أصيبت المناطق الصناعية فى المحافظات بحالة من الكساد الشديد والانهيار عقب ثورة 25 يناير 2011، بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة التى عانت منها البلاد، فى ظل الانفلات الأمنى وقطع الطرق والاحتجاجات العمالية، وعدم قدرة رجال الأعمال والصناعة على مواجهة أزمة السوق، ما جعل مصير عشرات الآلاف من العمال فى مهب الريح. ورصد تقرير صدر حديثاً لدار الخدمات النقابية والعمالية إغلاق 4500 مصنع وشركة فى 74 منطقة صناعية، منذ ثورة يناير 2011 حتى يناير الماضى، ما تسبب فى تسريح آلاف العمال فى هذه المناطق الصناعية بسبب الإغلاق الكلى أو الجزئى. فى الإسكندرية، شهدت المحافظة العام الماضى إغلاق نحو 180 مصنعاً فى المناطق الصناعية ببرج العرب بسبب مشاكل مالية مع البنوك، وأغلق عدد من المصانع التى فشلت فى مواجهة تزايد أسعار الخدمات الأساسية وانخفاض مستوى الأمن بالمناطق الصناعية، ووصلت أزمات عدد كبير منها إلى المحاكم، مثل شركات الأسمنت، وبعضها للنيابة مثل «فرج الله» و«الكاوتش الإيطالية». قال المهندس هانى المنشاوى، رئيس اتحاد الصناعات الصغيرة والمتوسطة، أحد المستثمرين ببرج العرب، إن المستثمر يحتاج إلى من يسانده ويدعمه من جانب الدولة، فى ظل الظروف الحالية، خاصة أن رأس المال جبان، ويحتاج إلى استقرار وتخطيط ورؤية طويلة الأجل. وأضاف أن الإسكندرية بها 3 مناطق صناعية هى: مرغم، ومدينة الحرفيين بمراحلها الثلاث بمحرم بك بالإضافة إلى تجمعات صناعية أخرى غير مخططة فى محرم بك أشهرها الجمهورية والدريسة، أما المنطقة الصناعية الأشهر فتوجد فى مدينة برج العرب، وكانت واعدة فى بداية إنشائها فى أواخر الثمانينيات، لكنها تواجه مشكلات كثيرة الآن أولاها عدم توفر العمالة المدربة والمبالغة فى رسوم منطقة الترانزيت فى حالة تأخر عمليات الشحن والتفريغ. وتعد القليوبية من أهم المحافظات التى توجد بها مدن صناعية أهمها شبرا الخيمة والعبور والخانكة وقليوب، وأصابها ما أصاب باقى المحافظات من ظروف اقتصادية طاحنة، تهدد بإغلاق 400 مصنع وتشريد عشرات الآلاف من العمال فى عدد من المصانع وشركات القطاع الحكومى العام والخاص فى شبرا الخيمة وحدها، وفق ما أكده المهندس طلعت التلاوى، القيادى العمالى بالمؤسسة العمالية بشبرا الخيمة، مشيراً إلى أن نحو 130 ألف عامل تم تشريدهم بسبب بيع أو تصفية الشركات والمصانع. وأكد بركات طنطاوى الحديدى، أمين عام النقابة العمالية، أن هناك 400 مصنع مهددة بالتوقف فى القطاع الخاص، مشيراً إلى أن عدداً آخر من الشركات والمصانع تم إغلاقها بالفعل، ومنها «إسكو والقاهرة للمنسوجات والقاهرة للصباغة والحديد والصلب، وميتالكو»، التى تمت تصفية نصف عمالها، و«الهندسة» أصبح بها ربع العمالة، و«ياسين للزجاج» التى يوجد بها 100 عامل فقط. ولم يختلف الوضع فى باقى المحافظات سوءاً عن المحافظات السابقة، حيث ذكر تقرير مؤتمر عمال مصر الديمقراطى ودار الخدمات النقابية والعمالية أن مدينة المحلة الكبرى تضم أكبر تجمع صناعى للغزل والنسيج ب1200 مصنع، يعمل بها 300 ألف عامل، أغلق منها خلال العامين الماضيين 43 مصنعاً. ورصد التقرير أن 50٪ من مصانع مدينة السادات تعانى من عدم القدرة على الاستمرار، وأن 75 مصنعاً توقفت كلياً من إجمالى 525 مصنعاً بالمدينة، التى تضم 60 ألف عامل، برأسمال 5 مليارات جنيه، وحجم إنتاج سنوى 4 مليارات، وأن حوالى 15 ألف عامل تم تشريدهم بعد أن فقدوا عملهم بها حتى ديسمبر 2012. وذكر أن مدينة العاشر من رمضان بالشرقية شهدت إغلاق 159 مصنعاً، وأن 70 مصنعاً انخفض إنتاجها، وفى طريقها للإغلاق، بالإضافة إلى إغلاق 25 مصنعاً بمنطقة الكوثر الصناعية، بسوهاج، ما تسبب فى تشريد 7 آلاف عامل.