زوجة هانى جرجس: «سافر بعد فرحنا بشهرين ومش عارفة هاقول لابنى أبوك فين»

«أروح فين وآجى منين وأجيب لابنى أب منين».. تساؤلات محمولة بالمرارة، عبرت نيفين راضى، زوجة هانى جرجس حبيب، أحد ضحايا مذبحة ليبيا، عن مأساتها.
وقالت: «حملى كان تقيل، أبوه مشفهوش، وكان نفسه يشوفه، وتزوجت هانى منذ حوالى عام تقريبا، ولم يمكث معى طويلا، حيث سافر بعد الفرح بشهرين، بعد أن علم بحملى، وقال لى إنه سيتوجه بحثا عن لقمة العيش مع أقاربه بدولة ليبيا، حتى نوسع على أنفسنا فى المعيشة».
وأضافت نيفين: «قبل الواقعة خرج ليحجز طيران، بعد علمه بقرب وضع ولدنا الذى اتفقنا على تسميته (تواضروس)، علشان الطريق البرى مش مضمون، وبينزّلوا الناس النصارى فى الطريق وبياخدوا فلوسهم، وقال هجيكم علشان أشوف (تواضروس) ولدى، ومش عارفة هاقول لولدى أبوه راح فين».
وتابعت: «ظللت فى حالة من الذهول غير متخيلة ما حدث، وجلست منهارة فى البكاء بين عشرات النساء فى الطابق الثانى من منزل العائلة، والجميع حولى، يصبرنى بكلمات العزاء، لكن يا حسرتى حملى تقيل، أروح فين وآجى منين؟». وجلست والدة هانى وشقيقه، اللذين لقيا مصرعهما فى المذبحة، تتمتم بكلمات غير مفهومة، حزنا منها على فلذتى كبدها، وتقول: «لو عطونى أموال الدنيا كلها مش هيعوضنى ولادى، اللى ماتوا فى ليبيا وهم بيبحثوا عن لقمة العيش، وبيكدوا على ولادهم».