طارق الزمر: لا نتفاوض السلطة.. والسيسي سيخسر مؤيديه إذا ترشح للرئاسة (حوار)

نفى الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، وجود أي مفاوضات من جانب ما يسمى ب«التحالف الوطني لدعم الشرعية» مع السلطة الحاكمة، مشككًا في إمكانية إجراء انتخابات نزيهة في ظل الوضع الحالي.
واعتبر «الزمر»، في حوار ل«المصري اليوم» أجري عبر الإنترنت، والذي قال خلاله إنه يتنقل بين عدة بلدان بعد صدور قرارات بضبطه من النيابة، أنه في حالة ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، فأنه سيخسر غالبية مؤيديه، ومعتبرًا أن ترشح حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، ل«الرئاسة» يعكس «شغفه لكرسي الرئيس»، مثمنًا موقف «أبو الفتوح» من عدم الترشح.
وطالب «الزمر»، المطلوب على ذمة قضايا تحريض على ارتكاب وممارسة عنف، عقب فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في «رابعة العدوية والنهضة» يوم 14 أغسطس الماضي، السلطة الحالية بطرح مبادرات سياسية للخروج من الأزمة الراهنة، مؤكدًا أنه يرفض أي حلول أمنية يمارسها النظام.
وإلى نص الحوار:
* هل هناك مفاوضات من جانب التحالف الوطني لدعم الشرعية مع السلطة الحالية؟
- ليس هناك أي مفاوضات من أي شكل مع السلطة الحالية، وهو ما يرجع في نظري إلى أن السلطة الحالية لا تزال تتصور أنها يمكن أن تجرع الناس أو ترغمهم على قبول الأمر الواقع وهو ما يرتبط إلى حد كبير بمنطق القوة والعنف الذي أصبح هو اللغة شبه الوحيدة في تعامل السلطة مع مخالفيها، وهذه في الحقيقة طبيعة «الانقلابات العسكرية» فهى لا تعرف إلا ما تدربت عليه، لذلك فأتوقع أن تنعكس هذه اللغة العنيفة على كل شيء حتى داعمي الانقلاب.
* ما موقف حزب البناء والتنمية والجماعة الإسلامية من انتخابات الرئاسة والبرلمان؟
- الحقيقة أننا كما ذكرت لا يمكننا أن نقبل الأمر الواقع الذي يسعى «الانقلاب» لفرضه بما في ذلك خارطته التي يسميها «خارطة المستقبل»، لهذا فإننا لا نتصور أن نشارك في «عملية السطو على اختيار الشعب» لأننا لو سلمنا به، فأننا نهدم القيمة الحقيقية للانتخابات التي يدعوننا إليها اليوم سواء كانت رئاسية أو برلمانية، كما أننا في الحقيقة لا يمكن أن نتصور انتخابات نزيهة في ظل المناخ الحالي، كما أننا إذا فكرنا في المشاركة في هذه الانتخابات فما هي الضمانات الحقيقية لنزاهتها.
* ما رأيك في ترشح المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي لرئاسة الجمهورية؟
- الحقيقة أن المناخ السياسي الذي تعيشه مصر الآن هو أسوأ المناخات التب يمكن أن تشهد عملية تأسيس، وأن كل مخلص لمصر لابد وأن يعمل عقله ويتصور ماذا لو أكمل هذا المسار إلى نهايته؟، هل سينتج رخاءًا أو سيوفر حرية لنا أو لأبنائنا أو سينتج استقرارًا؟.
وترشح السيسي هو المشهد الذي أكدنا عليه منذ البداية بأنه يسعى للسلطة فرغم قسمه وإيماناته المتكررة وترديد أنصاره لذات المعنى فلم نكن نتصور أنه سيترك هذا المنصب لغيره، ولهذا فأنا أتصور أنه بإعلان ترشحه الرسمي سيفقد غالبية من أيدوه متأثرين بما قاله عن عزوفه عن الرئاسة وقسمه بذلك، ولعل هذا يذكرنا بوعد الإخوان المسلمين بعدم خوض انتخابات الرئاسة ثم المنافسة عليها بعد ذلك، لقد كان ذلك القرار من أكثر القرارات التي سببت لهم خسارة شعبية في ضوء حملة إعلامية منظمة سعت لاستغلال ذلك الترشح.
* وبالنسبة لمشاركة حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي في الانتخابات الرئاسية؟
- أما ترشح حمدين فهو يعكس شغفه بالكرسي بغض النظر عن كون هذا الكرسي ملوثًا بالدماء، أوأنه سيكون بكل تأكيد مهزوزا متأرجحا لأنه لم يبن بشكل صحيح، فضلا عن أن ترشح حمدين تحوم حوله العديد من شبهات العلاقة بينه وبين الأجهزة الأمنية الراعية للانقلاب.
* وما رؤيتك لمقاطعة أبو الفتوح للانتخابات ؟
- أثمن موقف عبد المنعم أبو الفتوح الذي نظر للمشهد الحالي نظرة أمينة، وكان ولابد أن يصارح الناس بالحقيقة التي رأها ويرفض المشاركة في هذه المسرحية.
* ما رؤيتك لزيارة السيسي لروسيا ؟
- زيارة السيسي لروسيا أقل أهمية من زيارة محمد مرسي لها، لأننا في الحقيقة يمكن أن نتصور أن مرسي لخلفياته الفكرية والسياسية والاستراتيجية كان يخطط لإخراج مصر من دائرة التبعية، وكانت هذه الزيارة ضمن عدة زيارات أخرى كانت ترسم هذا التوجه وخاصة زيارته للهند وايران والبرازيل وفنزويلا.
فلا يمكن تصور زيارة السيسي لروسيا بأنه يريد إخراج مصر من دائرة التبعية الأمريكية، بل أتصور أنه في ضوء أزمات الانقلاب العميقة يأتي لمصر بسيد جديد بالإضافة إلى السيد الأول الذي يتم الأمر بعلمه وموافقته فتصبح مصر بذلك خاضعة لتبعية مركبة، وهي صورة غير متكررة فى العصر الحديث أو حتى القديم.
* وعن ترحيب الرئيس فلاديمير بوتين بالسيسي إذا فاز بمنصب رئيس الجمهورية؟
- بوتين رجل مخابرات كالسيسي، ويتصور أن السيسي سيقلده في قيادة مصر، وأنه يعتبر مصر الحليف الذي يتلهف لفتح باب العلاقات معها.
* ما الحل الأمثل للخروج من الأزمة الراهنة؟
- بداية لابد وأن أعلن رفضى للحل الأمني الذى أراه جريمة في حق مصر، وهو ستارة حقيقية لإكمال الإجهاز على ثورة يناير.
وإذا كان الحل الأمني مرفوضًا فإننا بالضرورة لابد، وأن نتجه للحل السياسي، وهو ما يلزم السلطة القائمة بطرح مبادرات تخرج من هذه الأزمة فهي التي صنعت الأزمة، وهي التي تمتلك زمام المبادرة لحلها، وهي التي لم ترد بشكل مناسب على كل المبادرات التى اطلقت منذ 3 يوليو وحتى اليوم.
* هل هناك رؤية لحزب البناء والتنمية لحل الأزمة سياسيًا؟
- نعم، فأن حزب البناء والتنمية قد ألزم نفسه بالبحث عن مخارج لهذه الأزمة الخطيرة لما يراه الحزب فى هذه الأزمة من تعقيد وكيف أنها يمكن أن تدمر حاضر مصر ومستقبلها وتجعلها فريسة لعدم الاستقرار لعقود قادمة ومن ثم تدخل القوى المتربصة ببلادنا والتي تسعى لتقسيمها.
ولهذا فإن الحزب قد وضع أسسًا للحوار نتصور أنها يمكن إذا تم الاتفاق عليها أن تخرج البلاد من هذه الأزمة العميقة : تقديم مصلحة الوطن على كل المصالح الشخصية والحزبية، والحفاظ على المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية يجب أن تقف على مسافة واحدة من جميع أبناء الوطن، واستخدام الآليات التى تدفع بتحقيق أكبر قدر من التوافق وإنهاء حالة الانقسام بين أبناء الشعب المصري، لإقرار بتحقيق الشراكة بين مكونات الوطن والقناعة الجازمة بأن الوطن لن يستطيع فصيل واحد أن يبني مستقبله، وأنه لابد من مشاركة الجميع فى ذلك وفقا لأسس متفق عليها، والمصارحة وتحديد المطالب بصيغة مباشرة، والاتفاق أن حسم الخلاف يبدأ بالسعي إلى تحقيق التوافق، فإن لم يكن فبالآليات الديمقراطية والمنطقية المتعارف عليها من قبل الشعوب الديمقراطية.