سببه الكاريزما ولا حاجة.. أو فكرة مسبقة أو انتماء حزبى.. لكن فى الآخر.. المقدر والمكتوب بيحصل.. لكن فى الآخر بيتحول ماتش البينج بونج ده إلى ماتش مصارعة ديوك.. والخساير تبتدى بقى.. ■ ثم جاءت المناظرة الأخيرة اللى قسمت ظهر البعير والتى كانت بين المرشح الرئاسى عمرو موسى والمرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح.. والتى انتهت بأن حمل كل منهما متاعه ورحل عن أرض المنافسة وتوكل على الله.. ■ من ساعتها وأنا فكرة المناظرة لا تجد لدى أى قبول.. كل واحد بيقول حاجات واضعا فى رأسه أن يهزم الآخر ويقول عكس كلامه ويطرح أفكارا قد لا تكون واقعية ولا قابلة للتحقيق.. وقد تخرج من أفواههم وعود لحظية كردود على الأسئلة المحرجة التى تلقى إليهم فى شبكة صيد الأخطاء.. م الآخر.. إجراء غير مقنع ولا له تلاتين لازمة من وجهة نظرى.. وكويس إن المرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى لم يلتقط هذا الطعم.. ■ إحنا مش داخلين ماتش بينج بونج.. إحنا عايزين نسمع كل واحد بيتكلم على رواقة ويفسح عما فى صدره ويقولنا كلام حقيقى واقعى عشان نصدقه مش عشان يعمل بيه سكور.. ومش عشان بيعملوا مناظرات بره يبقى نقلدهم وخلاص.. اتضح إننا بنستورد منهم حاجات كتير قوى تلبسنا فى الحيط وخلاص.. ■ مواطنة كاتبة على حسابها الشخصى «من غير ضرب والنبى.. أنا أرحب بالتوقيت الصيفى»!!.. ليه بقى؟؟.. لأن الحكومة أعلنت عن عودة التوقيت الصيفى يوم الخميس مع توقفه فى رمضان.. قوم الدنيا هاجت وماجت واترشمت تعليقات معارضة لهذا الإجراء التعسفى اللى أنا مش فاهمة وجه تعسفه فين.. وبدأت الناس تدخل لبعضها تحديات وتريقة وشوية شوية اتزعرروا جامد وابتدوا يشتموا بعض!!!.. مفيش علماء نفس يفسرولنا الظاهرة دى.. الناس بتقفش على كل حاجة كده ليه؟.. وإيه حالة الفراغ المرعبة دى؟؟.. ■ بجد لا أفهم ما سر هذه الحمى التى تصيب الناس وتجعلهم يختلفون على حاجات تافهة كده.. ماله التوقيت الصيفى؟.. ما هو حلو وحايطول اليوم ويوفر شوية كهربا.. إيه المشكلة يعنى؟.. ولهذا فهمت لماذا السيدة المحترمة أرادت أن تعبر عن رأيها محاولة تحاشى الأذية.. ■ بتاريخ الأربعاء 9 إبريل 2014 قرأنا خبرا عنوانه «قوات الأمن تلقى القبض على أحد العناصر الإرهابية اعتاد تفجير نفسه بكفر الشيخ».. شعرت بالإعجاب الشديد بهذا الولد العفريت المتعود دايما على تفجير نفسه.. واد سوبر ماريو قوى.. كل يوم تصدر له التعليمات بتفجير نفسه.. فيسجل الأوامر والموعد والمكان ويقوم جايب واحد من الأحزمة الناسفة اللى معلقهم فى الدولاب مع القمصان أو مطبقهم فى الدرج مع الشرابات.. ويقوم لافف نفسه بيه ونازل على الشغل.. مراته تسأله «رايح فين يا كلعلس؟».. «رايح أفجر نفسى وجاى على طول.. علقى عالملوخية وسيبى الطشة لحد مارجع».. يذهب إلى موقع التفجير ويقوم قايل البُقين بتوع الانتحاريين دول وهوبا تيتو مامبو دايس على زر التفجير.. مع تمام المهمة وإثارة الذعر وأثناء ما الناس تتلم على الحدث عشان يصوروه بالموبايل هو يقوم فى الخباثة ويلم أشلاؤه المتناثرة ويستفها فوق بعض أى كلام ويحجل لحد البيت.. يدخل على الولية وهو مكعبل فى نفسه كده.. «إنت جيت يا كلعلس؟.. طب حاطش الملوخية على بال ما تدخل الحمام تحط بعضك فوق بعضك.. الحق فيه ورك وقع منك فى الطرقة».. يدخل الراجل ويعيد ترتيب نفسه عائدا إلى هيئته الانتحارية التقليدية ثم يخرج ليتحدث إلى القيادة: «آلو.. أيوه يا أخى المناضل المقاتل الإرهابى العتيد.. لقد تمت المهمة بالتمام والكمال وقد فجرت نفسى تفجيرة النهاردة وكله قشطة.. نعم؟؟.. لأ انفجرت إلى 48 حتة.. ليه يا شيخ؟.. مش حاتصرفولى المكافأة ليه؟.. متفقين على خمسين؟.. طب ماهما كانوا خمسين بس فيه حتتين طاروا مش لاقيهم.. دقنى اللى كانت واصلة للباليبى شاطت فى الحريقة.. و.. و.. ياللا العوض على الله بقى.. أنا حابيّت نفسى فى الردّة يومين وحابقى أنبّت تاني».. ■ أهو سيناريو هزلى مر بنافوخى اللى بقى عامل زى اللبخة اللى كانوا بيحطوها للعيال ورا ودانهم لما يجيلهم داء الغدد من كتر اللى الواحد بيشوفه.. ■ اللهم بلغنا يوم الانتخابات بقى.. أحسن هرمنا هرمانية جامدة موت.. [email protected]