انتخابات العراق.. ثلاثية الإرهاب والفساد والطائفية

تجرى الانتخابات البرلمانية العراقية بعد غد وسط صراع محموم على السلطة والنفوذ، بين مختلف القوى السياسية، كأول اقتراع يجرى بعد الانسحاب الأمريكى، وتظل التهديدات الإرهابية والتهميش السياسى والفساد أبرز الأزمات التى تحكم المشهد السياسى العراقى، بين أغلبية شيعية بقيادة رئيس الوزراء نورى المالكى،
تسعى إلى الاحتفاظ بالسلطة مستفيدة بدعم إيرانى غير مسبوق، واللعب على وتر الطائفية ومحاربة الإرهاب للإمساك للبقاء فى الحكم، وطائفة كردية تسعى لاستغلال الانتخابات لتعزيز مشروعها الانفصالى وأقلية سنية تجد نفسها ضائعة فى ظل التنافس الإقليمى المحموم على العراق، ليظل خطر الإرهاب الأسود والفساد والمحسوبية وتردى الخدمات والتهميش لغالبية الفئات العراقية هو المشهد الذى يهيمن على الساحة السياسية العراقية.
الإرهاب التحدى الأكبر.. والأمن أهم الأولويات
ضباط عراقيون وسط أثار انفجار استهدف مركز شرطة
يستعد العراقيون للتصويت فى الانتخابات البرلمانية، المقررة بعد غدٍ، والتى تُعد نقطة فاصلة فى تاريخ بلادهم كونها الأولى منذ الانسحاب الأمريكى، فيما يكافح العراق لتجنب الانقسام وسط تصاعد العنف والهجمات شبه اليومية والشلل السياسى. ويستبعد مراقبون أن تكون تلك الانتخابات بوابة لاستقرار العراق، بل يخشون أن تصبح شرارة لحرب أهلية جديدة فى حال أسفرت عن فوز رئيس الوزراء، نورى المالكى، المرفوض من قبل شرائح واسعة من العراقيين، بولاية ثالثة. المزيد
الطائفية.. سلاح المالكى للاحتفاظ بكرسى السلطة
نورى المالكي ، رئيس الوزراء العراقي
يتوجه 20 مليونًا و437 ألف عراقى إلى صناديق الاقتراع، بعد غد الأربعاء، لانتخابِ 328 نائبا من بين 9032 مرشحا لعضوية مجلس نواب جديد، على أمل أن يخرج العراق من محرقة الطائفية التى تلتهم أرواح العراقيين وموارد الدولة وأركانها كل يوم.
ورغم آمال العراقيين لمواجهة آلامهم، يقلل الكثيرون من سقف طموحاتهم، بسبب استمرار الخريطة السياسية ذاتها، حيث النخبة السياسية نفسها، وسيطرة الكتل الحزبية نفسها، والتى تتبنى برامج طائفية وقبلية، وتقيم ائتلافاتها على أسس طائفية تكرس اختلال العملية السياسية. المزيد
الفساد عنوان الحكم.. والاقتصاد يحتضر
عراقيون يتظاهرون ضد فساد الحكومة
«رائحة الفساد تزكم أنوف الناخبين والمرشحين فى العراق».. هكذا يتحدث العديد من الخبراء السياسيين عن المشهد السياسى قبيل الانتخابات، وتأخذ هذه القضية مساحة واسعة من وسائل الإعلام العراقية التى تتحدث عن الفساد المستشرى فى الإدارات المحلية بالمحافظات، والفساد المالى والإدارى فى جميع الوزارات.
وبدأ الحديث عن الفساد فى العراق قبل انتهاء السنة الأولى من عمر الاحتلال الأمريكى للبلاد، ووجهت حينها اتهامات إلى الحاكم الأمريكى، بول بريمر، بتبديد أكثر من 8 مليارات دولار، ومنذ ذلك الحين والحديث لم يتوقف عن وجود فساد فى مختلف الدوائر والوزارات، وتبنى مؤخراً قياديون فى البرلمان العراقى حملة واسعة داخل البرلمان لفضح ما وصفوه ب«أكبر عمليات فساد فى تاريخ العراق». ويشغل الحديث عن الفساد الذى يسيطر على الاستحقاق الانتخابى حيزا كبيرا فى الفضاء السياسى لأن الافتقار إلى الشفافية وانتشار الفساد، قوضا الثقة فى العملية الديمقراطية، بينما يواجه العراق هجمات مسلحة متزايدة للقاعدة. المزيد
القوى الخارجية.. وقود يشعل الأزمات الثلاث
قوات عراقية تعتقل أحد عناصر «داعش»
تأتى الانتخابات العراقية المقبلة فى وقت تعانى فيه بلاد الرافدين من حالة سيولة شديدة على المستويين الأمنى والسياسى، فى ظل تصاعد ظاهرة الانفلات الأمنى بصورة أعادت إلى المشهد العراق خلال السنوات المعدودة التى تلت الغزو الأمريكى عام 2003، فضلا عن عدم وضوح شديد فى المشهد السياسى والتحالفات الانتخابية والسياسية، وما يفاقم من هذه الظاهرة الضبابية تحالف العديد من الأطراف المحلية مع قوى إقليمية التى تدعم وتوجه.
وتعد القوى الشيعية هى القوى الأكثر إثارة للجدل فى هذا الإطار من خلال علاقات وثيقة تربط العديد من أطرافها بإيران تحديدا، وهو ما اتضح جليا من خلال التقارير الأمنية الكثيرة التى تتحدث عن تورط بعض مقاتلى جيش المهدى العراقى الموالى للزعيم الشعيى، مقتدى الصدر، فى الحرب الدائرة فى سوريا، بالتعاون مع إيران وحزب الله والنظام السورى، فضلا عن الموقف العراقى الرسمى الذى يتجنب توجيه انتقادات للنظام السورى. المزيد
الانتخابات.. بوابة المرأة العراقية لإنهاء التهميش
لافتات دعائية لمرشحات فى الانتخابا ت
فى ساحة اعتاد أن يسيطر عليها الرجال، تسعى المرأة العراقية لانتزاع أكبر عدد من مقاعد البرلمان فى الانتخابات، ليس فقط سعياً لحل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التى تهدد استقرار البلاد، وإنما بحثاً عن حقوقهن الضائعة التى تصدرت برامجهن الانتخابية.
المشاركة النسائية القياسية فى الانتخابات هى المشهد اللافت والأعلى منذ 10 سنوات، وبلغ عدد المرشحات 2607، بما يعادل 30% من إجمالى المرشحين البالغ 9033 مرشحاً. وقالت أنعام عبدالمجيد، إحدى المرشحات «لم أتوقع أننا سنقاتل يوماً فى سبيل حقوق المرأة فى هذا البلد»، مضيفة «أردت أن أحارب من أجل تعليم وخدمات وحياة أفضل، لكننا فى مأزق كبير، والأولوية هى للخروج من هذا المأزق». المزيد