ودع أهالى نجع مخيمر، بقرية فزارة التابعة لمحافظة سوهاج، أمس، الشقيقين ندهى وهانى جرجس حبيب، اللذين قُتلا ضمن 7 مصريين، على أيدى مسلحين ليبيين، مطلع الأسبوع الجارى. وبصوت باكٍ، تساءل والدهما جرجس حبيب، 70 عاماً، مزارع: «مين يجيب حق ولادى.. وليه يقتلوهم الليبيين، عملولهم إيه؟»، مضيفاً: «دى ناس طالعة علشان لقمة العيش، ولادى لو لاقيين معيشة ولا شغل فى بلدهم، ماكانش حد فيهم سافر ولا اتشحطط علشان لقمة العيش، دول سابوا لى كوم لحم فى رقبتى، ربنا يقدرنى على رعايتهم»، ثم أجهش بالبكاء، وظل يردد: «ربنا موجود.. ربنا موجود». وأوضح فرج، شقيق الضحيتين، أن شقيقه هانى، 24 عاماً، سافر إلى ليبيا منذ عام ونصف العام، وكان يعمل فى مهنة البناء، وتزوج من إحدى قريباته، منذ 3 سنوات، وأنجبت له تواضروس، 8 شهور، لكن الأقدار أبت أن يرى صغيره، مشيراً إلى أنه قال لوالده فى آخر اتصال بينهما قبيل الحادث: «نفسى أنزل البلد أشوف ابنى وارجع تانى، لكن لازم أستحمل شوية، عشان أكل العيش مر»، وأشار فرج إلى أن شقيقه الثانى ندهى، 26 عاماً، سافر منذ عام و3 أشهر، ليلتحق بشقيقه الأصغر الذى سبقه بشهرين وكان متزوجاً أيضاً من إحدى قريباته، وترك طفلة اسمها مهرة، 4 سنوات، وطفلاً اسمه جرجس، عام ونصف العام. وأكد شقيق الضحيتين أن شقيقيه كانا يسكنان فى شارع النهر العظيم بمدينة بنغازى، حيث يقطن معظم أبناء القرية الذين يسافرون إلى ليبيا، ويعملون فى «المعمار»، منوهاً إلى أنه اتصل بشقيقه الثالث «حفنى» وأقاربه فى ليبيا، ليستوضح منهم سبب الحادث، فأبلغوه بأن مسلحين دخلوا عليهم المسكن الخاص بهم وسألوهم: «مين فيكم مسيحى؟»، وبعدها اقتادوهم خارج السكن، وفى منطقة تبعد قليلاً عن مقر إقامتهم أطلقوا عليهم الرصاص.