والد ضحيتين ب«مذبحة ليبيا»: «خسرت ولادي الاتنين.. إرادتك يارب»

جلس جرجس حبيب، 70 سنة مزارع، داخل سرادق العزاء المقام لستة أقارب من ضحايا حادث ليبيا بنجع مخيمر بمركز المراغة، في انتظار وصول جثماني نجليه «ندهي» 26 سنة، و«هاني» 24 سنة، اللذين افتقدهما معًا في الحادث.
الأب المكلوم جلس محدقًا بعينيه في سقف سرادق العزاء في حالة ذهول غير مصدق لما حدث، وقد اصطف حوله عدد من أبناء النجع، مسلمين ومسيحيين، لمواساته وتعزيته ودعوته للصبر على قضاء الله.
«جرجس» لم يردد سوى: «حرام اللي حصل ده.. خسرت ولادي الاتنين أجيبهم منين.. إرادتك يارب ده إحنا غلابة»، لكنه حمد الله على سلامة ابنه الثالث «حسني» الذي نجا من الحادث وكتب له القدر حياة جديد نظرًا لكونه في سكن آخر بعيدًا عن شقيقيه.
قال فرج جرجس، 30 سنة، عامل، شقيق القتيلين: «أشقائي ندهي وهاني وحسني، سبق لهم السفر أكثر من مرة للعمل في ليبيا وهم ضمن العمالة المنتظمة هناك ويعملون بعقود في مجال المعمار وآخر مرة سافروا فيها كانت منذ عام ونصف العام».
أضاف «فرج»: «شقيقي ندهي 26 سنة، متزوج، ولديه بنت، تدعى مهرة 4 سنوات، وجرجس سنة ونصف، وشقيقي هاني 24 سنة، متزوج وسافر وترك زوجته حاملًا ولديه الآن ولد يدعى تواضروس، 8 شهور، ولم ير هاني طفله وكان يتصل باستمرار قائلًا (نفسي أشوف تواضروس كبر ولا لأ وشكله دلوقتي إيه)».
وأضاف شقيق الضحيتين: «بحسب رواية العاملين هناك، فإن ملثمين مسلحين دخلوا عليهم الغرفة في الحوش الذي يقيمون فيه وسألوهم عن أسمائهم ولما علموا أنهم مسيحيون أخذوهم وقتلوهم على بعد 60 كيلومترًا من مكان إقامتهم».
وطالب «فرج» السلطات والحكومة بمتابعة الحادث وكشف ملابساته ومطالبة السلطات الليبية بالقبض على الجناة والثأر للضحايا.